
التوقيع على المسودة النهائية للاتفاق على المرحلة الأولى من خطة ترامب لوقف حرب غزة

أعلنت إسرائيل الخميس أن جميع الأطراف المعنية وقعت في مصر على المسودة النهائية للاتفاق على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، ما يشكّل محطة أساسية باتجاه إنهاء الحرب المستمرة منذ سنتين في القطاع الفلسطيني المُحاصر والمدمر والتي أوقعت عشرات آلاف القتلى وخلّفت كارثة إنسانية.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بدرسيان لصحافيين بعد ظهر الخميس “تم توقيع المسودة النهائية للمرحلة الأولى هذا الصباح في مصر من جميع الأطراف لإطلاق سراح جميع الرهائن” المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأوضحت بدرسيان لوكالة فرانس برس أنه “سيُفرج عن جميع رهائننا، الأحياء منهم والأموات، في غضون 72 ساعة كحد أقصى بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أي بحلول يوم الإثنين”.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن إطلاق سراح الرهائن “يجب أن يضع حدا للحرب”.
ومن المفترض أن يصادق المجلس الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل على الاتفاق، بحسب المتحدثة باسم الحكومة التي لفتت إلى أن الاتفاق لن يدخل حيز التنفيذ إلا “في غضون 24 ساعة” بعد المصادقة عليه.
وأكد كل من وزيري المال والأمن القومي الإسرائيليين المتطرفين بتسلئيل سموطريش وإيتمار بن غفير بأنهما سيعارضان الاتفاق معربين عن رفضهما لإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين.
ولفتت المتحدثة أيضا إلى إنّه في غضون 24 ساعة من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ستنسحب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق التي تنتشر فيها، لكنها ستبقي سيطرتها على 53% من أراضي قطاع غزة.
وأكد كبير مفاوضي حماس خليل الحيّة الذي نجا الشهر الماضي من استهداف إسرائيلي في الدوحة، أن الحركة الفلسطينية تسلّمت “ضمانات من الإخوة الوسطاء ومن الإدارة الأميركية مؤكدين جميعا أن الحرب انتهت بشكل تام”.
وأتى الإعلان عن الاتفاق بعد مفاوضات غير مباشرة استمرت أربعة أيام بعيدا عن الأضواء في مدينة شرم الشيخ بمصر وشارك فيها وسطاء أميركيون ومصريون وأتراك وقطريون.
في الأثناء، أعلن ترامب بأنه يخطط للتوجّه الأحد إلى الشرق الأوسط. وقال للصحافيين في المكتب البيضوي “سيعود الرهائن الاثنين أو الثلاثاء. سأكون هناك على الأرجح. آمل بأن أكون هناك. نخطط للمغادرة في وقت ما يوم الأحد وأتطلع لذلك”.
كما أكد على أن “أحدا لن يُجبر على مغادرة” غزة بناء على خطته.
– احتفالات –
ومنذ ساعات الفجر، تجمّع شبّان فلسطينيون خارج مستشفى ناصر في خان يونس حيث غنوا ورقصوا على وقع أغان وطنية فرحين بالتوصل إلى اتفاق ينهي سنتين من الحرب في قطاعهم المحاصر والمدمّر.
وقال أيمن النجار لمراسل وكالة فرانس برس “رغم الجراح ورغم الإبادة التي تعرضنا لها وفقدان الأحبة والأقارب لكننا سعداء وفرحتنا كبيرة بسبب وقف إطلاق النار”.
وفي “ساحة الرهائن” في تل أبيب، تجمع آلاف الإسرائيليين مبتهجين على أمل عودة الرهائن، بعد سنتين من الانتظار والقلق.
وقالت راشيل بيري لمراسل وكالة فرانس برس “جئنا جميعا من المكتب إلى هنا لأننا ببساطة غير قادرين على التركيز والعمل. إنه يوم انتظرته إسرائيل كلها لعامين، في كل ثانية، كل يوم”.
ومن بين 251 شخصا خُطفوا ونُقلوا إلى غزة خلال هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 الذي أشعل الحرب، لا يزال 47 رهينة محتجزين، بينهم ما لا يقل عن 25 قُتلوا، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة إلى مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتسببت بكارثة إنسانية واسعة في القطاع.
ومساء الخميس، أفاد مراسلو فرانس برس وشهود بسماع دوي انفجارات وإطلاق نار مدفعي في وسط وجنوب القطاع.
وفي هذا السياق، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إسرائيل إلى “التهدئة أو وقف إطلاق النار” إلى حين توقيع الاتفاق، معتبرا أن استمرار الغارات “قد لا يتوافق مع روح الاتفاق”.
من جانبه، أكد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بأن المتمرّدين سيراقبون عن كثب إن كان الاتفاق سيطبق فعلا قبل إيقاف عملياتهم ضد الدولة العبرية.
وقال مسؤول فلسطيني إن الرهائن الأحياء سيُفرج عنهم مقابل نحو ألفي أسير فلسطيني تحتجزهم إسرائيل، بالتزامن مع انسحابات إسرائيلية محددة من غزة والسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية، من دون أن يذكر مصير الرهائن المتوفين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أنه يستعد لإعادة تموضع قواته داخل قطاع غزة.
وخلال اتصال هاتفي الخميس، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي الرئيس الأميركي “على جهوده القيادية العالمية التي جعلت كل ذلك ممكنا”، بحسب المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية، معتبرا، شأنه شأن الرئيس المصري، أن ترامب “يستحق جائزة نوبل للسلام”.
– المرحلة المقبلة –
وقال مسؤول في حركة حماس إن المفاوضات حول المرحلة الثانية من خطة ترامب ستبدأ “فورا” بعد توقيع اتفاق المرحلة الأولى.
ونصّت خطة ترامب المكونة من 20 نقطة إلى جانب وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، على أن تدير شؤون غزة لجنة فلسطينية من التكنوقراط بإشراف “مجلس السلام” برئاسة ترامب وعضوية رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، من دون أن يكون لحماس أي دور في حكم القطاع.
لكن القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أكد الخميس في حديث لقناة العربي التلفزيونية ومقرها قطر، إن الحركة ترفض هذا المقترح، قائلا “لا يقبل فلسطيني هذا، كل الفصائل بما فيها السلطة الفلسطينية لا تقبل ذلك”.
كما أكد ترامب أن نزع السلاح سيكون جزءا من المرحلة الثانية من الاتفاق بشأن غزة، في ظل إصرار إسرائيل على وجوب تخلي الحركة عن سلاحها.
وكانت الحركة أكدت موافقتها على الإفراج عن الرهائن وتولّي هيئة من المستقلين الفلسطينيين إدارة غزة، لكنها لم تتطرق إلى مسألة نزع سلاحها، وشدّدت على وجوب البحث في بنود الخطة المتعلقة بـ”مستقبل القطاع”.
وسمحت هدنتان سابقتان في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 ومطلع 2025 بتبادل رهائن ومعتقلين فلسطينيين.
بور-تب/خلص-ع ش-لين/سام