مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

محاولات التسلل من فرنسا الى بريطانيا متواصلة ولندن تعزز اجراءاتها

رجال امن يمنعون مهاجرين غير شرعيين من التقدم في نفق المانش في 31 تموز/يوليو 2015 afp_tickers

واصل الكثير من المهاجرين ليلة الخميس الجمعة محاولاتهم للعبور خلسة من فرنسا الى بريطانيا عبر النفق القائم بين البلدين تحت بحر المانش، الا انهم فوجئوا بتعزيزات امنية مشددة جعلت العبور اكثر صعوبة.

وفي حين تؤدي محاولات التسلل المتواصلة للمهاجرين غير القانونيين الى عرقلة حركة القطارات احيانا باتجاه بريطانيا، اعرب رئيس الحكومة ديفيد كاميرون الجمعة عن استعداده “تقديم مساعدة اضافية” لفرنسا لمواجهة “وضع غير مقبول” عبر ارسال مزيد من التعزيزات الامنية.

وقال كاميرون “نحن مستعدون لتقديم مساعدة اضافية والعمل يدا بيد مع نظرائنا الفرنسيين لخفض التوتر على جانبي الحدود” معلنا ارسال مزيد من الأسيجة والكلاب البوليسية لضبط المرور في منطقة نفق المانش.

من جهته اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه “سيناقش هذا المساء” مع كاميرون قضية المهاجرين.

واضاف خلال زيارة له الى جنوب غرب فرنسا “علينا ان نتحمل مسؤولياتنا. وفرنسا تقوم بذلك بحزم عبر احترام امنها وكرامة الناس. فرنسا لا يمكنها التحرك بمفردها. هذا ما سيكون عليه فحوى النقاش مع البريطانيين”.

وكشف عناصر الشرطة عن اكثر “من الف محاولة” تسلل خلال ليلة الخميس الجمعة. الا ان غالبية المهاجرين لم ينجحوا في الوصول الى منطقة القطارات التي تنتقل عبر النفق بين البلدين.

وقال الافغاني رضا البالغ العشرين من العمر وهو يخرج من خيمته بعد ليلة مضنية “لم اتمكن من الدخول الى المحطة هذه المرة. الوضع اصبح صعبا جدا. الاجراءات الامنية اكثر تشددا من الايام السابقة”.

كما قال الاريتري بيبي البالغ السابعة والعشرين من العمر الموجود في كاليه منذ ثلاثين شهرا “البارحة لم تكن لدينا اي فرصة للعبور. عدد عناصر الشرطة كان اكبر مما هو في العادة”.

وقال مصدر اخر في الشرطة ان عدد محاولات التسلل خلال ليلة الخميس الجمعة كان اكبر ووصل الى 1400، كما تم اعتراض 450 محاولة عبور مقابل 300 في الليلة التي سبقتها. وقال هذا المصدر في الشرطة “كان عدد المهاجرين السريين على ارصفة القطار اقل بكثير وهذا يعني ان عدد الذين تمكنوا من الصعود الى عربات القطارات اقل لان الاجراءات الامنية على الارصفة باتت اكثر تشددا”.

ومند تشديد الاجراءات الامنية في مرفأ كاليه المجاور الذي تنطلق منه السفن لعبور المانش ازدادت محاولات عبور المهاجرين عبر النفق للوصول الى بريطانيا ولو كلفهم الامر حياتهم. فقد قتل عشرة اشخاص منذ الاول من حزيران/يونيو خلال محاولاتهم ركوب قطار او شاحنة.

وخلال اليومين الماضيين بدا ان قوات الامن استعادت السيطرة على الوضع مع وصول 120 شرطيا اضافيا انضموا الى نحو 300 سبق وان نشروا في كاليه.

الا ان هذا الوضع قد لا يطول. وقال مصدر في الشرطة “كل هذا قد يكون موقتا” موضحا ان التعزيزات لن تبقى في المكان بعد الاربعاء المقبل.

وقال كاميرون “ان الوضع غير مقبول. هناك اشخاص يحاولون الدخول بشكل غير شرعي الى بلادنا والمصطافون والعابرون باتوا يواجهون عراقيل كثيرة. سنرسل أسيجة وكلابا بوليسية ومعدات اضافية”.

واضاف رئيس الحكومة البريطانية “سيكون التعاطي مع هذا الملف طيلة الصيف صعبا. نعمل على الموضوع ونعرف بانه لا بد من بذل المزيد من الجهود. لا نستبعد القيام باي اجراء يتيح مواجهة هذا الوضع”.

وكانت بريطانيا اعلنت الثلاثاء رصد مبلغ اضافي بقيمة 7 ملايين جنيه استرليني (10 ملايين يورو) لتعزيز الاجراءات الامنية على الجانب الفرنسي من النفق ستضاف الى 15 مليون جنيه سبق ان رصدت في ايلول/سبتمبر وفي تموز/يوليو لتعزيز الاجراءات الامنية في منطقة كاليه.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية