مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

في اليوم العالمي لحقوق الإنسان..

بعد عشرية كاملة، لم تتحول حقوق الإنسان إلى "واقع يستفيد منه كل مواطن" Keystone

تحيي المجموعة الدولية هذه المناسبة بالتركيز على "ضرورة العودة إلى ترسيخ الثقافة في هذا المجال" ومن خلال التشديد على التكوين وعلى أهمية دور المدافعين عن حقوق الإنسان.

في هذا السياق، اعترفت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بوجود انتهاكات ارتكبت في الآونة الأخيرة باسم محاربة الإرهاب.

تحتفل المجموعة الدولية يوم 10 ديسمبر باليوم العالمي لحقوق الإنسان وسط أجواء يشوبها التشكيك في التراجع عن مكاسب كبيرة تم تحقيقها خلال العقود الماضية، وذلك تحت ذريعة “محاربة الإرهاب”.

ويتزامن احتفال هذا العام مع عقد الجمعية العامة جلسة خاصة بمناسبة انتهاء العشرية المخصصة لحقوق الإنسان، والتي امتدت من عام 1995 الى عام 2004 للنظر في كيفية مواصلة تجنيد المجموعة الدولية لبلوغ الهدف المنشود، أي “تحول حقوق الإنسان الى واقع يستفيد منه كل مواطن على وجه هذه المعمورة”.

الأولوية للتكوين

في هذه المناسبة، تم التركيز على التكوين في مجال حقوق الإنسان للوصول إلى الهدف المنشود. كما نوهت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بعمل المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يعملون على ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان، على الرغم من الأوضاع الصعبة والخطيرة التي يوجدون فيها.

وفي ردها على اسئلة الصحفيين في جنيف، أوضحت السيدة آربور أنها بحكم ماضيها القضائي “تؤمن بأنه بإمكان الإجراءات القانونية أن تسهم في تعزيز حقوق الإنسان”، مضيفة، “لذلك، سأعمل على تعزيز الآليات القانونية لحقوق الإنسان”.

وأوضحت المفوضة السامية أنها تعتزم، من الناحية العملية، مفاتحة الدول الأعضاء والدخول في حوار مباشر معها للتأكد من عدم إضافة متاعب للفئات الأكثر عرضة للانتهاكات من جهة، والعمل على السير في الاتجاه السليم نحو تعزيز معايير حقوق الإنسان، حتى وإن كان ذلك بخطى صغيرة، من جهة أخرى.

ليس على حساب الحريات

ومن بين المسائل التي تولي لها السيدة لويز آربور اهتماما بالغا (بدون إقصاء او تهميش لبقية الملفات)، الدعوة التي وجهتها إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من أجل الحرص على التوفيق في حربها ضد الإرهاب بين “المتطلبات الأمنية والحق في احترام الحريات”.

وفي إشارة إلى تفشي ممارسة التعذيب في الآونة الأخيرة، قالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان “إن هناك إقبالا في بعض الأحيان على التضحية ببعض الحريات مقابل متطلبات أمنية، خصوصا فيما يتعلق بمكافحة ممارسة التعذيب”.

من جهة أخرى، حذرت السيدة آربور بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان من ظاهرة “تزايد الانتهاكات التي يتعرض إليها المدنيون أثناء الصراعات المسلحة، الداخلية أو الدولية”.

كما عددت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بقية القضايا الأخرى المثيرة للإنشغال بشكل عام، مثل تآكل حرية التعبير والحقوق الاقتصادية والثقافية، متمسكة بالخط المعهود لديها، أي عدم الإشارة إلى اسم بلد بحاله.

أوضاع العراق

الملف العراقي كان حاضرا في الندوة الصحفية التي عقدتها السيدة لويز آربور يوم 9 ديسمبر في جنيف، حيث اعتبرت أن المحكمة العراقية التي ستقاضي صدام حسين، الرئيس العراقي المخلوع “لا توفي ببعض المعايير الدولية الخاصة بحقوق الإنسان”.

وأضافت “أنه من بين النقاط التي تطرح مشكلة لإمكانية تدخل المجموعة الدولية، أن المحاكمة تطالب بتطبيق عقوبة الإعدام”، إلا أنها استدركت قائلة: “لكن بما أن هذه الإجراءات قد انطلقت، فما علينا إلا أن نحاول إدخال الإصلاحات عليها كي تتماشى مع المعايير الدولية”.

وفيما يتعلق بالانتخابات العراقية، أشارت السيدة آربور إلى أن المفوضية “تشارك في مجهودات الأمم المتحدة لدعم تنظيم تلك الانتخابات، ولكن دون حضور مباشر، رغم أنها من حقوق الإنسان، تاركة مهمة المراقبة لهيئات دولية لها خبرة في مراقبة الانتخابات”، وشددت على دعمها لتنظيم “انتخابات حرة ونزيهة في العراق”.

محمد شريف – جنيف – سويس انفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية