مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اسرائيل تحظر الجناح الشمالي في الحركة الاسلامية

الشيخ رائد صلاح في الناصرة في 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 afp_tickers

اعلنت اسرائيل في بيان الثلاثاء حظر الجناح الشمالي في الحركة الاسلامية بعد اتهامه بالتحريض على اعمال العنف التي بدأت مطلع تشرين الاول/اكتوبر في محيط المسجد الاقصى في القدس الشرقية المحتلة.

وياتي هذا الحظر في اطار التحركات الاسرائيلية على عدة جبهات لوقف عمليات الطعن والهجمات المسلحة وعمليات الصدم بالسيارات التي يشنها فلسطينيون، وبعد ان اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مرارا عزمه قمع جميع المتهمين بالتحريض.

وداهمت قوات الامن الاسرائيلية مكاتب الحركة اضافة الى 17 منظمة مرتبطة بها صباح الثلاثاء، وصادرت اموالا ووثائق واجهزة كمبيوتر، بحسب الشرطة.

واستدعت السلطات الاسرائيلية ثلاثة من قادة الحركة الاسلامية للتحقيق معهم في مركز شرطة حيفا وهم الشيخ رائد صلاح ونائبه الشيخ كمال الخطيب، ومسؤول ملف القدس والاقصى في الحركة الاسلامية الدكتور سليمان احمد.

وقالت الحكومة الاسرائيلية في بيانها ان “اي شخص ينتمي الى هذه الحركة او يقدم خدمات لها او يعمل في اطارها بات يرتكب جريمة عقوبتها السجن”، مضيفة ان السلطات صادرت كل ممتلكات الحركة.

وتابع البيان ان “الجناح الشمالي للحركة الاسلامية يقوم منذ سنوات بحملة تحريض على العنف ملفقة تحت شعار +الاقصى في خطر+ وتتهم اسرائيل جزافا بانها تريد التعرض للمسجد وانتهاك الوضع القائم”.

وتابع البيان ان “هذه النشاطات ادت الى تصعيد ملحوظ في التوتر على جبل الهيكل” وهو التعبير الذي يستخدمه اليهود للاشارة الى الحرم القدسي.

وعلق الشيخ رائد صلاح على قرار الحظر بان “كل هذه الاجراءات التي قامت بها المؤسسة الإسرائيلية، هي اجراءات ظالمة ومرفوضة. والحركة الإسلامية ستبقى قائمة ودائمة برسالتها تنتصر لكل الثوابت التي قامت لأجلها، وفي مقدمتها القدس والأقصى المباركين، وأسعى بكل الوسائل المشروعة المحلية والدولية لرفع هذا الظلم الصارخ عنه”

واعلنت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وهي جهاز قيادي للعرب في اسرائيل، عن اضراب شامل يوم الخميس القادم، ووقفة احتجاجية الجمعة على مفارق الطرق.

وقال رئيس لجنة المتابعة العربية وعضو الكنيست السابق محمد بركة لوكالة فرانس برس ” ان قرار حظر الحركة الاسلامية هو قرار سياسي وليس قرارا امنيا، حتى ان جهاز الشباك +الامن الداخلي+ معارض للحظر وبالطبع نحن لسنا معهم ،لكن ذلك يؤكد عدم وجود سبب امني،ان الحظر هو مصالح سياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو”.

واستنكر بركة الهجوم على قادة ومؤسسات الحركة الاسلامية الشمالية واغلاقها وقال “ان الحركة الاسلامية الشمالية جزء ناشط في المتابعة”.

وحذر بركة المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة “من استغلال الأوضاع القائمة في المنطقة والعالم، لتصعيد هجومها القمعي والاستبدادي ضد جماهيرنا العربية في البلاد وشعبنا ككل”.

– حماس تدين –

ودانت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة القرار الاسرائيلي.

وقال الناطق باسم الحركة سامي ابو زهري في بيان تلقته وكالة فرانس برس ان الحركة “تدين” القرار وتعتبره “عملا عنصريا يستهدف الوجود العربي في الداخل الفلسطيني”.

ودعا ابو زهري المجتمع الدولي ل”تحمل مسؤولياته تجاه الاجراءات العنصرية الاسرائيلية التي تؤكد مجددا ان الاحتلال الاسرائيلي هو مجرد +عصابة+ ارهابية”.

وفي 27 تشرين الاول/اكتوبر، حكمت محكمة اسرائيلية على الشيخ رائد صلاح بالسجن 11 شهرا بعدما دعا في خطاب القاه في شباط/فبراير 2007 “كل العرب والمسلمين لبدء انتفاضة لدعم القدس ومسجد الاقصى”.

ولد الشيخ رائد صلاح في مدينة ام الفحم شمال اسرائيل عام 1958 ويتزعم التيار المتشدد في الحركة الاسلامية في اسرائيل.

والحركة الاسلامية منظمة غير محظورة في اسرائيل لكنها تخضع لرقابة مشددة، بينما يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الى حظر الحركة التي يتهمها بقيادة “التحريض” ضد اسرائيل و”التشجيع على العنف”.

ونشات الحركة الاسلامية في اسرائيل على يد مؤسسها الشيخ عبد الله نمر درويش من مدينة كفر قاسم بالقرب من تل ابيب، في اواخر السبعينات،وتستمد فكرها من فكر جماعة الاخوان المسلمين.

وانشقت الحركة الاسلامية بعد توقيع معاهدة اوسلو الى شقين عام 1996، الجناح الجنوبي ويراسه الان الشيخ حماد ابو دعابس، وهو تيار براغماتي يحاول الوصول للتعبير عن رايه داخل الكنيست، وحصل على تمثيل ثلاثة اعضاء في القائمة العربية في الكنيست، وتربطه علاقات وطيدة بالسلطة الوطنية الفلسطينية.

بينما يقود الشيخ رائد صلاح الجناح الشمالي او التيار المتشدد الذي لا يؤمن بالمشاركة في البرلمان الاسرائيلي، بينما يشارك في المؤسسات العربية المحلية.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية