مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فنزويلا توقف قياديين معارضين وواشنطن “قلقة” وغوتيريش يدعو “للتهدئة”

رجل يمر من امام لوحة جدارية تحمل صور رؤساء فنزويلا السابقين إلى جانب نيكولاس مادورو (يمين) المستهدف بعقوبات من الولايات المتحدة afp_tickers

اوقفت أجهزة الاستخبارات الفنزويلية قياديين معارضين بارزين غداة انتخاب جمعية تأسيسية يريد الرئيس نيكولاس مادورو أن تكون بديلا من البرلمان وسط قلق المجتمع الدولي.

ويأتي توقيف المعارضين البارزين قبل اول اجتماع للجمعية التأسيسية الجديدة التي انتخبت الأحد، وتبدأ عملها الاربعاء في مقر البرلمان وتقضي مهمتها باعداد دستور جديد، وهي الخطة التي تعتبر المعارضة أنها ستدفع البلاد نحو حكم سلطوي.

واعربت الولايات المتحدة الثلاثاء عن “قلقها البالغ” حيال هذا الاجراء، ومثلها المفوض الاعلى لحقوق الانسان في الامم المتحدة زيد رعد الحسين الذي طالب بالافراج عن القياديين.

من جهتها، قالت المحكمة الفنزويلية العليا في بيان “تلقينا معلومات من اجهزة الاستخبارات تتحدث عن خطة للفرار”، موضحة ان المعارضين لم يلتزما شروط توقيفهما في منزليهما التي تحظر عليهما الادلاء باي مواقف سياسية والتحدث الى وسائل الاعلام.

واقتاد عناصر من الاستخبارات تحت جنح الظلام ليوبولدو لوبيز وانطونيو ليديزما الخاضعين للإقامة الجبرية، بحسب ما أفادت زوجة لوبيز وأبناء ليديزما الذي نشرت اسرته فيديو تم تصويره بواسطة هاتف محمول يظهر اعتقاله في ملابس نوم زرقاء فيما يصرخ جيرانه.

وحملت عائلاتهما مادورو مسؤولية الحفاظ على سلامتهما.

وكان المعارضان دعيا الى عدم المشاركة في انتخابات الجمعية التأسيسية التي جرت الاحد وتخللتها صدامات خلفت عشرة قتلى.

وفي فيديو سجله مسبقا تحسبا لسجنه مجددا، حض لوبيز انصاره على الاستمرار في الكفاح ضد حكومة مادورو.

وقال في الفيديو “إذا كنتم تشاهدون هذا الفيديو، فهذا يرجع لاعادتهم لي للسجن بشكل غير قانوني وغير عادل. أنا سجين سياسي”.

وتابع “ينبغي ألا نوقف الكفاح. ينبغي ألا نستسلم. ينبغي ألا نتعب من طلب فنزويلا أفضل”.

وأعلن لوبيز، خريج جامعة هارفارد ومؤسس حزب الارادة الشعبية، أن زوجته ليليان تنتوري حامل، الأمر الذي وصفه “كأفضل خبر” منذ توقيفه في العام 2014 معتبرا انه “سبب إضافي للكفاح من اجل فنزويلا”.

-“افعال ديكتاتورية”

ودانت الولايات المتحدة، التي فرضت عقوبات على مادورو وكبار قادة البلاد، بأشد العبارات توقيف المعارضين لوبيز وليديزما.

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز انه “بعد منتصف الليل، اعتقل نظام الديكتاتور مادورو اثنين من قادة المعارضة في اعقاب الاستيلاء السافر على السلطة من خلال انتخابات مشينة” الأحد.

وتابعت أن “الولايات المتحدة تدين افعال مادورو الديكتاتورية وتحمل النظام المسؤولية”.

بدوره، دعا الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش السلطات الفنزويلية لبذل “كافة الجهود الممكنة لخفض التوتر، ومنع مزيد من العنف والخسائر في الأرواح، وافساح المجال امام الحوار السياسي”.

وجدد مطالبه باجراء مباحثات سياسية عاجلة، مؤكدا دعمه جهود الوساطة الاقليمية والدولية.

وقالت متحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني “من الواضح انها خطوة في الاتجاه الخاطىء”.

وطلب رئيس البرلمان الاوروبي انطونيو تاجاني فرض عقوبات على “اعضاء الحكومة الفنزويلية بمن فيهم رئيسها نيكولاس مادورو والمقربون منه”.

بدورها، دانت البرازيل، وكوستاريكا وبنما توقيف المعارضين وحضت كراكاس على الافراج عنهما.

ودعت المعارضة الفنزويلية الى تظاهرة جديدة الاربعاء في العاصمة.

وقال النائب المعارض فريدي غيفارا “لقد اخذوا ليوبولدو لوبيز ورئيس البلدية ليديزما لاخافتنا واحباطنا”، لكن “السجن واضطهاد قادتنا لن يوقفا التمرد”.

وكان مادورو وصف انتخاب الجمعية التأسيسية بانه انتصار “تاريخي”.

غير ان المعارضة اعتبرت إن انتخاب الجمعية التأسيسية ليس سوى حيلة لجأ اليها مادورو للتمسك بالسلطة كونه لا يتمتع بشعبية تخوله الفوز بالانتخابات. ويفترض أن تجري الانتخابات المقبلة عام 2018.

– الرئيس الرابع –

ومساء الاثنين وصفت واشنطن هذه الانتخابات بانها “غير شرعية” ومادورو بانه “ديكتاتور” معلنة فرض عقوبات عليه.

وبذلك، يكون مادورو الرئيس الرابع الذي تفرض عليه واشنطن عقوبات خلال توليه منصبه بعد السوري بشار الاسد والكوري الشمالي كيم جونغ اون ورئيس زيمبابوي روبرت موغابي.

ورد مادورو في خطاب متلفز “لا امتثل للاوامر الامبريالية ولا امتثل للحكومات الاجنبية، انا رئيس حر”.

والجمعية الجديدة التي ستبدأ عملها الاربعاء في مقر البرلمان تتقدم على جميع السلطات وحتى الرئيس. وتقضي مهمتها باعداد دستور جديد يحل محل ذاك الذي اصدره الرئيس الراحل هوغو تشافيز عام 1999.

واعلن المعارض خوليو بورغيس رئيس البرلمان الاثنين ان الاخير سيواصل عمله رغم انتخاب الجمعية، معتبرا ان فنزويلا باتت “اكثر انقساما وعزلة”.

وامل مادورو الاثنين بان ترفع الجمعية الحصانة عن النواب المعارضين بهدف محاكمتهم.

وقالت السلطات ان اكثر من ثمانية ملايين مقترع، اي 41,5 في المئة من القاعدة الناخبة، شاركوا في انتخاب الجمعية التأسيسية.

وكانت المعارضة اعلنت انها جمعت في 16 تموز/يوليو 7,6 ملايين صوت خلال استفتاء ضد مشروع الجمعية.

واعلنت عشر دول بينها الولايات المتحدة وكولومبيا والارجنتين واسبانيا انها لا تعترف بالجمعية.

في المقابل، اكدت روسيا وكوبا ونيكاراغوا وبوليفيا وسلفادور دعمها لمادورو. ونددت هافانا بما اعتبرته “عملية دولية” تقودها واشنطن لعدم الاقرار ب”ارادة” الشعب الفنزويلي.

ويعاني مواطنو فنزويلا البالغ عددهم 30 مليونا أزمة اقتصادية خانقة جراء تراجع اسعار النفط ونقص المواد الأساسية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية