مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

نتانياهو يلغي اتفاقا مع الأمم المتحدة بشأن المهاجرين الأفارقة

اسرائيليون ومهاجرون أفارقة يتظاهرون خارج مقر الحكومة في القدس ضد سياستها حيال المهاجرين في 3 نيسان/ابريل 2018 afp_tickers

ألغى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين اتفاقا مع مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة يهدف للحد من ترحيل آلاف المهاجرين الأفارقة بعد ساعات فقط من إعلانه شخصيا عن التفاهم.

ويأتي التحول المفاجئ اثر تظاهرات غاضبة في اسرائيل في وقت يواجه نتانياهو ضغوطا متزايدة من قاعدته اليمينية.

وحثت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة نتانياهو على “إعادة النظر” في قرار الالغاء.

وأثار إعلان الجانبين للاتفاق غضب سياسيين يمينيين بينهم حلفاء لنتانياهو وعدد من أنصاره التقليديين.

ونتيجة ذلك، أعلن رئيس الوزراء في منشور على موقع “فيسبوك” في وقت متأخر الاثنين أنه سيعلق الاتفاق الذي كان سيسمح لآلاف المهاجرين بالبقاء في اسرائيل ولو بشكل موقت. ثم قال الثلاثاء أنه قرر الغاء الاتفاق بعد مناقشة المسألة.

وقال في بيان “بعد الاستماع باهتمام الى ملاحظات وتصريحات حول الاتفاق وبعد تقييم الايجابيات والسلبيات والمزايا والعيوب، قررت إلغاء الاتفاق”.

– “يتلاعبون بعقولنا” –

صيغ الاتفاق لانهاء خطة الترحيل القسري لآلاف المهاجرين إلى رواندا المثيرة للجدل عرضها نتانياهو في كانون الثاني/يناير.

بموجب الاتفاق مع الأمم المتحدة، كان سيعاد اسكان 16250 مهاجرا كحد أدنى في دول غربية، على أن تمنح اسرائيل إقامة موقتة لعدد مماثل من المهاجرين الذين يعاد توطينهم في بلدان أخرى.

وتحول وجود مهاجرين سودانيين وإريتريين في اسرائيل إلى قضية سياسية رئيسية فيما يواجه نتانياهو ضغوطا عدة على خلفية سلسلة من التحقيقات المرتبطة بالفساد.

ووصف المهاجرين مرارا بأنهم “ليسوا لاجئين بل متسللون غير شرعيين”. وانتقد عدد من وزراء نتانياهو أنفسهم الاتفاق بشدة اذ قال وزير المالية موشيه كحلون إنه لم يعرف به حتى الاثنين.

وصباح الثلاثاء، اجتمع نتانياهو مع سكان في جنوب تل أبيب حيث يقيم معظم المهاجرين. وانتقدت مجموعة من هؤلاء الاتفاق بشدة.

وعلى الضفة الأخرى، تظاهر عشرات المهاجرين وأنصارهم خارج مكتب نتانياهو في القدس وتل أبيب حيث هتفوا بشعارات على غرار “اوقفوا الطرد” وحملوا لافتات كتب عليها” لا تتلاعبوا بحياة الناس” و”نعم لتنفيذ الاتفاق”.

وكانت بين المتظاهرين الاريترية سيرناي دوري (28 عاما) التي قالت لوكالة فرانس برس “وصلت اسرائيل قبل عشر سنوات، سجنت في البداية ثلاثة اشهر انا وزوجي قبل ان تسمح لنا اسرائيل بالدخول اليها”.

وأضافت “حضرت الى اسرائيل لانني اعتقدت انها ديموقراطية وستدافع عن حقوقي، لكنهم يتلاعبون بعقولنا وحياتنا”.

لكن دوري، وهي أم لثلاثة أطفال، أكدت “أفضل البقاء هنا على أن نعود الى اريتريا لانني تعلمت اللغة وثقافة البلد والمجتمع”.

وأما سلمون حيدش (32 عاما) الذي يعمل في مطبخ في مدرسة دينية بالقدس الغربية فقال “ان اسرائيل تتلاعب بنا (…) وضع بلادنا غير مستقر. ان عدت الى اريتيريا، سيزج بي في السجن”.

من جهتها، قالت الناشطة الاسرائيلية ياعيل اورباخ من منظمة مناهضة لطرد المهاجرين الافارقة لوكالة فرانس برس “ان الاتفاق مع الامم المتحدة جيد واعطى حلولا جيدة”. واضافت أن نتانياهو “لم يستطع الصمود امام الضغط الذي تمت ممارسته عليه (…) نطالبه بابقاء الخطة”.

– “إعادة النظر” في القرار –

من جهتها، ذكرت مفوضية اللاجئين أنها علمت بقرار نتانياهو تعليق الاتفاق عبر وسائل الإعلام معربة عن أملها في أن يتراجع عن قراره.

وقال الناطق باسم الوكالة الأممية وليام سبيندلر لفرانس برس في رسالة عبر البريد الالكتروني “نواصل تأكيد الحاجة لاتفاق مفيد لجميع الاطراف يمكن أن تستفيد منه اسرائيل والمجتمع الدولي وطالبو اللجوء ونأمل أن تقوم اسرائيل باعادة النظر في قرارها قريبا”.

وأوضح نتانياهو أنه اضطر إلى الموافقة على الاتفاق مع الأمم المتحدة بعدما أعلنت رواندا أنها لم تعد قادرة على الاستمرار على الخطة السابقة.

وفي تعليق نشره ليل الاثنين على فيسبوك قال نتانياهو ان رواندا تعرضت “لضغوط هائلة” من قبل “جهات في الاتحاد الاوروبي” وجهات اخرى لرفض الاتفاق.

وردت بعثة الاتحاد الاوروبي في اسرائيل على تعليق نتانياهو عبر تغريدة ساخرة قالت فيها “لم يكن يوما موفقا. عند الساعة 20:57 تهنئ اسرائيل والمهاجرين بالاتفاق، عند الساعة 21:46 تعبر عن اعجابك باعلان وزارة الخارجية الاتفاق، وعند الساعة 22:50 تعلق الاتفاق وتلقي باللوم على الاتحاد الاوروبي (حيث كانت المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة تأمل ترحيل عدد كبير من اللاجئين) وجهات اخرى”.

وأفادت اوغندا، وهي دولة أخرى يعتقد بأنها وجهة للأشخاص الذين يتم ترحيلهم، أنها ستتوقف عن استقبال من يتم إرسالهم إليها قسرا.

وبموجب خطة نتانياهو السابقة، كان أمام المهاجرين الذين يدخلون بشكل غير شرعي خياران — إما المغادرة طوعا واما حبسهم لمدة غير محددة قبل ترحيلهم قسرا.

ومع مواجهة المهاجرين خطر السجن في حال عودتهم إلى بلدانهم الأصلية، عرضت اسرائيل نقلهم إلى دولة افريقية لم تسمها ويشير عمال الإغاثة والأشخاص الذين تم ترحيلهم إلى أنها إما رواندا واما اوغندا.

وذكر نتانياهو رواندا بالتحديد لأول مرة في منشوره عبر “فيسبوك” الاثنين.

وبدأ المهاجرون دخول اسرائيل عبر الحدود المصرية منذ العام 2007. ورغم تشديد الرقابة على الحدود مذاك، إلا أن تدفق المهاجرين لم يتوقف.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية