مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

التبادل الحر مع واشنطن في مأزق؟

وزير الاقتصاد السويسري جوزيف دايس أكد أن الحكومة الفدرالية لم تتخذ بـعد قرارها النهائي بشأن اتفاق التبادل الحر مع واشنطن (برن، 18 يناير 2006) swissinfo.ch

يبدو أن مشروع اتفاق التبادل التجاري الحر بين سويسرا والولايات المتحدة يجتاز مرحلة حرجة جدا بسبب الخلافات بين الجانبين حول الملف الزراعي.

وفي خطوة توحي بضعف فرص نجاح الاتفاق مع واشنطن، كلفت برن وزارتي الاقتصاد والخارجية بإعداد تقرير حول مزايا وسلبيات إبرام اتفاق زراعي جديد مع بروكسل.

أجمعت الصحافة السويسرية الصادرة يومي الخميس والجمعة 19/20 يناير على أن مشروع اتفاق التبادل التجاري الحر بين سويسرا والولايات المتحدة يـوجد حاليا في مأزق، وأن حظوظ نجاحه تبدو ضعيفة جدا.

وقد تخلت الحكومة السويسرية بالفعل خلال جلستها الأسبوعية يوم الأربعاء 18 يناير الجاري عن تفويض وزير الاقتصاد جوزيف دايس بقيادة المحادثات مع الولايات المتحدة حول الاتفاق.

في المقابل، وبناء على مقترح وزير الداخلية باسكال كوشبان، طلبت الحكومة من وزارتي الاقتصاد والخارجية صياغة تقرير حول مزايا وسلبيات إبرام اتفاق تبادل حر جديد في المجال الزراعي مع الاتحاد الأوروبي، وهو اتفاق قد يـكون مكملا للاتفاق الذي وقعه الجانبان عام 1999 في إطار الاتفاقيات القطاعية الثنائية بين برن وبروكسل.

وفي تصريح لسويس انفو، أعرب مدير الغرفة التجارية السويسرية الأمريكية مارتان نافيل عن أمله في أن تنجح برن وواشنطن في تجاوز خلافاتها، لكنه لم يـُخف ريبته من حدوث التوافق المنشود.

المسألة لم تُحسم بعد..

في يونيو الماضي، أعلنت الحكومة السويسرية إطلاق مفاوضات تمهيدية مع واشنطن، وبدأت المحادثات بالفعل في سبتمبر الماضي قبل أن تنتهي الأسبوع الماضي.

وأشار وزير الاقتصاد السويسرية خلال الجلسة الحكومية الأسبوعية يوم الأربعاء الماضي إلى أن “الحكومة الفدرالية لم تتخذ بـعدُ قرارا نهائيا حول المسألة”. كما أعلن أن وزارته ستـُعـِدُّ تقييم جدوى لاتفاق التبادل التجاري الحر مع الولايات المتحدة، والشروط المرتبطة بتفويض مُحتمل لإجراء مفاوضات مع واشنطن تشمل الاستثناءات التي تطالب بها سويسرا.

ونوه السيد دايس إلى أن المباحثات التمهيدية التي تمت ضمن 15 فريق عمل أظهرت أن المجالات غير الزراعية، وخاصة المنتجات الصناعية والخدمات والاستثمارات والأسواق العامة، لا تمثل عوائق يستحيل تجاوزها، رغم أن الفوارق بين الأنظمة القانونية تطرح مشاكل في بعض الميادين.

وفيما يخص الحقوق الجمركية حول البضائع الصناعية، فأعرب الوزير السويسري عن اعتقاده أنه يـُمكن إلغاءها. وقد يسمح إلغاء تلك الحقوق بزيادة تتراوح بين 200 و220 مليون فرنك في الصادرات السويسرية باتجاه الولايات المتحدة، وبرفع الاستثمارات الأمريكية في سويسرا.

كما يتوقع أن يرفع إبرام اتفاق تبادل حر مُحتمل مع واشنطن نسبة الناتج القومي الخام السويسري بـ0,5%.

نقطة الخلاف

في المقابل، يتعثر مشروع اتفاق التبادل الحر مع واشنطن عندما يتعلق الأمر بالمجالات غير التعريفية مثل القطاع الزراعي الذي تحتد الخلافات بشأنه. لذلك، يرغب السيد دايس ووزارته في تحديد أصناف المنتجات حسب درجة أهميتها: أهمية عالية مثل اللحوم، أو أقل حساسية مثل الموز.

لكن الأمريكيين – حسب تصريحات وزير الاقتصاد السويسري – “يريدون اتفاق تبادل حر شامل يتضمن أيضا الزراعة، وهذا المبدأ أهم من نتائج المفاوضات”.

من جانبها، تقع الكنفدرالية أيضا تحت ضغط مزارعيها، إذ أن اتحاد المزارعين السويسريين يريد ببساطة إقصاء الزراعة من أي اتفاق تبادل حر محتمل مع الولايات المتحدة.

في كل الأحوال، سيلتقي وزير الاقتصاد السويسري جوزيف دايس بمندوب التجارة الأمريكي روبيرت بورتمان لتقييم جدوى اتفاق التبادل الحر، وذلك على هامش انعقاد منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الأسبوع القادم في سويسرا (من 25 إلى 29 يناير). وسيتعين على كل واحد منهما تقديم تقرير لحكومته.

ضغط على الجانبين

وإذا ما قرر البلدان بدأ المفاوضات، على أساس توصيات الجانبين، يتعين إنهاءها قبل حلول منتصف عام 2007.

وفي هذا السياق، ذكـّرت صحيفة “لوتون” الصادرة باللغة الفرنسية في جنيف (عدد 19 يناير الجاري) أن الرئيس الأمريكي جورج بوش لديه مُهلة تنتهي في منتصف عام 2007 للتوقيع على اتفاقيات تجارية تستند إلى عملية مصادقة برلمانية مُبسطة.

إذ يتعين على الكونغرس الأمريكي أن يقبل أو يرفض اتفاقا شاملا دون مناقشة التفاصيل، لذلك فهو يضع شروطا دقيقة للغاية لإدارة بوش. ويدفع الخوفُ من فشل الاتفاقيات أمام الكونغرس المفاوضين الأمريكيين إلى اتخاذ مواقف متصلبة تقطع الطريق أمام تقديم تنازلات لمحاوريهم.

وعلى المستوى السويسري، لا يمكن لوزير الاقتصاد جوزيف دايس، كما شدد على ذلك بنفسه أمام الصحفيين يوم الأربعاء، الموافقة على اتفاق لا يحظى بشعبية كبيرة في بلاده، وخاصة في أوساط المزارعين الذين مارسوا ضغوطا متزايدة على الحكومة في الآونة الأخيرة.

إصلاح بخات – سويس انفو

في عام 2004، بلغت قيمة الصادرات السويسرية للولايات المتحدة 14,2 مليار فرنك.
تمثل السوق الأمريكية 10% من الصادرات السويسرية، وهي السوق الثانية بعد ألمانيا التي تستوعب 20,6% من صادرات سويسرا.
أما الصادرات الأمريكية باتجاه سويسرا فبلغت في نفس العام (2004) 5,7 مليار فرنك.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية