صحيفة سويسرية: “هجوم إسرائيل على قنصلية إيران في دمشق خرق للمحرّمات”
سلّطت الصحف السويسرية هذا الأسبوع الضّوء على قضية المهاجرين والمهاجرات في المغرب، والهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق. ونقلت شهادة جندي احتياط في الجيش الإسرائيلي، وصف فيها "الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين.ات الفلسطينيين.ات في غزّة".
المهاجرون والمهاجرات في المغرب: فقر، واستغلال، ويأس
تناولت صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ في تقرير مطوّل، الوضع غير المستقرّ للمهاجرين والمهاجرات في المغرب، وبالتّحديد في بلدة آيت عميرة الصغيرة في جنوب البلاد، والتي تتميّز بزراعة الخضروات بغرض التصدير للسوق الأوروبية.
ويشرح التقرير استخدام المغرب للمهاجرين والمهاجرات، ممّن يعملون.ن هناك، كوسيلة ضغط في علاقاته السياسية مع أوروبا، حيث تتلقّى الدولة جنوب المتوسّطية دعماً مالياً من الاتحاد الأوروبي لمراقبة حدودها مع إسبانيا وإعاقة وصول المهاجرين والمهاجرات إلى الضفة الشمالية للمتوسّط.
ونقلت الصحيفة معاناة المهاجرين والمهاجرات، في ظلّ تفشّي الفقر والاستغلال واليأس. حيث قطع العديد منهم.نّ رحلة طويلة وخطيرة للوصول إلى المغرب، على أمل الانطلاق منه نحو مستقبل أفضل في أوروبا. غير أنّ سياسات أوروبا الانعزاليّة المتزايدة وتشديد الرقابة على حدودها، تجعل الرحلة إلى أوروبا أكثر صعوبة من أي وقت مضى.
المزيد
هل الشراكة بين سويسرا وتونس في مجال الهجرة مكسب فعلاً لكلا الطرفين؟
ويشدّد التقرير أيضًا على كيفية استخدام المغرب لسياسات الهجرة، بشكل استراتيجيّ، لتحقيق أهداف سياسية خاصّة، لا سيّما فيما يتعلق بالصحراء الغربية. ويقع المهاجرون والمهاجرات ضحايا لهذه الصراعات السياسية على السّلطة، إذ غالباً ما يتعرضون.ن لسوء المعاملة والاستغلال، دون أي وسيلة قانونية للدفاع عن أنفسهم.نّ.
وعلى الرغم من المخاطر، فإن المهاجرات والمهاجرين مستعدون.ن لمواصلة العبور إلى أوروبا مع انعدام الآفاق في المغرب، كما جاء في التقرير، الذي يشرح بأنّ اتفاقيات الهجرة المزمع إبرامها بين المغرب وأوروبا، قد تؤدّي إلى قطع طريق المهاجرين والمهاجرات إلى أوروبا بشكل نهائي، وإلى تحوّلات جديدة في طرق الهجرة.
(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 2 أبريل 2024، بالألمانية)
الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق
وفي مقال رأي لمراسلها في تل أبيب، أولريش فون شفيرين، توقّفت الصحيفة ذاتها عند الهجوم الإسرائيلي الأخير على القنصلية الإيرانيّة في دمشق. حيث وصف فون شفيرين الهجوم بالخرق الخطير للأعراف الدبلوماسية، وبالتصعيد المقلق في حرب الشد والجذب بين إسرائيل وإيران. وأكّد أن إسرائيل سبق لها أن نفّذت العديد من الغارات الجوية في سوريا هذا العام، مستهدفة بشكل أساسي منشآت تابعة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني والميليشيات الأخرى الحليفة لإيران. وقال إنه غالباً ما كانت تلك الهجمات تمرّ دون أن تحظى باهتمام كبير من قبل الرأي العام.
يعتبر هذا الهجوم خرقًا للمحرّمات
أولريش فون شفيرين، نويه تسورخير تسايتونغ
غير أن الهجمات الأخيرة تختلف بشكل كبير عن سابقاتها، وفق الصحفي نفسه، لاستهدافها مبنى القنصليّة وقتلها لضباط إيرانيين رفيعي المستوى، بمن فيهم الجنرال زاهدي. ويرى فون شفيرين أنّ هذا الهجوم يعتبر خرقًا للمحرّمات، إذ تتمتع المنشآت الدبلوماسية بحماية خاصة بموجب القانون الدولي. كما يشير إلى أن مثل هذه الهجمات مثيرة للجدل من الناحية القانونية، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ليستا في حالة حرب مع إيران بشكل رسمي.
ومن جهة أخرى، يشير صاحب المقال إلى كون إسرائيل، ولا ريب، على وعي بهذه القضايا الخلافية. لكنها مع ذلك، تجرأت على تنفيذ مثل هذا الهجوم، وفق تعبيره. ويذهب إلى أنه، في الآونة الأخيرة، تحوّلت استراتيجية إسرائيل من الأهداف العسكرية البحتة إلى الهجمات الموجّهة ضد ضباط إيرانيين رفيعي المستوى. وينطوي هذا التصعيد على خطر أن يكون ردّ إيران أكثر قسوة، الأمر الذي قد يؤدي إلى حرب مفتوحة، وهو ما لا تريده إسرائيل، حسب رأيه.
وعلى الرغم من التهديد الذي يشكّله الوجود الإيراني في سوريا وهجمات حزب الله على الأراضي الإسرائيلية، يشير الكاتب إلى عدم رغبة كلّ من إيران وحزب الله في الدخول في مواجهة كبيرة. لكنّه يحذّر من أن استراتيجية إسرائيل، المحفوفة بالمخاطر، قد تؤدّي إلى تفاقم الوضع وإثارة حرب غير مرغوب بها.
(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 3 أبريل 2024، بالألمانية)
جندي إسرائيلي: “الجيش يصّور أهل غزة كطفيليات، ويمجّد العنف ضدّ المدنيين.ات كبطولة وطنية”
نقلت صحيفة لوتون، الناطقة بالفرنسية، شهادة جندي احتياط في الجيش الإسرائيلي، يصف فيها الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين.ات الفلسطينيين.ات في غزة، حيث لا يتم قبول الفظائع المرتكبة ضد سكان غزة ضمنيًا فحسب، بل تشجيعها أيضًا.
وكشف الجندي أن تعبئة الجيش بعد 7 أكتوبر ليست الأولى له، لكنها تختلف عن كل ما شهده حتى الآن. حيث قال إنه “منذ اللحظة الأولى، كان واضحًا بالنسبة لي أننا كنا ماضين في أمر ليس منه عودة محتملة، وقبل كل شيء، لا سابقة له في تاريخ بلادنا”. وقد كان واضحًا منذ البداية، للجندي نفسه، أن الدافع وراء هذه الحرب هو هدف واحد: الانتقام، “الذي يُحرّك ويعمي معظم الجنود من حولي، بما في ذلك أولئك الذين تحت إمرتي”، وفق تعبيره.
وتحدّث الشاب البالغ من العمر 35 عاماً، والذي يعمل طبيبًا نفسيّا، عن العنف الشديد والانتقامي الموجّه ضد الفلسطينيين.ات، وعن الثقافة السائدة داخل قوات الجيش الإسرائيلي التي تعزز تصوير العنف كبطولة، مشيراً إلى الاعتداءات الجسدية على الفلسطينيين.ات، وتدمير الممتلكات، بدافع الانتقام وليس لأسباب عملياتية.
” لقد رأيت مشاهد شاذّة، حيث قام جنود بإلقاء القنابل اليدوية، دون أي سبب، على منازل يسكنها مدنيون.يات”.
جندي احتياط إسرائيلي
وواصل جندي الاحتياط الإسرائيلي سرد بعض الفظائع التي شهدها في قطاع غزة بالقول إنّ” هواية لواء في الجيش كانت دخول منازل الفلسطينيين.ات وإشعال النار فيها أو تفجيرها بهدف المتعة فقط”، ماضيًا في سرد ما عاينه: ” لقد رأيت مشاهد شاذّة، حيث قام جنود بإلقاء القنابل اليدوية، دون أي سبب على الإطلاق، على منازل لا يزال يسكنها مدنيون.يات عاديون.يات”.
لكنّ الجندي وعالم النفس يرفض مصطلح الإبادة الجماعية، موضّحًا أن الدافع وراء أعمال العنف والفظائع تلك هو الذعر الذي يسود الدولة اليهودية. حيث قال للصحيفة: “ما هو على المحكّ، هو بالأحرى هؤلاء الشباب الإسرائيليون الذين يبلغون من العمر 25 عامًا، والذين يشعرون بالرعب، ويحاولون الاختباء. هؤلاء يطلقون النار على أي شيء يتحرّك، حتى لو كان هناك وقف لإطلاق النار.. ومن خلال إطلاق النار، يصبحون أبطالًا. هذه هي قواعد اللعبة اليوم”.
وتطرّق الجندي أيضًا إلى الآثار النفسية العميقة لهذه التجربة عليه، وعلى زملائه وزميلاته في الجيش، مع العودة إلى الحياة المدنية في منزله في الجليل، حيث أثّرت هذه التجارب على علاقاته الشخصية ورؤيته للمجتمع الإسرائيلي بشكل عام. “أنا عالق. لا أستطيع العودة [إلى قطاع غزة]، ولكن لا أستطيع البقاء هنا، في قريتي، بينما ألتزم الصمت حول ما رأيته وخاصةً بشأن ما فعلته”.
يُذكر أن عدداً قليلاً من الجنود الإسرائيليين والجنديات الإسرائيليات تحدثوا.ن عن واقع الحرب التي يخوضونها.نها في قطاع غزة. وقد روى جندي الاحتياطي المذكور شهادته في أعمدة الموقع النسوي الإسرائيلي “بوليتيكالي كوريت”، ونقلت صحيفة كوريي أنترناسيونال تصريحاته، قبل أن تعيد لوتون نشرها على موقعها.
(المصدر: لوتونرابط خارجي، 3 أبريل 2024، بالفرنسية)
فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:
+ الهجرة الدائرية: هل تستورد سويسرا اليدَ العاملة دون النّاس؟
+ وزير الخارجية الأوكراني: على سويسرا فعل المزيد بخصوص الأصول الروسية المجمّدة
+ الرواتب السويسرية… مرتفعة، مستقرّة، وغير كافية
+ لماذا تثير الألقاب العائلية المزدوجة الجدلَ في سويسرا؟
+ المدير السابق لمركز سيرن السويسري… مسيرة 100 عام في خدمة العلم والسلام
للمشاركة في النقاش الأسبوعي:
المزيد
يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.
موعدنا الجمعة 12 أبريل مع عرض صحفي جديد.
تحرير: أمل المكّي
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.