مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اردوغان في روسيا لمناقشة النزاع السوري مع بوتين

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحافي مشترك بعد اجتماعهما في انقرة في ايلول/سبتمبر 2017. afp_tickers

استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب اردوغان الاثنين في سوتشي في جنوب غرب روسيا، وتباحثا في سبل المضي قدما في تسوية النزاع السوري، الذي لا يزال من دون حل سياسي مرتقب.

وعلى رغم ان روسيا هي احد ابرز حلفاء النظام السوري، فيما تقدم تركيا دعما كبيرا للمتمردين، عمل البلدان سوية في السنتين الاخيرتين على ايجاد وسيلة للخروج من الحرب، خصوصا عبر عملية آستانا للسلام، وهما عراباها مع ايران.

وأدت هذه الجهود المشتركة الى اقامة مناطق خفض توتر في بعض انحاء سوريا، فتراجع العنف، لكنها لم تؤد الى وقفه بالكامل.

وفي بداية اللقاء مع الرئيس التركي في مقر اقامته في سوتشي، اعرب بوتين عن ارتياحه بالقول “نعمل في الواقع على كل محاور” التعاون “ولدينا العادة الحسنة التي تقضي بمناقشة مواضيع الساعة بطريقة عملانية”.

من جانبه، أكد اردوغان، كما جاء في ترجمة كلامه الى اللغة الروسية، “انا على اقتناع بأن لقاءنا اليوم سيكون فعالا جدا”.

وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف ان موضوع النقاش الرئيسي سيكون “الوضع في سوريا، وعمل مناطق خفض التوتر ومتابعة عملية التسوية السياسية”.

وأكد وزير الخارجية التركية مولود تشاوش اوغلو أمام الصحافيين ان “الحل الأفضل” للنزاع في سوريا “سياسي”.

واعتبر أنه “من دون وقف اطلاق نار، لا يمكننا الحديث عن حل سياسي (…) لقد أحرزنا تقدما في هذا الاتجاه ويمكننا أن نعطي أهمية أكثر للعملية السياسية”.

– مصير الأسد –

وقد التقى اردوغان وبوتين في ايلول/سبتمبر الماضي في انقرة، وقررا الضغط لانشاء منطقة خفض توتر في منطقة إدلب شمال سوريا.

ومنذ ذلك الحين، اقترحت روسيا جمع كل القوى السياسية السورية، للتوصل الى تسوية سياسية للنزاع الذي اسفر عن اكثر من 350 الف قتيل. لكن المعارضة والبلدان الغربية اعربت عن شكوكها في هذا الشأن ولم يتحدد اي موعد.

ومن المتوقع عقد جولة محادثات جديدة في جنيف بدءا من 28 تشرين الثاني/نوفمبر باشراف الأمم المتحدة.

وسمح التدخل العسكري الروسي للنظام السوري باستعادة السيطرة على قسم كبير من الأراضي السورية لكن موسكو تواجه صعوبات في احراز تقدم على المستوى السياسي.

ومنذ بدء الحرب في سوريا عام 2011، فشلت كل المحاولات للتوصل الى حل سلمي ولا يزال مصير الرئيس السوري بشار الأسد يشكل العقبة الأساسية.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، اكد الخبير الروسي أليكسي مالاشينكو، ان “روسيا، الموجودة في وضع بالغ الصعوبة (في سوريا)، لا تستطيع بكل بساطة السماح لنفسها بخسارة حلفاء او حتى شركاء”، موضحا ان بوتين وأردوغان “يحتاج كل منهما الى الاخر” في هذا النزاع.

وكان الرئيسان قد تصالحا في آب/اغسطس 2016، بعد اكثر من عام على ازمة خطيرة في علاقاتهما نجمت عن إسقاط تركيا طائرة روسية على الحدود السورية اواخر 2015.

وتعبيرا عن الوفاق بين البلدين، اعلن اردوغان في ايلول/سبتمبر انه وقع مع روسيا عقدا لشراء منظومات دفاعية مضادة للطيران من نوع اس-400، مما اثار قلق الحلف الأطلسي الذي تنتمي إليه تركيا.

وقال مالاشينكو ان من المتوقع ان يكون الاقتصاد ايضا احد مواضيع النقاش بين الرئيسين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية