الصين تواصل سجن عشرات المحتجين ضد سياسة “صفر كوفيد” (هيومن رايتس ووتش)
ندّدت منظمة هيومن رايتس ووتش الخميس بتواصل سجن العشرات في الصين على خلفية مشاركتهم في احتجاجات تشرين الثاني/نوفمبر 2022 ضد سياسة الحكومة “صفر كوفيد”.
وأكدت المنظمة التي تتخذ مقرا في الولايات المتحدة أن مكان سجن بعض المحتجين لا يزال مجهولا.
اندلعت تظاهرات على نطاق غير مسبوق منذ سنوات في عدة مدن صينية في تشرين الثاني/نوفمبر للمطالبة بإنهاء القيود الصارمة المرتبطة بسياسة “صفر كوفيد”، كما طالب بعضها بمزيد من الحريات السياسية.
اثر ذلك بشهر، أنهى الحزب الشيوعي الحاكم فجأة سياسة “صفر كوفيد”، فشهد البلد موجة إصابات واسعة أدت إلى زيادة الوفيات وعدد المرضى في المستشفيات.
وأفادت وسائل إعلام ونشطاء بوقوع عمليات توقيف في الأسابيع الأخيرة، شملت طلابًا وصحافيين لا يعرف عددهم الدقيق.
وطالبت هيومن رايتس ووتش السلطات الصينية بأن “تسقط فورا كل التهم الموجهة إلى أي شخص محتجز بسبب مشاركته في احتجاجات +الورقة البيضاء+”، في إشارة إلى الأوراق البيضاء التي رفعها المحتجون للتنديد بغياب حرية التعبير في الصين.
وقال الباحث في المنظمة غير الحكومية ياكيو وانغ “يدفع الشباب في الصين ثمناً باهظاً للغاية لجرأتهم على التحدث علناً عن الحرية وحقوق الإنسان”.
وأضاف “على الحكومات في أنحاء العالم والمؤسسات الدولية إظهار دعمها ومطالبة السلطات الصينية بالإفراج عنهم فورا”.
لم تأت الحكومة الصينية ووسائل الإعلام الحكومية على ذكر الاحتجاجات التي وقع بعضها في مدن رئيسية مثل بكين وشنغهاي، ولم تشر إلى عمليات التوقيف.
وجمعت وكالة فرانس برس شهادات من أقارب متظاهرين تؤكد توقيف العديد منهم. ففي غوانغتشو مثلا تم الإفراج عن يانغ زيجينغ (25 عاما) وستة متظاهرين آخرين بكفالة في مطلع كانون الثاني/يناير بعد وضعهم 30 يومًا في الحبس الاحتياطي، وفق الشهادات.
لكن لا يزال مكان وجود العديد من المتظاهرين الآخرين ووضعهم القانوني غامضا، وفق هيومن رايتس ووتش. ومن أبرز المعنيين تساو تشيكسين (26 عاما) التي تعمل في دار نشر وأوقفت بعد مشاركتها في وقفة احتجاجية لذوي ضحايا حريق مميت في أورومتشي، عاصمة إقليم شينجيانغ (شمال غرب).
وقد أثار هذا الحريق غضب العديد من الصينيين بعد أن أعاقت القيود الصحية جهود الإنقاذ.
في مقطع فيديو مسجل مسبقًا نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي بعد توقيفها، توضح تساو أنه تم توقيف العديد من أصدقائها ولا يزال يتعذر معرفة وضعهم.
وتقول في الفيديو “لا تدعونا نختفي من هذا العالم. لا تسمحوا بتوقيفنا أو إدانتنا تعسفيا”.
وبحسب ما أفادت منظمة “المدافعون الصينيون عن حقوق الإنسان” الأسبوع الماضي، فإن التوقيفات المعروفة “قد تكون غيضا من فيض”، مشددة على أن المتظاهرين معرضون إلى “خطر الاختفاء القسري والتعذيب”.