The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

ترامب حضر للقاء بوتين باحثا عن انجاز وعاد بتراجعٍ عن مواقفه

afp_tickers

أراد الرئيس الأميركي لقمته مع نظيره الروسي أن تحقق اختراقا دبلوماسيا قد يؤدي لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ولكن بعدما حبس العالم أنفاسه وتوجهت الأنظار إلى ألاسكا، يبدو أن دونالد ترامب، وليس فلاديمير بوتين، هو من تراجع عن مواقفه.

لم يخف بوتين ابتسامته فيما وطأت قدماه أرض دولة غربية للمرة الأولى منذ أطلق غزو أوكرانيا عام 2022. وبعد محادثاته مع ترامب في قاعدة إلمندورف ريتشاردسون العسكرية، بدا أنه لم يتراجع عن مواقفه بشأن الحرب.

وفي مؤتمر صحافي مشترك تلا اللقاء وانتهى من دون السماح للصحافيين بطرح أسئلة، حذّر بوتين كييف والعواصم الأوروبية من أي “محاولات لتعطيل التقدم الناشئ من خلال الاستفزازات أو المكائد الخفية” بعدما أكد التوصل الى “تفاهم” مع نظيره الأميركي. 

ودعا بوتين إلى أخذ “المخاوف المشروعة” لروسيا في الاعتبار.

من ناحيته أكد ترامب الذي يقدم نفسه كصانع صفقات ماهر، أنه لم يتم التوصل لاتفاق، مشيرا إلى أن الاجتماع كان “مثمرا جدا” وأنه تم التفاهم على “العديد من النقاط.. لم يتبق فقط سوى عدد قليل جدا، بعضها ليس بتلك الأهمية” دون أن يحدد ماهيتها.

ولكن بعد عودته إلى واشنطن، كتب ترامب على منصته تروث سوشال أن أفضل طريق لإنها الحرب “المروعة” هو “الذهاب مباشرة إلى اتفاق سلام من شأنه أن ينهي الحرب، وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار لا يصمد في كثير من الأحيان”. 

وتحاول إدارة ترامب منذ أشهر الدفع باتجاه وقف لإطلاق النار، وهو مقترح وافق عليه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بضغط أميركي، بينما رفض بوتين اقتراحات الهدنة مرارا، مكثفا الهجمات على أوكرانيا سعيا لتحقيق مكاسب ميدانية. 

– إطراء –

وتعهّد ترامب أن يكون حازما في لقائه مع بوتين هذه المرة، بعدما تعرض لانتقادات على خلفية ظهوره الضعيف خلال قمتهما الأخيرة في هلسنكي عام 2018.

لكن بوتين وجد طريقه للثناء على الرئيس الأميركي مجددا، حين قال له أمام الصحافيين إن الحرب في أوكرانيا، والتي أطلقها الرئيس الروسي بنفسه، لم تكن لتقع لو كان ترامب رئيسا للبيت الأبيض، عوضا عن سلفه الديموقراطي جو بايدن.

ولطالما أثار الرئيس الجمهوري هذه النقطة منذ عودته الى البيت الأبيض مطلع العام الحالي.

من جانبه أعرب ترامب عن أسفه للتأثير السيئ على العلاقات بين البلدين لما سماه “خدعة” استخلاص أجهزة الاستخبارات الأميركية بأن روسيا تدخلت لصالحه في انتخابات الرئاسة لعام 2016.

وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز، قال ترامب إن النظام الانتخابي الأميركي كان من أهم النقاط التي أثارها بوتين خلال المحادثات.

وأوضح ترامب أن بوتين الذي يحكم روسيا منذ 25 عاما وفاز بنسبة 88 في المئة في انتخابات العام الماضي، أثار مخاطر نظام الاقتراع بالبريد، مشككا في صحة نتائج اقتراع عام 2020 التي خسرها ترامب أمام بايدن.

ولم تجد السلطات الانتخابية والخبراء في الولايات المتحدة أي دليل على حدوث تزوير واسع النطاق في بطاقات الاقتراع بالبريد عام 2020، والتي رفض ترامب الاعتراف بنتائجها، على نحو غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة.  

– لننتظر ونرَ –

لم يخف خصوم ترامب الديموقراطيون غضبهم من عدم تحقيق أي اختراق في القمة، معتبرين أنها لم تؤدِ إلا إلى تطبيع العلاقات مع بوتين الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه على خلفية حرب أوكرانيا.

ويرى غريغوري ميكس، كبير الديموقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، أن ترامب “أضفى الشرعية على العدوان الروسي وغسل جرائم الحرب التي ارتكبها بوتين” من خلال بسط السجادة الحمراء له لدى وصوله الى مكان عقد القمة.

وأضاف “هذا أمر مشين”.

ويرى خبراء أنه من المبكر الحكم على نتائج القمة، اذ لم يتم كشف كل ما تمت مناقشته خلف الأبواب المغلقة.

ومن المقرر أن يستقبل ترامب زيلينسكي في البيت الأبيض الاثنين.

وقالت جينيفر كافاناه، مديرة الأبحاث العسكرية في مؤسسة “ديفينس برايوريتيز”، إنه ثبت أن منتقدي ترامب الذين كانوا يخشون قيامه “بتسليم أوكرانيا لبوتين أو إجبار كييف على الاستسلام”، كانوا على خطأ.

أضافت “تركيز ترامب كان ولا يزال منصبا على إعادة بوتين لطاولة المفاوضات. هو يستحق الثناء وليس الإدانة على جهوده التي بذلها حتى الآن”.

من جهتها، رأت الباحثة في مؤسسة “جيرمان مارشال فاند” كريستين بيرزينا، أن “بوتين حقق انتصارا بحضوره (القمة)، بينما أتاح ظهور ترامب المتوتر وكلماته القليلة، المجال لبوتين للسيطرة على السردية”.

وتابعت “رغم حبه للظهور، سمح ترامب لبوتين على غير العادة بأن يكون نجم ما كان ينبغي أن يكون عرضا لترامب”.

شت/مد/لم/كام

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية