مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات
رسم توضيحي لملف خاص بمهرجان لوكارنو

لوكارنو.. مُتابعة عن كثب!

يُوصف بأنه جنة لعشاق السينما ومُحبّي الفرن السابع. فما الذي يجعل مهرجان لوكارنو مختلفًا يا تُرى؟

وختامها مسك.. هذه قائمة الفائزين!

بعد هذه المتابعة المكثفة للدورة الرابعة والسبعين لأهم مهرجان سينمائي دولي في سويسرا، يستأذن #LocarnoCloseup لللإنصراف، ولكن قبل ذلك، هذه قائمة الفائزين لهذا العام. إلى اللقاء في السنة القادمة!

الفهد الذهبي، الجائزة الكبرى للمهرجان لأفضل فيلم:
مُنح لفيلم “الانتقام ملكي، الآخرون يدفعون نقدًا” للمخرج إدوين، (إندونيسيا / سنغافورة / ألمانيا)
 
جائزة لجنة التحكيم الخاصة
“مسرحية قديمة جديدة” للمخرج كي جيونغ جيونغ، (هونغ كونغ / فرنسا)

جائزة أفضل مخرج
أبيل فيرّارا عن فيلم “أصفار وواحدات” (ألمانيا / المملكة المتحدة / الولايات المتحدة)
 
جائزة أفضل ممثلة
أناستازيا كراسوفسكايا لفيلم “غيردا” للمخرجة ناتاليا كودرياشوفا (روسيا)
 
جائزة أفضل ممثل

محمد ملالي وفاليرو إسكولار عن فيلم “رجال الأعمال القذرون” للمخرج نيوس بالوس (إسبانيا)

مسابقة “سينمائيي الزمن الحاضر”

جائزة الفهد الذهبي لأفضل فيلم في هذه المسابقة
الأخوة للمخرج فرانسيسكو مونتانير (جمهورية التشيك / إيطاليا)

جائزة أفضل مخرج ناشئ
هليب بابو عن فيلم “جندي الفيلق” (إيطاليا / فرنسا)

جائزة لجنة التحكيم الخاصة Ciné+
الخلود، الصيف، لإيميلي أوسيل (فرنسا)

جائزة أفضل ممثلة
ساسكيا روزندال عن فيلم “لا أحد عند العجول” للمخرجة سابرينا سارابي (ألمانيا)

جائزة أفضل ممثل
جيا أغومافا عن “رمل مبتل” لإلين نافيرياني (سويسرا / جورجيا)

الأعمال الأولى

جائزة سواتش لأول عمل 
“سوف تكون” لشارلوت كولبيرت (المملكة المتحدة)

جائزة سينما المستقبل (أفلام قصيرة)

مسابقة المؤلف للأفلام القصيرة (للمخرجين المعتمدين)

جائزة باردينو الذهبي لأفضل فيلم قصير
“كرياتورا (مخلوق)” لماريا سيلفيا إستيف (الأرجنتين / سويسرا)

المسابقة الدولية

جائزة باردينو الذهبي المقدمة من الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السويسرية لأفضل فيلم قصير دولي
“فانتازما نيون” من اخراج ليوناردو مارتينيلي (البرازيل)
 
جائزة باردينو الفضي المقدمة من الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السويسرية للمسابقة الدولية 
(شياطين دوروثي) للمخرج أليكسيس لانجلوا (فرنسا)

جائزة سينما المستقبل لأفضل إخراج
إليان إستر بوتس عن فيلمها “في تدفق الكلمات” (هولندا)

مسابقة الأفلام السويسرية 

جائزة باردينو الذهبي المقدمة من شركة سويس لايف لأفضل فيلم سويسري قصير
“غرباء” لنورا لونغاتّي (سويسرا)

جائزة باردينو الفضي المقدمة من سويس لايف في المسابقة الوطنية
“وراء غرفة” لنويمي باسيفيك (المملكة المتحدة / هولندا / سويسرا)

جائزة أفضل وافد سويسري جديد
فلافيو لوكا مارانو وجُمانا عيسى عن فيلم (يجب) (سويسرا)

مهدي هميلي: أطيافٌ مجتمعية تونسية  

عُرض فيلم المخرج التونسي الشاب مهدي هميلي “أطياف” (STREAMS) في الدورة الرابعة والسبعين لمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي لهذا العام 2021، ونافس على ستّ جوائز في “مسابقة سينمائيّي الزمن الحاضر”، التي تُعتبر إحدى أهم مسابقات المهرجان، وهي مخصّصة للأعمال الأولى والثانية للمخرجين الصاعدين من جميع أنحاء العالم. هذا العام، شهدت المسابقة عرض خمسة عشر فيلما للمرة الأولى عالمياً، وتنوعت الأفلام المشاركة بين الوثائقية والروائية ونافست على جوائز “الفهد الذهبي لأفضل فيلم”، و”أفضل مخرج صاعد”، و”جائزة لجنة التحكيم الخاصة”، و”جائزة سواتش لأفضل عمل أول”، و”جائزتي الفهد لأفضل ممثل، وأفضل ممثلة”.

يحكي عمل هميلي السينمائي قصة عاملة في مصنع في تونس، اسمها “أمل”، تعيش مع زوجها “الطاهر”، وهو لاعب كرة قدم سابق أصبح مدمنا على احتساء الكحول، وكذلك مع ابنها “مؤمن”، وهو حارس مرمى موهوب. “أمل” تخون زملاءها المُضربين عن العمل في المصنع، وتذهب لمقابلة مديره لتطلب منه مساعدة ابنها على تطوير مهاراته، ولكنه يستغل هذه الفرصة ويبدأ بمضايقتها جنسيا في سيارته إلى أن تصل الشرطة، التي تلقي القبض عليهما وتنتشر بعد ذلك فضيحة اتهام “أمل” بالزنا.

بعد بضعة أشهر، يتم إطلاق سراح “أمل” من السجن، لتبدأ رحلة بحث عن ابنها الذي أصبح يُعتبر في عداد المفقودين، فقد اختفى بعد دخولها السجن، ولتدخل في نفس الوقت في مواجهة المجتمع التونسي، بأحكامه وسلطته.

في هذا الفيلم يثير المخرج الشاب قضايا اجتماعية وأسرية، كما يتناول ظواهر الفساد المستفحلة في البلاد، دون أن يُغفل القضايا السياسية، التي يتطرق لها في عمله السينمائي ولا يتردد في الحديث عنها في الحوارات التي يُجريها مع وسائل الإعلام أيضا.

شارك في بطولة الفيلم كل من عفاف بن محمود وحكيم بومسعودي وإيهاب بن يحيى وهشام اليعقوبي و”زازا”، وسارة الحناشى وسليم بكار، أما الموسيقى التصويرية فهي من تلحين أمين بوحافة.

للتذكير، سبق لفيلم “أطياف” أو “STREAMS”، وهو شريط روائي طويل (115 دقيقة) من إنتاج مشترك بين تونس وفرنسا ولوكسمبورغ أن فاز بجائزة أفضل سيناريو من المعهد الفرنسي، و بجائزة منصة الجونة لمرحلة ما بعد الإنتاجرابط خارجي. وهو حاصل على دعم مالي من المركز الوطني للسينما والصورة في تونس ومن صندوق الدعم بلوكسمبورغ ومن مركز السينما والصورة الفرنسي.

في مسابقة “سينمائيّو الزمن الحاضر”: حضور نسائي مُلفت  

يُعرّف القائمون على مهرجان لوكارنو السينمائي القسم المُخصّص لعرض باقة مختارة بعناية من الأفلام الروائية الأولى والثانية لمُخرجين ومُخرجات واعدين بأنه “مجال مُخصّص لاكتشاف سينما الغد”.

هذا العام، جاءت الأفلام الخمسة عشر التي وقع عليها الاختيار للمشاركة في مسابقة “سينمائيو الزمن الحاضر” من مجموعة واسعة من البلدان.. من الأرجنتين إلى جورجيا ومن البوسنة إلى تونس. ويُمكن القول أنها تُشكل باقة رائعة قد تُسهم في إحداث تأثير مُستدام في منظومة مهرجانات الفن السابع وعلى صناعة السينما بشكل عام. 

في السياق، لفتت ثلاثة أفلام، كلها من إخراج نساء، الأنظار إليها. في كل واحد من هذه الأعمال، نجد استعراضا لإحساس قوي بالرعاية والاهتمام بأبطالها وبطلاتها الشبان، سواء كانوا أفرادا يُكافحون أنظمة أو انتظارات وتوقّعات أو نقص الفرص المتاحة لهم. بشكل عام، اتضح أن الحساسية تُعتبر أمرًا بالغ الأهمية في هذه الأعمال السينمائية، حتى في الحالات التي تتّسم فيها السرديّة بقسوة بالغة، وبشكل عام تظهر هذه المُخرجات التزامًا بالتطلع إلى مستقبل أكثر نعومة وحيوية.

فو مينه نغيا وفام هوانغ مينه ثي، مُخرجتان من فيتنام: “العيش في جزيرة الوقواق”

يُقدم فيلم “العيش في جزيرة الوقواق” القصير الذي عُرِضَ ضمن قسم “الأبواب المفتوحة” في مهرجان لوكارنو عرضا لشريحة مميزة وساحرة من أطوار الحياة الحضرية في فيتنام، مليئة بلقطات كافكاوية الطابع (نسبة إلى فرانس كافكا، وهو كاتب تشيكي يهودي كتب بالألمانية، ويُعتبر رائد الكتابة الكابوسية). أما بالنسبة للمُخرجتين المشاركتين فو مينه نغيا وفام هوانغ مينه ثي، فقد اتسمت الرحلة التي قادتهما من فيتنام إلى لوكارنو – يا لسخرية الأقدار – بنفس القدر من المتاهة والكوابيس.

مع وصول جائحة كوفيد – 19 حاليًا إلى ذروتها في موطنهما، تحول السفر إلى ما يُشبه إعصارا لوجستيا للدماغ. ومع ذلك، فإن المُخرجين الذي تم اختيار مشاريعهم من قبل المُشرفين على مبادرة “الأبواب المفتوحة” في الدورة الرابعة والسبعين لمهرجان لوكارنو، يشعرون بالاطمئنان بفضل جهود فريق المهرجان المتيقظ الذي لا تُعوزه الحيل.

في الفترة التي سبقت قدومهما إلى لوكارنو، عقدت المخرجتان فو وفام جلسات افتراضية استمرت عدة ساعات مع مُرشدين متعددي الاختصاصات من مُختبر قسم “الأبواب المفتوحة”، واتضح أن نصائحهم وتوجيهاتهم بشأن الإنتاج والتوزيع كانت مفيدة بشكل خاص. تقول فو: “لقد قلنا لفريق قسم “الأبواب المفتوحة” إنه مهما كانت الأشياء العظيمة التي تنتظرنا في المستقبل، فإن لوكارنو سيكون نقطة تحول بالنسبة لنا. هنا يتم الاعتناء بـ “خطواتنا الصغيرة” بشكل جيّد بل استثنائي، حيث يعتني الفريق أيضًا بالأطعمة التي نتناولها وبالأفلام التي نشاهدها. كما أن اجتماعات الغداء اليومية التي نجلس خلالها مع مندوبين مختلفين من جنوب شرق آسيا تشكل فرصة رائعة لتيسير ربط علاقات جديدة”.

ماونغ صان، مخرج شابّ من ميانمار: السّخرية والتندّر بديلا عن اليأس

كان من المفترض أن تكون هذه اللحظة مناسبة للبهجة والاحتفال، لكن مشاعر الفرح تظل محدودة، حيث يتم عرض آخر أفلام ماونغ صان، وهو مخرج سينمائي شاب من ميانمار، في لوكارنو، لكن دون أن تتمكن مُنتجته ما آينت من الحضور، فهي تقبع حاليا في السجن، بعد أن أقدمت الطغمة العسكرية الحاكمة في ميانمار (بورما سابقا) على اعتقالها.رابط خارجي

في الواقع، لم يكن لعالم الفن والسينما على وجه الخصوص أن يخرج سالما من تداعيات الانقلاب الذي نفذه الجيش في البلاد قبل ستة أشهر، فقد تم اعتقال العديد من المحترفين والعاملين في صناعة السينما.

من بين هؤلاء نجد المخرجة والمنتجة ما آينت، التي اعتقلت منذ أكثر من شهر بعد أن كان من المفترض أن تتواجد في دورة هذا العام لمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي. وسبق للمخرج الشاب ماونغ صان أن صرح لقناة الإذاعة والتلفزيون العمومية السويسرية الناطقة بالألمانية (SRF): “نحن لا نعرف حتى ماهية التهم التي يُوجّهها النظام العسكري (لنا)”.

يُدلي المخرج الشاب، الذي يعرض في لوكارنو أول فيلم روائي طويل له، وهو عبارة عن شريط كوميدي بعنوان “للمال أربعة أرجل”، بشهادته على الوضع الذي يُوجد فيه بلده ميانمار وقطاع السينما هناك.

يُشارك ماونغ صان ضمن قسم “الأبواب المفتوحة” (Open Doors) المهتم بالفن السابع بجنوب شرق آسيا، وهو مشروع يستمر ثلاث سنوات بهدف توثيق العلاقات بين صانعي الأفلام والمنتجين السينمائيين من منطقة معينة من العالم وبين نظرائهم وأقرانهم في أوروبا. ويُمكن قياس نتائج المشروع من خلال مُعاينة حجم ومستوى عمليات الإنتاج المشتركة التي نجمت عنها وشبكات العلاقات التي أقيمت في تلك الفترة الزمنية.

في هذا السياق، أعلن المهرجان مساء الحادي عشر من أغسطس أن أمريكا اللاتينية ستكون منطقة الاهتمام في قسم “الأبواب المفتوحة” للسنوات الثلاث المقبلة.

المخرج السويسري لورينتس ميرتس: السير عكس التيار

“روح الوحش”، حكاية انطباعية مليئة بمشاعر الشفقة عن ثلاثي من المُحبّين الأشقياء تدور أطوارها في نُسخة مبسّطة لمدينة زيورخ، لكنها تتناقض مع ولع السينما السويسرية بالتبسيط وإشراك المشاهير من الممثلين. يقول المخرج لورينتس ميرتس: “لا أريد أن أصنع فيلماً يُسعد الجميع”، وبالفعل، في المراحل المبكرة من مسار التفكير في بلورة المشروع والتي تطورت في نهاية المطاف إلى العمل السينمائي في صيغته النهائية، “كان القصد متمثلا في إنجاز فيلم، لا يُمكن لك رؤيته مُنجزا هنا في سويسرا”.

المخرج الكردي – السوري – السويسري مانو خليل: إذا عُرف السبب بطُل العجب! 

PLACEHOLDER

في فيلمه الجديد “جيران”، الذي شاهده الجمهور لأول مرة في يناير 2021 في سولوتورن ويُعرض الآن في لوكارنو ضمن قسم “بانوراما سويسرية”، يحافظ مانو خليل على لهجته النقدية والإنسانية والسوداوية إلى حد ما. ويقول لـ SWI swissinfo.ch إن قصته عندما كان طفلاً هي أيضًا قصة جميع السوريين والسوريات في ثمانينيات القرن الماضي، ويعتبر أن شريطه الجديد يمثل “محاولة لتقريب السكان المحليين من الخلفية التاريخية المعقدة للعديد من الأشخاص الذين قدموا إلى هنا هاربين من سوريا”.

المخرج الروسي ألكسندر زيلدوفيتش: دكتاتورية من دون رقابة

أنهى ألكسندر زيلدوفيتش كتابة سيناريو شريط “ميديا” في عام 2016، لكن اعداد الفيلم انتهى قبل عشرة أيام فقط – وهو الوقت المناسب تماما للمشاركة في مسابقة المهرجان الدولي للأفلام بلوكارنو. وهذا ليس بالأمر الغريب، بالنسبة لمؤلفي ما يسمى “أفلام آرت هاوس”- على الرغم من أن زيلدوفيتش يقول إنه يكره المصطلح- وهو مناسب تماما لمخرج يستغرق عادة عشر سنوات لإصدار فيلم جديد. وقال زيلدوفيتش متحدثا إلى swissinfo.ch: “لأنها تحتاج إلى الكثير من الوقت، والوقت هو المال”.

“ميديا” ، كما يوحي العنوان، هو إعادة إحياء للمأساة اليونانية الكلاسيكية، والتي تم نقلها إلى عصرنا الحاضر، ولم يتم نقلها إلى الروسية إلا جزئيا؛ فالجزء الأكبر من القصة يحدث في إسرائيل. هذا هو المكان الذي تتحرك فيه الشخصيات الرئيسية، ملياردير يهودي روسي وخليلته الروسية، كجزء من مجموعة كبيرة من المهاجرين الروس التي كان لها تأثير هائل على النسيج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للبلد.

أصبح فيلم “ميديا ” ممكنًا بفضل “كينوبريم”، صندوق تمويل الأفلام الذي أنشأه الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش (مالك نادي تشيلسي لكرة القدم أيضًا). يقول زيلدوفيتش: “عمليًا، كل الأفلام الروسية التي تشاهدها في المهرجانات الدولية لن تكون ممكنة أبدًا بدون تمويل “كينوبريم”.

على الرغم من ازدهار صناعة السينما في روسيا في الوقت الحالي، ومنافسة الأعمال السينمائية المحلية في شباك التذاكر للأفلام الأمريكية الرائجة، لا يزال التمويل العام أمرًا صعبًا.

يسارع المنتجون وصناع الأفلام والفنانون بشكل عام للقول إنه لا توجد رقابة في روسيا في عهد بوتين. عليك فقط أن تلتزم بالإرشادات الأساسية التي حددتها وزارة الثقافة، والتي لخصها زيلدوفيتش: “لا تتطرق إلى القضايا السياسية، في الواقع من الأفضل تجنبها. الموضوعات التاريخية حساسة، والمواضيع الدينية شائكة، وكذلك الجنس والمثلية الجنسية بالطبع. ما دون ذلك، يمكنك فعل أي شيء.”

المخرج الأرجنتيني غاسبار نُوح: عقاقير وأدوية وموت

تُعدّ المخدرات موضوعًا دائم الحضور في جميع أعمال غاسبار نُوح تقريبًا، ولا يُعدّ عمله الفني الأحدث، “فورتيكس”، استثناءً في هذا المجال. لكن مشاعر الانتشاء التي تُسبّبها المخدرات هذه المرة لا تتعلق بالحفلات الصاخبة والتجارب المُخدّرة، بل هي غوص في أعراض الشيخوخة، وأطوار تدهور الجسم، والمُبالغة في تعاطي الأدوية، والموت.

لا يُوجد تلميح واحد عن جائحة كوفيد في الفيلم، لكن المخرج الأرجنتيني المقيم في باريس أخبر الصحفيين في لوكارنو أن الوباء كان دافعه الأساسي لإنجاز الشريط، الذي تم تصويره أيضًا أثناء انتشار فيروس كورونا.

وقال: “كانت هذه أكثر تجربة تصوير في حياتي أحسست فيها بالاختناق الشديد”، مضيفا أنه “كان علينا أن نضغط على الطاقم في مساحة صغيرة، وأن نرتدي أقنعة، مصحوبين بمفتش كوفيد لا يُغادرنا قيد أنملة”.

في الشريط، يحاول زوجان مُسنّان الالتزام بروتينهما اليومي فيما تتدهور صحتهما باطراد، حيث يُعاني الزوج من القلب والزوجة من مرض ألزهايمر. يتم عرض الفيلم بأكمله على شاشة منقسمة، يتركز الاهتمام في كل نصف منها على ملمح مختلف لشخصية كل واحد من الشخصيتيْن، حتى وإن كانا متواجديْن في نفس الفضاء.

إنها ليست التجربة السينمائية الأكثر إمتاعا بالتأكيد، لكن التمثيل المُرتجل (بدأ نوح العمل على الشريط بنص سيناريو لا يزيد عن ثلاث صفحات) لكلّ من داريو أرجينتو (مخرج إيطالي) وفرانسواز لوبران (ممثلة وسينمائية فرنسية) يُضفي قدرا من الواقعية على حياة البشر وهي تقترب من الموت.

المخرج الروماني رادو جود: قراصنةٌ ومتطفلون 

يتمتع المخرج السينمائي الروماني رادو جود بمكانة مرحة لدى قراصنة الأفلام ولكنه ليس مُعجبًا بجانب المبيعات والتوزيع الرسمي للشركات.

يشارك هذا المخرج السينمائي، الذي اشتهر هذا العام بعد فوزه بجائزة الدب الذهبي في برلين في مارس، في لوكارنو بفيلم قصير.

 وخلال الأسبوع الماضي، أجرى جود حواراً صريحاً للغاية مع أكاديمية النقاد، وهي مجموعة دولية مختارة من النقاد الشباب وصانعي الأفلام.

جود لم يكن متحفظاً في كلماته عندما تعلق الأمر بنماذج الأعمال المهيمنة على صناعة السينما.

“المبيعات والتوزيع هي أقذر جانب في صناعة الأفلام؛ هم أكبر المتطفلين”.

ولكنه يعترف بأنهما جزء ضروري من صناعة الأفلام. ومع ذلك، بصفته مخرجًا يحصل على نسبة صغيرة فقط من أرباح الفيلم، فهو غير مستعد لتقديم تنازلات من أجل استراتيجيات المبيعات والتوزيع المثلى.

يقول: “ربما يكون هذا خطأ أرتكبه، لكنني لا أنتظر أبدًا تسعة أشهر لإرسال فيلمي إلى أكثر المهرجانات شهرة مثل البندقية أو غيرها، عندما أنهي فيلمًا، أرسله إلى أول مهرجان”

كان المخرج الروماني صريحًا جدًا بشأن قضية القرصنة المثيرة للجدل.

“عليك أن تفهم أنني أتيت من بلد لا يمتلك بنية تحتية للسينما والمكتبات العامة، وقد نشأت وأنا أشاهد الأفلام على أشرطة التسجيل المرئي التماثلي (VHS) وأقراص الفيديو الرقمية (DVD) من السوق السوداء.”

في نهاية المطاف، تتعلق المسألة بالوصول إلى المحتوى بالنسبة لجود. لكن موقفه بشأن هذه القضية ليس “فاضحًا أو غير عقلاني”، فهو يقول: “بالنسبة للمنتجين الذين وضعوا أموالهم في صناعة فيلم، فإن القرصنة شيء سيء للغاية، فهم يخسرون استثماراتهم، أمّا أنا لا أؤيد ذلك بدون تفكير، لكن في رومانيا وفي أوروبا بشكل عام، يتم إنتاج الأفلام بتمويل عام، لذا لا أرى أنها مشكلة كبيرة في النهاية”.

جيونا أ. نازارو: “المهمة الحيوية” للناقد السينمائي

رحب المدير الفني للمهرجان جيونا أ. نازارو، وهو الكاتب السينمائي المتميز وغزير الإنتاج، بنفسه بأعضاء أكاديمية النقاد وناقش التحديات التي تُواجه الناقد السينمائي والأهمية التي تكتسيها مهمته.

هناك الكثير على المحك بالنسبة لنازارو هذا العام، فهو يتولى المنصب في لحظة مليئة بالتحديات حيث يُقدم المهرجان على القيام بخطوة جريئة بإعادة فتح أبوابه بشكل كامل بوجه الجمهور ليتواجد على عين المكان مع الحفاظ على تدابير السلامة الخاصة بكوفيد – 19. كما يجب عليه أن يتعامل مع طقس غير مستقر إطلاقاً، مما يجعل عروض الأفلام في الهواء الطلق في “بياتزا غراندي” تجربة “رطبة” للغاية.⁠

لكن الجمهور يُسجّل عودته، وإن كانت الأعداد لا تزال أقل من المعتاد نسبيًا. حتى الآن، يقدُم رواد المهرجان بشكل رئيسي من البلدان المُجاورة (فرنسا وإيطاليا وألمانيا)، فيما يغيب الزوار القادمون من أماكن بعيدة إلى حد كبير هذا العام بسبب قيود السفر ذات العلاقة بالجائحة.

الطقس في تحسّن الآن. فالشمس التي أشرقت على المدينة في اليوم الأول من المهرجان، يُمكن أن تساعد نازارو على تحقيق هدفه الرئيسي، كما عبّر عنه أثناء اللقاء بأعضاء أكاديمية النقاد:⁠

ما أريد تحقيقه هذا العام هو: دعونا نبدأ من جديد ونحاول الاستمتاع. فالمتعة ليست جريمة.

ضربة البداية للدورة الرابعة والسبعين

المزيد
رجل يجلس منفردا داخل قاعة عرض سينمائي

المزيد

المدير الجديد للمهرجان يقول: “لوكارنو في صيف هذا العام، رهانٌ مضمُون”

تم نشر هذا المحتوى على وسط جائحة صحية مستفحلة وفي ظل أشكال جديدة للأفلام، يضع جيونا أ. نازارو عينيه على مستقبل صناعة السينما.

طالع المزيدالمدير الجديد للمهرجان يقول: “لوكارنو في صيف هذا العام، رهانٌ مضمُون”

كان عام 2020 الثغرة الوحيدة في التاريخ الطويل لمهرجان لوكارنو السينمائي، الذي انطلقت دورته الرابعة والسبعون يوم 4 أغسطس الجاري. قد لا يقدم العديد من رواده المنتظمين هذا العام بسبب القيود المفروضة على السفر، لكن هواة السينما الذين حطوا الرحال في لوكارنو يُمكنهم التطلع إلى خوض سباق ماراثون بهيج حيث سيتم عرض حوالي مئتي فيلم على مدار عشرة أيام، يُحكم خلالها عشاق الفن السابع سيطرتهم على المدينة بالكامل.

يُوصف لوكارنو بأنه أكثر المهرجانات السينمائية الدولية شهرة في سويسرا، وهم يُنظم بدون انقطاع منذ عام 1946، ويُنظر إليه في عالم السينما على أنه “الأصغر وسط الكبار”، بل يُتعامل معه على قدم المساواة مع مهرجانات كان وبرلين والبندقية.

ما الذي يميّز لوكارنو عن هذه المهرجانات الكبرى؟ بادئ ذي بدء، لوكارنو ليس تظاهرة فنية معنيّة بالنجوم. هنا، صحافة المشاهير لها حضور باهت أو يكاد يكون معدومًا. بالتأكيد، هناك دائمًا عدد قليل من الأسماء الكبيرة ولكن عادةً ما يكون لديهم توجّهات غير نمطيّة في صناعة السينما والسياسة. في آخر دورة عادية للمهرجان نظمت في عام 2019، أثار المخرج الأمريكي جون ووترز، ضيف الشرف، زوبعة هائلة بتعبيره عن موقف مُـؤذٍ بخصوص الجنس والضواحي.

هذا العام سيكون الدور على جون لانديس، المخرج الذي أعاد تنشيط الكوميديا ​​الأمريكية وأطلق مسيرة العديد من العمالقة اللامعين، مثل جون بيلوشي ودان أيكرويد (الذي مثّل في شريط “إخوة البلوز” الشهيرThe Blues Brothers ، 1982( أو إيدي ميرفي. وهي ليست الأسماء التي عادة ما نراها منتشرة عبر الصحف الشعبية. ذلك أن الضيوف في لوكارنو تُوجّه إليهم الدعوات استنادا إلى أفلامهم وإبداعاتهم الفنية وليس بسبب النجومية التي يجلبونها معهم إلى المهرجان.

الاختلاف الثاني هو أن حجم لوكارنو، كمدينة، مُلائم تماما لمهرجان سينمائي. هذه المستوطنة القديمة (تُوجد فيها علامات على تواجد البشر فيها منذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد) يسكنها حوالي 15000 نسمة فقط (55000 إذا ما أضفنا إليها الضواحي) تتوزع مساحتها عبر أقل من خمس كيلومترات مربعة من المساحات الحضرية. إنها بيئة مُريحة للغاية مُصابة تمامًا بحمى الأفلام كل صيف، مما يعطي الانطباع بأن المهرجان هو العرض الوحيد في المدينة. على العكس من ذلك، تستمر حياة المدينة كالمعتاد في برلين وكان والبندقية حينما تقام مهرجاناتها.

المزيد
شاشة العرض العملاقة وجمهور الساحة الكبرى في مدينة لوكارنو

المزيد

أكثر من 70 عاما من السينما الحرة والملتزمة

تم نشر هذا المحتوى على روسيليني، كيارستمي، يارموش أو فيندرز.. منذ دورته الأولى في عام 1946، استضاف مهرجان الفيلم في لوكارنو عددا من أكبر المبدعين في عالم السينما. وعلى مدى عقود، لم يتردد القائمون على التظاهرة التي ظلت وفية لروحها التحررية في تحدي النقاد والرقابة، بل أفسحوا المجال لسرديات سينمائية من آفاق بعيدة أو لا زالت مجهولة من طرف أغلب الجمهور.

طالع المزيدأكثر من 70 عاما من السينما الحرة والملتزمة

أخيرًا، لطالما طرح مهرجان لوكارنو نفسه كمنصة مميّزة للأفلام التجريبية. وبوصفه “الأصغر بين الكبار”، فسيكون من باب الانتحار دخوله في منافسة للظفر بالعروض الأولى المرغوبة جدا في صناعة السينما (للعلم، يفضل معظم المخرجين أو المنتجين إطلاق أفلامهم في مهرجان كان). بدلاً من ذلك، يبحث القائمون على المهرجان دائمًا عن السينما الأكثر غرابة. إنها تلك الأفلام التي ستشاهدها بالكاد في أي مكان، والتي من المحتمل أن يتم عرضها لبضعة أسابيع في قاعة متخصّصة في سينما التجريب، على الرغم من أنها قد تكون مُمتعة للجمهور.

SWI swissinfo.ch  ستكون متواجدة على عين المكان  لتوفر لك تغطية متنوعة للمهرجان، حيث سيتعاون الصحفي والناقد البرازيلي – السويسري إدواردو سيمانتوب مع كارلو بيزاني، صحفي الفيديو الإيطالي المولود في موزمبيق مع أكاديمية النقادرابط خارجي التابعة للمهرجان التي تتيح في كل عام لعشرة من نقاد الأفلام والإعلاميين الشبان من جميع أنحاء العالم فرصة الانغماس المعمق في عالم السينما. وقد جاءوا هذا العام من فيتنام ورومانيا والمجر والبرازيل وتشيلي وجمهورية الدومينيكان والمملكة المتحدة وسويسرا.

من خلال هذه الصفحة (وأيضًا على حساباتنا بموقعيْ إنستغرام وفيسبوك) يُمكنك الاستمتاع بمطالعة مقالات حررها المشاركون في أكاديمية النقاد في السنوات السابقة ومتابعة وسم #LocarnoCloseup بانتظام للتعرف على مساهماتهم الجديدة ذات العلاقة بمجريات مهرجان هذا العام.

المزيد
صورة بالأبيض والأسود لواجهة فندق شهير في مدينة لوكارنو

المزيد

في داخل فندق “غراند أوتيل” الموقع الأصلي لمهرجان لوكارنو

تم نشر هذا المحتوى على بعد أن أغلق أبوابه نهائياً ليَدخُل في سُباتٍ عميقٍ منذ خمسة عشر عاماً، استقبَلَنا فندق “غراند أوتيل” في رحلة قصيرة عبر الزَمن للعودة إلى فترة البدايات.

طالع المزيدفي داخل فندق “غراند أوتيل” الموقع الأصلي لمهرجان لوكارنو
المزيد
مخرج صيني يحمل مجسم الفهد الذهبي في لوكارنو

المزيد

لوكارنو تتأرجح بين ألق الفن وبريق النجوم وتوارد المشاعر

تم نشر هذا المحتوى على في سياق الإحتفال بعيد ميلاده السبعين، أهدى مهرجان الفيلم بلوكارنو لنفسه أربع قاعات عرض جديدة توجد ثلاث منها في مُجمّع “بالاسينما”. أما الرابعة فهي قاعة “GranRex” العريقة التي تم تجديدها وخُصّصت من الآن فصاعدا لعرض جميع الأفلام التاريخية. بحضورهما هذا العام، أضفى كل من أدريان برودي وفانّي آردانت لمسة من التألق والسحر على المهرجان الذي…

طالع المزيدلوكارنو تتأرجح بين ألق الفن وبريق النجوم وتوارد المشاعر
المزيد
Student looking through camera

المزيد

مخرجون ناشئون في مدرستهم المفضّلة

تم نشر هذا المحتوى على في هذا الشريط، يشرح المخرجون المتدرّبون سبب رضاهم وإعجابهم بمدرسة السينما بلوكارنو وكيف يشتغلون مع مهرجان لوكارنو للفلم. (جولي هونت, swissinfo.ch)

طالع المزيدمخرجون ناشئون في مدرستهم المفضّلة
المزيد
رجل يجلس على مدرجات في لوكارنو

المزيد

احتفاء بالسينما والحياة وعيد الميلاد رغم كورونا وفي لوكارنو

تم نشر هذا المحتوى على عائلة سويسرية تحتفل كل عام بعيد الميلاد في شهر أغسطس أثناء زيارة مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي. فكرة غريبة، ماذا يكمن ورائها؟

طالع المزيداحتفاء بالسينما والحياة وعيد الميلاد رغم كورونا وفي لوكارنو
المزيد
حسان فرحاني يحمل في يده جائزة

المزيد

مخرج جزائري شاب يُلفت الأنظار إليه في لوكارنو

تم نشر هذا المحتوى على عرض فيلم “طريق الصحراء 143” لأوّل مرة في لوكارنو، وذلك في إطار مسابقة “سينمائيو الحاضر” وفاز بأحد جوائز هذه المسابقة. كما تلقى قبولاً كبيراً بين جماهير المهرجان. يعرض الفيلم حكاية سيدة تقطن الصحراء الجزائرية، في بيت صغير وبسيط جدّاً يبعد على أقل تقدير 70 كيلومترا عن أقرب بلدة حضرية هناك، حيث تستقبل “ملكة” عابري السبيل وسائقي الشاحنات…

طالع المزيدمخرج جزائري شاب يُلفت الأنظار إليه في لوكارنو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية