مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عندما يَـبيض الديك في العراق!

جندي أمريكي يقف إلى جوار صورة للمدعو محارب عبد اللطيف الجبوري في ندوة صحفية عقدها يوم 3 مايو 2007 في بغداد متحدث باسم القوة متعددة الجنسيات في العراق للإعلان عن مقتله Keystone

قال الجيش الامريكي يوم 4 مايو إنه تعرف على اثنين آخرين من زعماء القاعدة في العراق قتلا في عملية جرت شمالي بغداد. وذكر الجيش أن القتيلين اللذين تعرف عليهما مؤخرا، هما صباح هلال الشهاوي الذي عرفه بأنه "مستشار الشؤون الدينية" لمحارب عبد اللطيف الجبوري، "وزير اعلام القاعدة في العراق" وأبو عمار المصري.

وتشير سلسلة من التطوّرات السياسية والأمنية في العراق إلى أن قطار المصالحة الوطنية قد يتَّـجه قريبا نحو السكَّـة الصحيحة، وربما يصلها، وإن طال الزمن.

قديما، قال الألمان “الإرادة تجعل للقَـدمَـين جناحين”، وقالت العرب، إن الأيام دُول، ولكن ليس لما يسمى بدولة العراق الإسلامية، بعد مقتل “أميرها” أبو عمر البغدادي في منطقة الغزالية ببغداد، وقبله مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو أيوب المصري على يد مُـقاتلي عشائر الأنبار، الذين أطلقوا صحوتهم منذ وقت ليس بالبعيد وقرروا القضاء على “القاعدة”، ولو بلغ الأمر ما بلغ… كما يقولون.

هذه التطورات تعكِـس نجاحا للحكومة العراقية، التي يُـهيمن عليها الشيعة ويعزِّز نظريتها في مدّ جسور الوِد مع عشائر الرمادي، وعموم المجتمع السُـني مع كل العقبات التي يفتعلها زعماء برزوا كمدافعين عن السنة، وهم في معظمهم يدافعون عن عودة البعثيين مرّة أخرى إلى السلطة، ولا يُخفون تطلُّـعاتهم في هذا الأمر، مع أنهم يضعون قَـدما في الحكومة والعملية السياسية والآخر مُـحكم فيما يسمُّـونها مقاومة، حتى تلك التي تُـعلن على الملأ أنها تعمل على خط جر العراق إلى حرب طائفية… وأهلية، كتنظيم القاعدة مثلا.

صحيح أن الحكومة العراقية حصدت المزيد من الإخفاقات على الصعيدين، الأمني والسياسي منذ إعلان تشكيلتها الرسمية بعد مخاضٍ عسيرٍ، أعقب الانتخابات التشريعية في ديسمبر عام 2005، إلا أن تعاون عشائر الأنبار، الذين أسسوا مجلسا لإنقاذ الأنبار، أكبر محافظات العراق وأكثرها تأثيرا على مجريات الأمر فيه، يشير، ولو من طرف خفي، إلى أن مستقبل العلاقة بين السُـنّة والشيعة لن يتعرّض للخطر، كما يريد دُعاة الفِـتنة الطائفية ومشعِّـلو نيرانها المُـحرقة للجميع، والتي ستلتهم المنطقة بأسرها، إذا اندلعت كحرب طائفية واسعة في العراق.

صحيح أيضا أن الفتنة الطائفية تطوّرت كثيرا منذ عملية تفجير مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء في فبراير من العام الماضي، لتتحوّل إلى ما يمكن تسميتها “حرب مجاميع طائفية”، تحصل على دعم سياسي وحتى لوجيستي من فاعليات دينية وسياسية، يشارك معظمهم في العملية السياسية الجارية، إلا أن انضمام عشائر الأنبار، الذين قضى العديد من أبنائها صبرا بالاغتيال أو بالقتل اليومي، الذي تمارسه القاعدة ضد كل من لا يتفق مع طروحاتها، وضع الكثير من “المطبَّـات” أمام أولئك السائرين على نهج إشعال فتيل الحرب الطائفية بين عراقيين تبلغ نسبة الزيجات المختلطة بينهم نحو 30%.

الغزالية!

أبو عمر البغدادي، اسم على مُـسمَّـى، لأن مجرد انتخاب الكِـنية في عراق ما بعد صدام، الذي أسِّـس على نظام المحاصصة الطائفية، يعكس نوايا الضابط السابق في جهاز استخبارات النظام السابق، الذي قتل في مواجهة مع قوة أمريكية عراقية مشتركة في منطقة الغزالية، وهي منطقة يقع فيها المقر الرئيسي لهيئة علماء المسلمين..

ويثير هذا الأمر جُـملة تساؤلات مشروعة، عمَّـا إذا كان تنظيم القاعدة ودولته التي أعلِـن قيامها في المناطق السنية، مُـصرّا على الاستمرار في نفس طريق زعيم التنظيم السابق “أبو مصعب الزرقاوي”، وهو العمل على خط الفتنة الطائفية، فشل فعلا مع المجتمع السُـني، خصوصا في ظل الصراعات الدموية التي خاضها تنظيم القاعدة مع عدّة جماعات سُـنية مسلحة لم تنفع معها محاولات “البغدادي” في الإبقاء على الحاضنة التقليدية للقاعدة داخل مجتمع يرفض التطرف المذهبي، بل ويشارك في مقاتلته.

أبو عمر البغدادي وغيره من زعماء القاعدة في العراق، انغمس في صراعات داخلية ومحلية، بعيدا عن الهدف الأول الذي من أجله أنشئ – ظاهريا – تنظيم القاعدة في العراق.

ويمكن القول أن الكثيرين من ضباط النظام السابق انخرطوا في التنظيم، بعد أن أطلقوا اللحى وصاروا يترددون على المساجد ويتطرّفون في الولاء الديني مذهبيا، بما ينسجم مع فكر القاعدة، وزعيمها السابق أبو مصعب الزرقاوي، الذي كان أعلن بصوته عدّة مرات أن هدفه الأول هو مقاتلة الشيعة “الروافض”، وكل شيعة العراق بالنسبة للزرقاوي هم من الروافض ماعدا “الخالصيين” و”الصدريين”، وذلك إثر تدخل هيئة علماء المسلمين، طبعا قبل أن تتغيَّـر معادلة العلاقة بين زعماء كلاّ من التيار الصدري والهيئة على خلفية تبادل تصريحات “قاسية” بينهم، خصوصا فيما يتعلق بموقف الهيئة من “الزرقاوي” وعموم تنظيم القاعدة.

متاعب المالكي

الحديث عن مقتل أمير دولة العراق الإسلامية ووزير حربها، زعيم تنظيم القاعدة في العراق، ربما يخفِّـف عن الحكومة العراقية بعض متاعبها، خصوصا فيما يتعلق بالخِـلافات الحادّة داخلها بين المشاركين السُـنة والشيعة المهيمنين عليها.

فزعماء السُـنة، المشاركون في العملية السياسية، هدّدوا بالانسحاب بذريعة أنهم مهمّـشون في صُـنع القرار، وهو إن تم، سيُـحرج كثيرا حكومة نوري المالكي، التي يحرِص رئيس الوزراء العراقي عبر إعلامه الرسمي، على تسميتها بحكومة الوِحدة الوطنية.

ومن هنا، فإن مقتل أبو أيوب المصري، الذي نفته القاعدة، وأيضا مقتل أبو عمر البغدادي، تريدهما الحكومة العراقية ليعكس نجاحا في اختراق تنظيم القاعدة وإبعادها عن محيطها، الذي نمت فيها خلال السنوات الماضية بعد سقوط نظام صدّام.

وواضح من خلال تصريحات المعنيين فيها، أن الحكومة العراقية المُـنهمكة في تطبيق خطَّـتها الأمنية، القائمة أساسا على جُـهد استخباراتي، بدت سعيدة وهي توجِّـه رسائل مهمَّـة عن نجاحها في إبعاد جماعات مسلحة عراقية، بل وإقناعها في المشاركة في قتال تنظيم لم يتوانَ العديد من زعماء العشائر السُـنية في وصفه بالعصابة التكفيرية.

وحتى إذا لم يكن الخبر صحيحا، فإن الحديث عن إضعاف القاعدة، يعزّز من فُـرص الحكومة والقوات الأمريكية في إثبات وِجهة نظرها المتدحرجة على كرّة التفاوض مع جماعات مسلحة، لا تتفق من قريب أو بعيد مع نهج القاعدة.

العهد الدولي!

الإعلان عن مقتل “أبو عمر” البغدادي، جاء في نفس يوم انعقاد مؤتمر شرم الشيخ الدولي في مصر لمساعدة العراق، عندما تعهَّـد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بنزع سلاح المليشيات، ومع مطالبة مصر بعدم دعم تيار معيَّـن على حساب آخر، لكن الأبرز هو تزامنه مع موقف لافت بقرار المملكة العربية السعودية تقديم مليار دولار للمساهمة في إعمار العراق وإعلانها عن استعدادها لتخفيض ديُـونها.

فالسعودية التي تشكو من تزايد نشاط عناصر القاعدة داخل أراضيها، نجحت مؤخَّـرا في اعتقال سبع خلايا تضمّ 172 سعوديا ومُـقيما، كانت تخطط لمهاجمة قواعد ومنشآت نفطية، في نفس الوقت الذي رفضت فيه استقبال رئيس الوزراء العراقي أثناء جولته العربية السابقة، التي قادته إلى مصر والكويت وسلطنة عمان.

ويكفي أن تقرر الرياض دعمها للعراق في مؤتمر العهد الدولي، لكي تشعر الحكومة العراقية، المتَّـهمة بنُـمو النفس الطائفي فيها، بالمزيد من الاطمئنان إلى أن حل الأزمة الأمنية المتفاقمة في العراق لن يتحقق من دون تعاون دول الجوار، خصوصا الدولتين البارزتين في المنطقة، السعودية وإيران.

وواضح من خلال سياقات أربع سنوات عجاف منذ سقوط نظام صدّام، أن المشكلة الكبرى التي تهدد أمن ووحدة العراق وتنذر بانتقالها إلى المنطقة، هو أن تشعر دول الجوار العراقي أنها تُـعاني من نفس أزمة العراق، خصوصا في بُـعدها الطائفي.

وبكلمة أوضح، فإن الجميع في المنطقة سيتأذّى، إذا أحسَّـت كل دولة من دول الجوار أنها طرف في النزاع السياسي القائم على قَـدم وساق في العراق، والذي يحاول المستفيدون منه، أي أطرافه من العراقيين، إضفاء مسحة طائفية عليه.

ومهما يكن من أمر صراعات القاعدة مع المجتمع السُـني في العراق، الذي بات يرفضها بوضوح، فإن هذا التنظيم الذي لم يعُـد مُـتماسكا منذ مقتل زعيمه السابق أبو مصعب الزرقاوي في يونيو 2006، يشعر أن أيامه في العراق ليست مفروشة بالورود، كما كان يظن من قبل، فالأيام.. دول، وطبعا ليست هي أيام دولة العراق.. الإسلامية، على الأقل في ظل ما يُـقال عن اتصالات مستمرة بين عدّة جماعات مسلحة سُـنية والحكومة العراقية والقوات الأمريكية، بما يضع مستقبل القاعدة ومصيرها في العراق على المحك.

ويقول مثل فرنسي، إن الدّيك إذا حالفه الحظ فإنه… سيبيض! فهل سيتحقَّـق ذلك يوما ما في العراق؟

نجاح محمد علي – دبي

بغداد (رويترز) – قال الجيش الأمريكي يوم الخميس 3 مايو، إنه قتل شخصية بارزة في تنظيم القاعدة بالعراق، متهما إياها بالضلوع في خطف الصحفية الأمريكية جيل كارول ونشط السلام توم فوكس وأجانب آخرين. وقال الميجر جنرال وليام كولدويل، المتحدث باسم الجيش الأمريكي إن محارب عبد اللطيف الجبوري، كان “وزير الإعلام” بتنظيم القاعدة في العراق.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف، إن الجبوري هو أيضا أبو عمر البغدادي، زعيم جماعة “دولة العراق الإسلامية”، وهي الجماعة المرتبطة بالقاعدة التي ادّعت مسؤوليتها عن الكثير من الهجمات الرئيسية في البلاد، غير أن دولة العراق الإسلامية قالت، إن هذين رجلان مختلفان ونفت مقتل زعيمها البغدادي، لكنها قالت إن الجبوري، الذي وصفته بأنه المتحدث باسمها، قتل في غارة جوية بعد اشتباك استمر ثمان ساعات.

وقالت الجماعة، التي أعلنت من جانب واحد دولة إسلامية في العراق في بيان بموقع على الإنترنت تستخدمه الجماعات المسلحة، “فنطمئن الأمة إلى أن مولانا وولي أمرنا أبو عمر البغدادي حفظه الله ينعم بفضل الله وسط أهله من رعايا دولة العراق الإسلامية”.

وأبلغ كولدويل مؤتمرا صحفيا بأن الجبوري قُـتل شمالي بغداد يوم الثلاثاء 2 مايو ضمن عملية هجومية على القاعدة، أطلق عليها اسم “عملية مصيدة الفأر”. وقال كولدويل “عندما نتمكن من استئصال مثل هذا الشخص الذي له مثل هذا التاريخ في الضلوع بجرائم خطف وقتل الأجانب في هذا البلد، فهذا أمر بالغ الأهمية”.

واختطفت كارول، التي تعمل بصحيفة كريستيان ساينس مونيتور في يناير عام 2006 واحتجزت للمدة 82 يوما قبل إطلاق سراحها، أما نشط السلام المسيحي فوكس، فقد خطف في نوفمبر عام 2005 وعُـثر على جثته في مارس عام 2006.

وقالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور، ان كارول صرحت بأنها لم تتعرف على صورة الجبوري.

وقالت الصحيفة في مقال نُـشر في موقع المونيتور على شبكة الإنترنت، إن كارول “لم تتعرف على الصورة التي نشرها الجيش للجبوري”، ولم ينسب المقال إلى كارول تصريحات مباشرة، لكنه نقل عنها قولها ما معناه “الصورة قد تكون لخاطف ظنت أنه حارس منخفض المستوى”.

وقال كولدويل، إن الجبوري كان ضالعا أيضا في خطف اثنين من الألمان لم يحدّد هويتهما، لكنه قال إنهما خُـطفا في عام 2006، وأضاف أن الجيش الأمريكي لا يعرف من هو البغدادي، لكنه قال إن مقتل الجبوري ربّـما ساهم في حدوث تشوش بشأن من هو الشخصية البارزة في القاعدة الذي قتل في العراق هذا الأسبوع.

وبث التلفزيون العراقي الرسمي صورا لجثة رجل، قال إنه البغدادي، وكانت الجثة موضوعة داخل تابوت خشبي في صندوق شاحنة وبدا الرأس متورما ومصابا بجروح.

وكان مسؤولون عراقيون قد قالوا إن البغدادي قُـتل في معركة مع القوات العراقية والأمريكية شمالي بغداد، وقالوا أيضا إن أبا أيوب المصري، زعيم تنظيم القاعدة في العراق، قتل في معركة جرَت بين المسلحين في شمال بغداد في الأسبوع الجاري أيضا.

وقال كولدويل “هذا الشخص، أعتقد انه تسبّـب في بعض التشويش الذي وقع في الآونة الأخيرة حول من هو الشخص البارز في شبكة القاعدة الذي قتل”، مشيرا إلى الجبوري، ومضيفا أنه تم التعرف على جثته من خلال اختبارات الحمض النووي.

ويذكر أن شخصيات القاعدة تعرف في أحيان كثيرة بأكثر من اسم واحد.

وقال كولدويل، إن الجيش الأمريكي علم أن الجبوري كان ضالعا في خطف كارول وفوكس، استنادا إلى معلومات أدلى بها سجناء، وأضاف “إننا نعلم أنه مسؤول عن نقل وتحركات جيل كارول من أماكن إخفائها المختلفة، ونعلم أنه مسؤول عن الدّعاية وشرائط الفيديو التي طلبت فدية لإطلاق سراح جيل كارول”، وأضاف كولدويل “كان هو آخِـر شخص عُـرف أنه كان يحتجز توم فوكس قبل قتله”.

وقال الرئيس الأمريكي جورج بوش وقائد الجيش الأمريكي في العراق الجنرال ديفيد بتريوس الأسبوع الماضي، إن القاعدة هي “العدو الأول” في العراق.

ويبدو هذا علامة على تحول، حيث كانت وزارة الدفاع الأمريكية قد وصفت في وقت سابق جيش المهدي، التابع لرجل الدين الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر، بأنه أكبر خطر يهدِّد السلام في العراق.

وينحى على القاعدة باللائمة في محاولة إشعال حرب بين الشيعة والعرب السنة.

وقال كولدويل، إن هذه الشبكة قتلت وأصابت ما يصل إلى 2000 مدني في شهر أبريل وحده في هجمات استُـخدمت فيها سيارات ملغومة وأحزمة ناسفة.

وأعلن تنظيم القاعدة بالعراق وجماعات سُـنية مسلحة أخرى أقل أهمية، دولة العراق الإسلامية في أكتوبر، ولا زال تنظيم القاعدة في العراق الشبكة الرئيسية للقاعدة في البلاد.

وشكلت دولة العراق الإسلامية، التي يتزعمها البغدادي في الآونة الأخيرة حكومة من عشرة رجال، بها رئيس وزراء ووزارات، مثل الحرب والنفط والشؤون الإسلامية.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 4 مايو 2007)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية