مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المعارضة السورية تقبل مشاركة دبلوماسيين من النظام في الهيئة الانتقالية ونزوح في حلب

اعضاء الهيئة العليا للمفاوضات خلال لقاء مع الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا في مفاوضات جنيف في 15 نيسان/ابريل 2016 afp_tickers

اعلنت ابرز اطراف المعارضة السورية الجمعة عدم ممانعتها مشاركة دبلوماسيين او تكنوقراط من النظام في هيئة الحكم الانتقالي في حين اجبرت المعارك العنيفة في محافظة حلب عشرات الآلاف على النزوح.

وقال سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة لوكالة فرانس برس في جنيف “لا يمكن قبول مشاركة اطراف اقترفت جرائم بحق الشعب السوري في هيئة الحكم الانتقالي، لكن هناك الكثير من الموجودين لدى النظام او المستقلين في سوريا”.

وتزامنت هذه التصريحات مع عقد الوفد الحكومي السوري الذي وصل الى جنيف اليوم، اولى اجتماعاته مع الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا، بعد يومين على استئناف الامم المتحدة جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة.

واضاف المسلط “هناك ايضا الكثير من الدبلوماسيين والتكنوقراط… لكن هذا القرار يحدده الشعب السوري، وهو من يفوضنا باختيار اسماء اعضاء الهيئة”.

وشدد على انه “لا يمكن القبول ببشار الاسد او من اقترفوا جرائم”.

وبحسب المسلط، لم يتم التطرق بعد الى الاسماء التي يمكن القبول بها، “لاننا ما زلنا في مرحلة بحث الانتقال السياسي وهيئة الحكم الانتقالي”، لكن “الشعب يعرف من اجرم بحقه ومن اتخذ موقفا محايدا”.

ولفت الى ان “توزيع المقاعد سيخضع لنقاش طويل وهو سابق لاوانه الان”.

وقال المسلط “نستند في هذه المفاوضات الى بيان جنيف 1 الذي اعطى الصورة الحقيقية لهيئة الحكم لانتقالي ذات الصلاحيات الكاملة والتي تشكل بمشاركة الطرفين وموافقتهما كما نص البيان”.

وصدر بيان جنيف 1 في حزيران/يونيو 2012 وينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة، ما يعني وفق المعارضة، تنحي الاسد.

من جهته، اوضح احد اعضاء الوفد المفاوض المعارض لفرانس برس رافضا الكشف عن اسمه انه “من المستحيل ان يكون اعضاء هيئة الحكم الانتقالي من ضباط المخابرات او الامنيين الذين اصدروا اوامر بقتل الشعب السوري”.

واضاف “لم نحدد لائحة بالاسماء المقبولة من الطرف الاخر، لان النظام لم يبد موافقته بعد على تشكيل هيئة الحكم الانتقالي”، مشددا على ان “كل من سيمثل في الهيئة من جانب قوات النظام يجب ان يحظى بموافقة المعارضة، والعكس صحيح”.

في مقر الامم المتحدة، استهل دي ميستورا لقاءاته في اليوم الثالث من المفاوضات باجتماع مع الوفد الحكومي السوري، الذي سيلتقيه مجددا قبل ظهر الاثنين المقبل.

ووصف بشار الجعفري رئيس الوفد الحكومي ومندوب سوريا لدى الامم المتحدة في نيويورك، الجلسة مع الموفد الخاص بأنها “بناءة ومفيدة”.

وقال “ناقشنا مع السيد المبعوث الدولي ورقته حول المبادئ الاساسية للحل السياسي في سوريا (…) ونقلنا له التعديلات السورية” التي اوضح انه سيتم نقاشها بعمق في جلسة الاثنين.

واضاف ان “دي ميستورا وفريقه سيستفيد من عطلة نهاية الاسبوع لينكب على دراستها بعمق بما يسمح له ان يعرضها على الاطراف الاخرى ويعود الينا الاثنين بموقفه من هذه التعديلات”.

وسلم دي ميستورا وفدي الحكومة والمعارضة في ختام الجولة الاولى ورقة تتضمن “نقاط التوافق” التي استخلصها خلال اجتماعاته وتتضمن “مبادئ اساسية لحل سياسي في سوريا” من دون ان تتطرق الى مصير الاسد او تأتي على ذكر تشكيل هيئة حكم انتقالي.

واعلن الجعفري حينها ان وفده سيدرس الورقة في دمشق ويحمل الاجوبة عنها الى هذه الجولة.

ويلتقي دي ميستورا منذ الساعة السابعة بتوقيت جنيف (17,00 تغ) للمرة الثانية منذ الاربعاء، الوفد المفاوض الممثل للهيئة العليا للمفاوضات.

في غضون ذلك، شهد الوضع الانساني مزيدا من التازم في محافظة حلب حيث تدور معارك على جبهات عدة تصاعدت حدتها منذ بداية الاسبوع الحالي.

وذكرت منظمة “هيومان رايتس واتش” ان المعارك الجارية قرب الحدود التركية بين تنظيم الدولة الاسلامية والفصائل المقاتلة دفعت 30 الف شخص الى النزوح من منازلهم ومخيماتهم خلال اليومين الماضيين.

وبحسب المنظمة، “أجبر زحف داعش في 13 و14 نيسان/ابريل ما لا يقل عن نصف سكان مخيمات اللاجئين شرق اعزاز قرب الحدود التركية البالغ عددهم 60 الف نسمة على الفرار”.

وتنتشر مخيمات النازحين على مقربة من الحدود التركية، وهي مكتظة باكثر من 51 الف مدني منذ هجوم قوات النظام السوري قبل الهدنة المعمول بها في سوريا منذ شباط/فبراير ضد مواقع للفصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي.

– مصير الهدنة –

وبالاضافة الى المعارك قرب الحدود التركية مع الفصائل المقاتلة، يخوض تنظيم الدولة الاسلامية معارك ضد قوات النظام في ريف حلب الجنوبي الشرقي.

على جبهة اخرى، تخوض قوات النظام السوري معارك ضد جبهة النصرة والفصائل المقاتلة المتحالفة معها في ريف حلب الجنوبي، كما في مناطق واقعة شمال مدينة حلب.

وتستكمل هذه القوات هجوما هدفه قطع طريق الكاستيلو، المنفذ الوحيد للاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في المدينة، وبالتالي محاصرة تلك الاحياء.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية