The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

“أميركا أولا” شعار يستقطب المزيد من الهنود الأميركيين

afp_tickers

استاءت نيتا ميكسيكان من ارتفاع أسعار البنزين، فصوّتت في تشرين الثاني/نوفمبر لدونالد ترامب، وهو خيار تجاهر به المرأة المتحدرة من قبيلة نافاجو ويزداد شيوعا بين الأميركيين الأصليين بعدما ظلوا لفترة طويلة من أنصار اليسار.

وتقول هذه المتقاعدة المقيمة في محمية “نافاخو نيشن” لوكالة فرانس برس إن “الكثير من الشباب بمن فيهم أصدقاء أحفادنا يدعمون الآن” الرئيس الجمهوري.

لطالما اعتادت نيتا ميكسيكان البالغة من العمر 77 عاما، أن تكون من الأقلية الجمهورية في بلدة توبا الصغيرة النائية الواقعة في إحدى هضاب محمية “نافاخو نيشن” الشاسعة في صحراء أريزونا.

ولكن في السنوات الأخيرة، لاحظت تبدلا في المواقف مع  تزايد التأييد لترامب، إذ أخذ بعض جيرانها يلقون اللوم على المهاجرين من أميركا اللاتينية في تفاقم البطالة والإتجار بالمخدرات اللذين تعاني منهما المحمية الفقيرة.

وتقول هذه الموظفة السابقة في محطة طاقة إن “ترامب ينظّف أميركا، هذا أمر جيد”، مثنية على سياسة الرئيس المتشددة القاضية بترحيل أعداد من المهاجرين ولا سيما غير النظاميين منهم.

وتضيف  “يجب أن تكون أميركا أولا”، مضيفة “نحن الأميركيين الأصليين، أميركيون، ويجب أن نحصل على الوظائف أولا”. 

وتعاني هذه المنطقة النائية حيث تعتبر السيارة ضرورية للتنقل،  من تبعات التضخّم الذي سجل في  السنوات الأخيرة.

وتنفق نيتا ميكسيكان مع زوجها جو 40 دولارا يوميا على البنزين للاهتمام بقطيعهما من الغنم الذي يحفظان بع في حظيرة تبعد حوالى 40 كيلومترا. 

كما يقدّم الزوجان دعما ماليا لعدد من أحفادهما العاطلين عن العمل.

وتقول نيتا “في بعض الأحيان، ليس لدينا ما يكفي من المال لشراء المواد الغذائية لنا نحن الاثنين”، متمنية لو “يبطئ” ترامب وتيرة فرض الرسوم الجمركية على العديد من المنتجات المستوردة. 

– “نتجادل” –

تمتد محمية النافاخو عبر ولايات أريزونا ونيو مكسيكو ويوتا، وهي أكبر محمية للهنود الأميركيين في الولايات المتحدة.

وحقق ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة اختراق مفاجئا  في هذه المنطقة التي تعتبر معقلا للديموقراطيين منذ العام 1980.

وخسر الملياردير الجمهوري بفارق 18,9 نقطة فقط في مقاطعة أباتشي، مقابل خسارته بفارق 33,6 نقطة في العام 2020. وفاز بفارق 17,1 نقطة في مقاطعة نافاجو، مضاعفا هامش فوزه مقارنة بالانتخابات السابقة.

وتأكد هذا التوجه بين عبر البلاد من كارولينا الشمالية إلى مونتانا، فإن كان الأميركيون الأصليون صوتوا بصورة عامة لليسار ومرشحته كامالا هاريس، إلا أن أصواتهم كانت أقل زخما بكثير من السابق.

وكما هي الحال بين الناخبين المتحدرين من أميركا اللاتينية، صوّت الرجال أكثر من النساء لصالح ترامب بين الأميركيين الأصليين، وفقا لاستطلاعات الرأي.

في منزلها غير الموصول بشبكة الكهرباء، تقول جيلبرتا كورتيس إن ابنها البالغ من العمر 21 عاما صوّت للمرشح الجمهوري.

وتضيف “نتجادل طوال الوقت حول هذا الموضوع”، مشيرة إلى أنّ ابنها “يتحدث عن التضخم، ويقول إنّ عصابات المخدّرات تُفسد كل شي على الأميركيين الأصليين”. 

تشعر ربّة المنزل البالغة من العمر 42 عاما، بأن الرئيس يزدري مجتمعها.

وتعرب عن استيائها لاستهزائه بالأصول الهندية للسناتورة الديموقرطية إليزابيث وارن التي يُطلق عليها بانتظام لقب “بوكاهونتاس”. 

– “الكثير من العنصرية” –

ولا تكترث جيلبرتا للقوانين التي أصدرها ترامب خلال فترة ولايته الأولى لمكافحة اختفاء الآلاف من النساء الأميركيات الأصليات كل عام.

وتقول الناخبة اليسارية “كان الأمر مجرد محاباة للحصول على أصواتنا”.

كذلك، تعرب عن قلقها حيال خطاب ترامب وسياساته المعادية للهجرة، ولا سيما مع توقيف الشرطة العديد من أفراد قبيلة نافاخو في الأشهر الماضية بسبب لون بشرتهم، وفقا لعدد من مسؤولي المحمية.

وتقول “نشهد الكثير من العنصرية، أعتقد أنّ الأمر أصبح أكثر وضوحا الآن”، مضيفة “عندما أخرج، أشعر بوجوب لزوم الحذر الشديد”. 

إضافة إلى كل ذلك، تبدي جيلبرتا قلقا إزاء تشكيك ترامب في حقيقة التغير المناخي، وهي باتت تمنع أولادها من اللعب في الخارج خلال الصيف بسبب موجات الحر التي ازدادت شدة في الغرب الأميركي.

وتخشى من أن “يؤدي الاستمرار في حفر آبار النفط وتقليص تمويل الوكالات البيئية إلى تفاقم الأمور على المدى الطويل”. 

من المقطورة التي يقيم فيها، يعرب إلبرت يازي عن اعتقاده بأنّ بعض أصدقائه سيأسفون قريبا لخيارهم، لأنّ “القانون العظيم والجميل” الذي أقرّه الرئيس مؤخرا ينص على خفض كبير في المساعدات الاجتماعية.

ويقول الرجل الخمسيني العاطل عن العمل “صوّتوا له ظنّاً منهم أنّه سيوفر لنا، نحن الأميركيين، المزيد من الوظائف. لكنه بدلا من ذلك، يقتطع من المساعدات الغذائية”، مضيفا أنّ “ذلك سيؤثر على الكثير من الناس هنا”. 

رفو/ناش/دص

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية