البرلمان الفدرالي يختتم دورته الشتوية

تمكّـن البرلمان الفدرالي في دورته الشتوية لعام 2006 من اختتام بعض الأوراش التشريعية المهمة Keystone

كانت ميزانية 2007 والضريبة على ثاني أكسيد الكربون وحق الاعتراض الممنوح للمنظمات المدافعة عن البيئة والسياسة الزراعية، أبرز القضايا الرئيسية في الدورة الشتوية للبرلمان.

كما شهدت الدورة، التي اختتمت أشغالها يوم 20 ديسمبر، انتخاب رؤساء الكنفدرالية ومجلسي النواب والشيوخ.

بعد الارتحال المؤقت إلى بلدة فليمس في كانتون غراوبندن في سبتمبر الماضي، عادت غرفتا البرلمان الفدرالي للاجتماع مجددا في القصر الفدرالي في برن، الذي لا زال في طور الترميم بمناسبة التئام دورة الشتاء.

من أول المواضيع التي كانت على جدول الأعمال، مناقشة ميزانية الكنفدرالية لعام 2007، وهي عملية تميّـزت خلال السنوات الماضية بكثير من التعقيد وأدّت إلى ما يُـشبه مباراة طويلة ومضنية في كرة الطاولة بين مجلس النواب ومجلس الشيوخ.

هذا العام، وعلى العكس مما كان متوقعا، صادقت الغرفتان على الميزانية في قراءة أولى، دون إدخال تحويرات تُـذكر على المشروع الحكومي. ويبدو أن التوقعات بتحقيق فائض في الميزانية بـ 900 مليون فرنك بعد سنوات من العجز المُـزمن، قد ساعد على تحقيق هذه النتيجة الباهرة.

ضريبة على ثاني أكسيد الكربون

في هذه الدورة، اختتمت السلطة التشريعية النقاش حول اعتماد ضريبة على ثاني أكسيد الكربون، وهي الأداة المحورية في سياق الإجراءات التي قررتها سويسرا لاحترام الالتزامات التي قطعتها على نفسها في إطار بروتوكول كيوتو.

فقد التزم مجلس الشيوخ بموقف مجلس النواب، وأيّـد اعتمادا متدرجا للضريبة على المحروقات، وتقرر أن تكون قيمة الضريبة 6 سنتيم على اللتر الواحد في عام 2009 لترتفع إلى 9 سنتيم في عام 2010، في صورة ما إذا تجاوزت نسبة انبعاث غازات ثاني أكسيد الكربون حينها 86،5%، من الحجم الذي كانت عليه في عام 1990.

البرلمان لم يستجب إلى طلبات الداعين لربط اعتماد الضريبة الجديدة بتخفيض ملموس في أسعار الوقود المخصص للتدفئة، لكنه اختار مقاربة أكثر اعتدالا مما اقترحته الحكومة.

حق الاستئناف

في النقاش الذي دار حول حق المنظمات المدافعة عن البيئة في الاعتراض على القرارات التي تتخذها السلطات المعنية، اتّـضح وجود شيء من التحفظ تجاه مواقف المدافعين عن البيئة. فهذا الحق المضمَّـن في القانون الفدرالي المتعلق بحماية البيئة، يثير منذ فترة الكثير من الجدل والاعتراض، خصوصا بعد أن أدى إلى تعطيل بناء ملعب كرة قدم جديد في زيورخ.

في نهاية المطاف، صادق البرلمان بشكل نهائي على عدّة تحويرات للقانون، تُـقلِّـص من إمكانيات الاعتراض والاستئناف من طرف المنظمات غير الحكومية. لذلك، فإن الأشغال في بعض المشاريع المعطّـلة حاليا، يُـمكن أن تنطلق قبل انتهاء الموعد القانوني للاعتراض، وإذا ما رفض القضاء الاعتراضات المرفوعة، فسوف تُـضطر المنظمات البيئية لتحمّـل نفقات المحاكم (على المستوى الفدرالي على الأقل).

البحث العلمي والسياسة الزراعية

من جهة أخرى، وضع البرلمان في هذه الدورة، الأسُـس المالية لمشاركة سويسرا في البرنامج السابع للبحث العلمي للاتحاد الأوروبي، حيث صادق مجلس الشيوخ (بعد مجلس النواب) على الميزانية المقترحة بقيمة 2،5 مليار فرنك.

من بين الملفات المهمة جدا والمثيرة لجدل واسع، ملف السياسة الزراعية 2011، التي بدأ البرلمان في مناقشتها والنظر فيها. ويرمي المشروع الحكومي المعروض على النواب، إلى تحسين القدرة التنافسية للقطاع الزراعي السويسري عبر تخفيض الدعم المقدّم للصادرات وتحويل المساعدات الممنوحة للمزارعين إلى دفوعات مالية مباشرة، وهو ما يُـنتظر أن يؤدي إلى تقليص الميزانية الفلاحية بـ 593 مليون فرنك.

سويس انفو – أندريا طونينا

(ترجمه من الإيطالية وعالجه كمال الضيف)

معطيات أساسية

انتظمت فعاليات الدورة الشتوية للبرلمان الفدرالي من 4 إلى 20 ديسمبر 2006 في برن.
افتتحت هذه الدورة، العام الأخير من الفترة التشريعية، حيث أن شهر أكتوبر 2007، سيشهد تنظيم الانتخابات البرلمانية في سويسرا.
تم تأجيل نقاشين مهمّـين، يتعلقان بالقانون الفدرالي حول اللغات والقانون الفدرالي حول الأسلحة إلى دورة قادمة.

انتخابات رئاسية

عادة ما تشهد الدورة الشتوية للبرلمان الفدرالي، انتخاب رؤساء الكنفدرالية ومجلسي النواب والشيوخ.

تم انتخاب الراديكالية (من كانتون أرغوفي) كريستين إيغرتسيغي رئيسة لمجلس النواب والديمقراطي المسيحي (من كانتون تسوغ) بيتر بييري رئيسا لمجلس الشيوخ.

رئيسة الكنفدرالية لعام 2007 ستكون الاشتراكية ميشلين كالمي – ري، وانتُـخب الراديكالي باسكال كوشبان نائبا للرئيسة للعام القادم.