مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقتل ثلاثة اشخاص خلال الانتخابات الرئاسية في كينيا

عناصر من الشرطة الكينية يحرسون شاحنة صغيرة تصل حاملة لوازم انتخابية إلى مركز اقتراع أقيم في مدرسة في كيسومو في 26 تشرين الاول/أكتوبر 2017 afp_tickers

قتل ثلاثة اشخاص على الاقل الخميس في اشتباكات تخللت الانتخابات الرئاسية المعادة في كينيا، ما دفع الى تأجيل الاقتراع في اربع مقاطعات فيما تتفاقم أسوأ أزمة سياسية في البلاد.

وقتل شخصان في تظاهرات في معاقل المعارضة في غرب البلاد، فيما سقط الثالث في حي شعبي في نيروبي خلال اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين.

وبذلك ارتفعت إلى 43 حصيلة القتلى الذين سقطوا في عنف مرتبط بالانتخابات منذ اب/اغسطس حين فاز الرئيس المنتهية ولايته اوهورو كينياتا بولاية ثانية، قبل أن تبطل المحكمة العليا نتيجة الانتخابات وتفرض اعادتها.

وفيما شارف الاقتراع على الانتهاء، اعلن رئيس اللجنة الانتخابية وافولا شيبوكاتي في خطاب متلفز تاجيل الاقتراع حتى السبت في اربع ولايات تعمها التظاهرات وهي كيسومو وهوما باي وميغوري وسيايا.

وقال شيبوكاتي إن القرار مرده التحديات “المرتبطة بالامن”.

ودعا زعيم المعارضة رايلا اودينغا (72 عاما) أنصاره إلى لزوم منازلهم الخميس، معتبرا أن الشروط غير متوافرة لإجراء انتخابات شفافة ونزيهة.

ودعي نحو 19,6 مليون ناخب مدرجين على القوائم الانتخابية للإدلاء بأصواتهم في 40883 مركز اقتراع في أنحاء البلاد، غير أن الوضع في مناطق المعارضة الخميس كان متباينا جدا مع الحركة في انتخابات الثامن من آب/أغسطس.

وبدت العديد من مراكز الاقتراع خاوية او تستقبل اعدادا قليلة من الناخبين في انتخابات يرجح ان تثير مزيدا من المعارك القانونية.

وأكدت مصادر أمنية وطبية مقتل 3 اشخاص واصابة 24 اخرين على الاقل، 11 منهم بذخيرة حية.

وفي مستشفى جاراموغي في معقل اودينغا في كيسومو في غرب البلاد، شاهد صحافي في وكالة فرانس برس عدة اشخاص يصلون الى المستشفى مضرجين بدمائهم.

وقال صامويل اوكوت البالغ 20 عاما “هذا جنون. انهم يطلقون النار علينا (…) نحن نتظاهر وهم يطلقون النار علينا”.

ووصل اوكوت الى المستشفى مع صديقه جوزيف اومو الذي تلقي طلقة في ركبته.

– مزيد من إراقة الدماء –

وحذرت منظمة العفو الدولية من إراقة مزيد من الدماء في كينيا.

وقال جوستوس نيانغايا مدير مكتب المنظمة في كينيا “مع تصاعد التوتر هناك تهديد حقيقي للغاية باراقة مزيد من الدماء اثناء انتخابات الاعادة”.

وتابع “نحن ندعو الشرطة لاستخدام العنف كخيار أخير (…) لاي نبغى السماح بحدوث قتل خارج القانون وانتهاكات حقوق انسان اخرى بواسطة الشرطة”.

وفي كيسومو (غرب)، قتل شاب عمره 19 عاما بعد ان اصيب بنزيف حاد في اشتباكات اندلعت بعد اغلاق متظاهرين طرقا ومراكز اقتراع لمنع التصويت، حسب ما افادت مصادر طبية.

واعلنت الشرطة مقتل ثان في هوما باي في غرب البلاد اثر مهاجمة حشد مركز شرطي ما حدا بالضباط الى اطلاق النار “لحماية انفسهم”.

وقتل شخص ثالث بطلق ناري في الرأس في حي ماثاري الفقير في نيروبي حيث اندلعت تظاهرات واعمال شغب مماثلة.

– مراكز اقتراع مقفلة بالسلاسل –

وفي كيسومو، كبرى مدن غرب البلاد، بدا من المستحيل أن تجري عمليات التصويت في ظل الوضع السائد، مع غياب قسم من اللوازم الانتخابية كالصناديق والمعدات الإلكترونية، وبوجود مراكز مغلقة بسلاسل وأقفال ومع عدم إقبال الناخبين وبقاء المسؤولين الانتخابيين في منازلهم خوفا من التعرض لهجمات، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.

وقال جاكسون أوتيينو في سيايا لوكالة فرانس برس “لن نذهب للتصويت. هذا لا يهمنا، لاننا نعرف منذ الآن من سينتصر. إنها مهزلة”.

وتجري الانتخابات الجديدة بعدما ألغت المحكمة العليا في الأول من أيلول/سبتمبر بطلان نتائج الانتخابات السابقة التي أعلن فيها فوز الرئيس اوهورو كينياتا بـ54,27% من الأصوات مقابل 44,74% لأودينغا.

وبررت المحكمة العليا قرارها الذي شكل سابقة في إفريقيا بحصول مخالفات في نقل النتائج. وإذ برأت المرشحين، القت مسؤولية تنظيم انتخابات “غير شفافة وغير قابلة للتثبت من نتائجها” على عاتق اللجنة الانتخابية.

وعلى اثر هذا القرار، مارس أودينغا الذي ترشح ثلاث مرات حتى الآن للرئاسة من غير أن يحالفه الحظ، ضغوطا من أجل إصلاح هذه اللجنة، وإن كانت الهيئة أجرت تعديلات طفيفة، إلا أن المعارضة ترى أنها ما زالت منحازة للحزب الحاكم.

– قصور ديموقراطي –

وما عزز هذا الموقف الشكوك التي أبداها رئيس اللجنة الانتخابية الأسبوع الماضي حيال قدرتها على ضمان مصداقية التصويت.

وهذا ما حمل أودينغا في 10 تشرين الأول/أكتوبر على إعلان انسحابه من الانتخابات، غير أنه لم يتخذ تدابير رسمية لذلك ولا يزال اسمه مدرجا على بطاقات الاقتراع المتوافرة للناخبين، إلى جانب كينياتا والمرشحين الستة الآخرين.

ومن المتوقع ما لم يحصل تطور غير منتظر، أن يفوز كينياتا بولاية جديدة، غير أنه سيعاني من قصور ديموقراطي في هذا البلد، وسيخضع فوزه قبل المصادقة عليه رسميا حتى لكثير من الطعون القضائية.

ويقول محللون ان مقاطعة المعارضة ستلطخ مصداقية الانتخابات في كينيا وتعمق أسوأ ازمة سياسية تشهدها منذ الانتخابات الرئاسية في 2007 والتي تسببت في عنف اتني اسفر عن مقتل 1100 شخص.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية