مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المنظمات الإنسانية والأممية والأوضاع في غزة: أسف وإدانة ومطالب وتذكير!

نساء فلسطينيات ينتحبن أثناء تشييع جنازة عضو في حركة حماس الذي قتل إثر هجوم صاروخي إسرائيلي استهدف يوم 5 يناير 2008 بيته في مخيم رفح للاجئين جنوب قطاع غزة Keystone

المنظمات الإنسانية الأممية في جنيف تؤكد عمق الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وتأسف لعجز المجموعة الدولية في وضع حد لدوامة العنف. إذ كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن إجراء تحقيق في استهداف لمركز إسعاف، وتحدثت ومنظمة الأونروا عن قصف مدرسة تم تحويلها الى ملجأ للمدنيين رغم إشعار السلطات الإسرائيلية بذلك. اما المفوض السامي لشؤون اللاجئين فقال "إنها أول أزمة لا مفر فيها للضحايا".

تعاقبت المنظمات الإنسانية الأممية صباح يوم الثلاثاء 6 يناير 20098 في جنيف كل حسب اختصاصه، للحديث للصحافة الدولية عن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة عقب الاجتياح الإسرائيلي الذي خلف حوالي 600 قتيل وقرابة 3000 جريح غالبيتهم من المدنيين.

وهذا في الوقت الذي تجري فيه الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان مشاورات من أجل الدعوة لعقد دورة خاصة لمجلس حقوق الإنسان. وهي الدورة التي من المحتمل أن تعقد يوم الجمعة 9 يناير القادم.

وقد ذكرت المفوضة السامية لحقوق الإنسان على لسان الناطق باسم المفوضية روبرت كولويل بـ “إدانتها الصارمة للاستعمال بدون تمييز للقوة من قبل إسرائيل”. ولكنها أدانت في نفس الوقت الهجمات بالصواريخ من قبل حماس ضد المدنيين الإسرائيليين.

“الليلة الأكثر رعبا”

من جهته وصف مدير قسم العمليات باللجنة الدولية للصليب الأحمر في المقر الرئيسي في جنيف في ندوة صحفية صباح الثلاثاء الأوضاع في غزة بأنها “عرفت الليلة الأكثر رعبا”، مكررا “الدعوة لكل الأطرف وبالأخص للجانب الإسرائيلي للسماح لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ولباقي عمال الإغاثة بأداء عملهم لإنقاذ حياة البشر”، مشيرا الى أن “تنقل سيارات الإسعاف وعمال الإغاثة ما يزال صعبا للغاية وخطيرا، رغم تعهدات السلطات الإسرائيلية بتسهيل العمل الإنساني” على حد تعبيره.

وإذا كانت عدة مصادر قد أوردت تعرض سيارات إسعاف للقصف وفي بعض الأحيان بشكل متعمد وإصابة مسعفين، فإن مدير قسم العمليات باللجنة الدولية للصليب الأحمر بيار كرينبول أوضح بأن “التحقيق جار في معلومات غير مؤكدة حول استهداف مُركز لسيارات الإسعاف”.

وشدد المسؤول باللجنة الدولية للصليب الأحمر على الوضع المأساوي الذي توجد فيه المستشفات ومراكز العلاج مشيرا الى أن “مراكز الطوارئ هي على وشك الشلل، وأن الغالبية تحصل على الكهرباء بواسطة المولدات الكهربائية وأن أكثر من نصف مليون ساكن مهددون بعدم الحصول على المياه الصالحة للشرب”.

وعن ادعاءات إسرائيل بأن حماس تستخدم المدنيين كدروع بشرية وتخزن الأسلحة في المنازل والمساجد أوضح مدير قسم العمليات باللجنة الدولية بأن “المنظمة لا علم لها بذلك”، مذكرا بأنه “من الأهمية بمكان، ومثلما نشدد على أن على إسرائيل اتخاذ كل الوسائل من أجل التفريق بين الأهداف العسكرية والمدنية، نشدد في نفس الوقت على أن القانون الإنساني الدولي يحرم وضع الأهداف العسكرية بين المدنيين”.

ملجأ للأونروا يُقصف رغم إشعار السلطات الإسرائيلية

اما ممثلة منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا إيلينا مونكومنتور فعبرت عن أسف الأونروا “لعدم التوصل الى اتفاق في مجلس الأمن الدولي” بخصوص تأمين الحماية للمدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لهم رغم مرور 11 يوما على بداية الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة.

وفي وصف لما يدور حولها، بوصفها المنظمة المسئولة عن اللاجئين الفلسطينيين، أوضحت الأونروا بأننا “اليوم نشاهد هجوما لم يسبق له مثيل لجيش من أكثر القوى العسكرية تطورا، وفي منطقة من أكثر مناطق العالم كثافة سكانية، وضد سكان يحرمون حتى من الهروب لحماية أنفسهم، والذين يعتريهم الرعب من ارتفاع أعداد القتلى المدنيين من بينهم موظفي الأونورا والطلبة واللاجئين”.

وعن استهداف مباني الأونروا أوضحت الناطقة باسم المنظمة في جنيف بأن “مدرسة تم تحويلها الى ملجأ للمدنيين تم استهدافها من قبل القوات الإسرائيلية رغم إشعار السلطات الإسرائيلية بذلك”.

وجاء في توضيحات منظمة الأونروا أن “القصف الإسرائيلي لمدرسة أسمى الابتدائية أدى الى مقتل ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة من بين الأربعمائة لاجئ الذين كانوا يحتمون في المدرسة بعد هروبهم من منازلهم في بيت لاهيا بشمال غزة”، كما أوضحت بأن “السلطات الإسرائيلية توصلت من منظمة الأونروا قبل بداية العمليات بكل المعطيات الجغرافية التي تحدد عبر الأقمار الاصطناعية مواقع المنشئات التابعة لها”.

وقد احتجت المنظمة الأممية لدى السلطات الإسرائيلية مطالبة بتحقيق مستقل في العملية، وتقديم مرتكبي تلك العملية للعقاب في حال ثبوت انتهاك القانون الإنساني الدولي. كما جاء في بيان المنظمة.

“لا مفر للضحايا”

المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وعلى لسان مديرها انطونيو جوتيريس والتي عادة لا تتولى رعاية الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وفي الدول المجاورة لأن ذلك من اختصاص الأونروا، تحدث اليوم عن أنها “الأزمة الوحيدة في العالم التي لا يسمح فيها للأشخاص بالهروب”، والذي اضاف بأن “الفلسطينيين الراغبين في الهروب من قطاع غزة يجب ألا يمنعوا من ذلك”.

وفي رد على تساؤلات الصحفيين أوضح الناطق باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين رون ريدموند بأن “مدير المنظمة ذكر البلدان المجاورة بمسؤولياتها في السماح بمرور المدنيين الراغبين في اللجوء الى مكان آمن وبالتحديد مصر وإسرائيل”. ولكنه أوضح بأن “الجهة المناسبة في هذه الحالة هي مصر”. ولدى سؤاله عن رد مصر قال الناطق باسم المفوضية “إنها لم ترد لحد الآن”.

وإذا كانت المنظمات الأممية قد اكتفت بالتذكير بصعوبة تمرير المساعدات الإنسانية والغذائية فإن المنظمة الوحيدة التي ذكرت بأن “لب المشكلة المتمثلة في الاحتلال” هي منظمة اليونيسيف ولكن على لسان الملكة رانيا العبد الله بوصفها سفيرة النوايا الحسنة لهذه المنظمة المهتمة بالطفولة. إذ أوردت ما قالته في العاصمة الأردنية عمان، من أن “سكان غزة يقبعون منذ 41 عاما تحت الاحتلال، وأنهم يعيشون منذ 18 شهرا تحت الحصار”، والتي تساءلت عن أن الرسالة الموجهة للعالم اليوم تتمثل في أنه “إما أن إعلان حقوق الإنسان ليس إعلانا عالميا، أو أن سكان غزة ليسوا بشرا بما يكفي لكي يستحقون أن تطبق عليهم تلك الحقوق العالمية”.

محمد شريف – سويس انفو – جنيف

الامم المتحدة (رويترز) – قال مسؤول بالامم المتحدة في قطاع غزة ان المدرسة التي قتلت قذائف دبابات اسرائيلية عشرات الفلسطينيين بالقرب منها يوم الثلاثاء 6 يناير 2009 معلمة بوضوح بعلم للامم المتحدة وانه تم ابلاغ السلطات الاسرائيلية بموقعها.

وقال جون جينج مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة ان عدد ضحايا الهجوم الاسرائيلي قرب المدرسة الواقعة في مخيم جباليا للاجئين يبلغ 30 قتيلا و55 مصابا. وكان مسؤولون طبيون في الموقع قد ذكروا أن أكثر من 40 شخصا قتلوا.

وأبلغ جينج الصحفيين في مقر الامم المتحدة من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة من غزة أن ثلاث قذائف مدفعية سقطت في محيط المدرسة التي كان 350 شخصا يحتمون بها.

وقال ان أونروا تزود الجيش الاسرائيلي بانتظام بالاحداثيات الجغرافية الدقيقة لمواقع منشاتها وان المدرسة تقع في منطقة آهلة بالسكان. واضاف “بالطبع كان سيسقط حتما عدد كبير من القتلى والجرحى اذا سقطت قذائف مدفعية في تلك المنطقة”. وتابع أنه لا يزال يجري تقدير عدد الضحايا لكن أحدث الاحصاءات تفيد بمقتل 30 شخصا وإصابة 55 خمسة منهم على الأقل في حالة حرجة.

وقال الجيش الاسرائيلي ان قواته أطلقت قذائف مورتر على مدرسة الفاخورة ردا على اطلاق قذائف من مبنى المدرسة. وأضاف متحدث باسم الجيش “التحقيقات الاولية.. تظهر أن قذائف مورتر انطلقت من خارج المدرسة على القوات الاسرائيلية.. وردا على ذلك أطلقت القوات عددا من قذائف المورتر على المنطقة.”

وردا على سؤال بشأن ما اذا كان نشطاء حماس متواجدين بمنطقة المدرسة وقت الهجوم قال جينج ان المنطقة شهدت اشتباكات “ولذلك فهناك نشاط كثيف للجيش (الاسرائيلي) والنشطاء بالمنطقة”.

وقال ان موظفي الامم المتحدة دققوا مع الفلسطينيين الساعين للجوء الى منشات المنظمة للتأكد من عدم استغلال النشطاء لها. وأضاف “لم نرصد حتى الان انتهاكات من جانب النشطاء لمنشاتنا”. وأضاف أن ضربة جوية اسرائيلية منفصلة قرب مدرسة أخرى تابعة لاونروا أودت بحياة ثلاثة فلسطينيين بمنطقة لم تشهد اشتباكات وقت الضربة الاسرائيلية.

وقال انه في صباح يوم الثلاثاء 6 يناير اصابت نيران اسرائيلية مبنى مجاورا لمركز طبي تابع للامم المتحدة مما أسفر عن اصابة سبعة موظفين وثلاثة مرضى بالمركز.

وتابع أن قذيفة اسرائيلية أخرى سقطت بالقرب من مدرسة ثالثة تابعة للامم المتحدة يوم الثلاثاء لكنها كانت خاوية. ودعا الى اجراء تحقيق مستقل في الضربات القريبة من منشات الامم المتحدة.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 6 يناير 2009)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية