مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح

لقطة لما يبدو جثة علي عبدالله صالح مأخوذة عن شريط فيديو حصلت عليه وكالة فرانس برس من الحوثيين في اليمن في الرابع من كانون الاول/ديسمبر 2017 afp_tickers

قُتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي حكم اليمن لمدة 33 عاما بقبضة من حديد قبل تنحيه عام 2012، على أيدي الحوثيين الذين تحالف معهم منذ ثلاث سنوات في مواجهة القوات اليمنية الحكومية المدعومة من السعودية.

وأكد حزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن مقتل زعيمه صالح. وقالت عضو اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام فائقة السيد لوكالة فرانس برس إن “ميليشيات الحوثي أطلقت النار على صالح واستشهد ومعه قيادات أخرى… وهم يدافعون عن الجمهورية”.

وأفاد مصدر عسكري في الحزب طلب عدم الكشف عن اسمه فرانس برس أن المتمردين أعاقوا طريق موكب كان ضمنه صالح ويضم أربع سيارات، على بعد 40 كلم غرب صنعاء. وأطلقوا النار عليه، فقتلوا بالرصاص صالح والامين العام للحزب عارف الزوكا ومساعده ياسر العواضي.

وكان الحوثيون أعلنوا في وقت سابق مقتل صالح بعد انهيار تحالفهم معه قبل أيام. وتحدث بيان صادر عن وزارة الداخلية التابعة للحوثيين عن “مقتل زعيم الخيانة”. واشار البيان الذي نشره موقع وكالة “سبأ” المتحدثة باسمهم الى “انتهاء أزمة ميليشيا الخيانة (…) وبسط الأمن في ربوع العاصمة صنعاء وضواحيها وجميع المحافظات الأخرى”.

وأظهر شريط فيديو حصل عليه مراسل لفرانس برس من مسؤولين حوثيين جثة يبدو أنها تعود لصالح، مصابة بالراس، ويحملها مسلحون على بطانية حمراء. كما ظهرت آثار دماء على قميص القتيل.

ووصف زعيم المتمرد عبد الملك بدر الدين الحوثي الإثنين ب”اليوم التاريخي والاستثنائي والعظيم”، مشيرا الى أنه “يوم سقوط مؤامرة الغدر والخيانة، اليوم الأسود على قوى العدوان في مؤامراتها ومكائدها ضد شعبنا اليمني العزيز”.

واعتبر في خطاب بثته قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين أن ما حصل “انتصار على مؤامرة خطيرة وكبيرة”، من دون أن يأت على ذكر مقتل صالح بشكل مباشر.

وتفجر الاستياء المتصاعد بين قوات صالح والحوثيين بسبب خلافات مالية وتقاسم السلطة والنفوذ وشبهات بإتمام صفقات سرية بين الرئيس السابق والرياض.

وترافق ذلك مع مواجهات عسكرية على الارض في صنعاء بين الفريقين أوقعت مئة قتيل وجريح على الأقل منذ الأربعاء الماضي، بحسب مصادر أمنية وطبية. وتمددت خلال الساعات الماضية الى خارج صنعاء.

– استمرار المعارك –

ومساء الإثنين،استمرت الاشتباكات متقطعة في جنوب صنعاء، بحسب سكان.

واستهدفت سلسلة من الغارات الجوية الاثنين مواقع قرب مطار صنعاء الدولي ووزارة الداخلية في المدينة. وتعذر الحصول على تأكيد من التحالف العربي بقيادة السعودية بأنه نفذ هذه الغارات.

واعلن صالح السبت استعداده ل”طي صفحة” الماضي مع السعودية التي رحبت بذلك بعد ان كان صالح لفترة طويلة حليفها قبل تنازله عن السلطة لصالح الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي.

واعتبر الحوثيون انفتاح صالح على السعودية “انقلابا على الشراكة” و”طعنا في الظهر”.

وفي خطوات متلاحقة بدا واضحا ان هدفها عزل الحوثيين، أمر الرئيس هادي الاثنين بإطلاق عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على صنعاء، بدعم من التحالف العسكري بقيادة السعودية.

وقال مصدر في الرئاسة اليمنية طلب عدم الكشف عن اسمه لفرانس برس إن “الرئيس هادي أصدر توجيهات إلى نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر المتواجد في مأرب بسرعة تقدم الوحدات العسكرية للجيش الوطني والمقاومة الشعبية نحو العاصمة صنعاء”.

ومساء الإثنين بعد ساعات على مقتل صالح، دعا هادي الى “فتح صفحة جديدة” وتخليص البلاد من “تسلط” الحوثيين.

وقال في كلمة مسجلة من الرياض “تعالوا نضع ايدينا بأيدي بعضنا نحو إنهاء تسلط هذه العصابات (…) الاجرامية والسير نحو بناء يمن اتحادي جديد”.

وأكد أن “صنعاء ستنتصر وستعود عربية” بفضل “تضحيات شعبنا ومساعدة” التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية”.

وقد طلب التحالف من المدنيين في صنعاء إخلاء أماكنهم القريبة من مواقع تمركز الحوثيين، حسب ما أفادت قناة “الاخبارية” السعودية، في ما قد يكون إشارة إلى احتمال تكثيف الغارات الجوية على صنعاء.

وكان رئيس الوزراء اليمني احمد بن دغر قال في وقت سابق في عدن، العاصمة المؤقتة للسلطة المعترف بها، إن “الرئيس سيعلن قريباً عن عفو عام وشامل عن كل من تعاون مع الحوثيين في الشهور الماضية وأعلن تراجعه”.

وتخضع صنعاء لسيطرة الحوثيين وصالح منذ نهاية عام 2014.

في آذار/مارس، تقدم الحوثيون جنوبا وسيطروا على عدن.

في 26 آذار/مارس 2015، أطلقت تسع دول بقيادة السعودية عملية “عاصفة الحزم” التي اصبحت لاحقا “استعادة الامل” لمواجهة تقدم الحوثيين. ولجأ الرئيس هادي إلى الرياض. وتمكنت القوات الحكومية من استعادة العديد من المناطق بينها عدن.

وشدد التحالف العسكري حصاره على اليمن قبل اسابيع بعد اعتراض صاروخ قرب الرياض أطلقه الحوثيون من اليمن. واتهمت السعودية ايران بتزويد الحوثيين بالصواريخ.

وأسفرت الحرب في اليمن عن مقتل اكثر من 8750 شخصا منذ آذار/مارس 2015، بينهم اكثر 1500 طفل، فضلا عن إصابة نحو 50 الفا بجروح، وغالبية هؤلاء من المدنيين.

وحذرت الامم المتحدة من ان اليمن يواجه “اسوأ ازمة انسانية” في العالم. وخلف وباء الكوليرا أكثر من ألفي وفاة في حين يحتاج ثمانية ملايين شخص الى مساعدات غذائية عاجلة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية