The Swiss voice in the world since 1935

تظاهرات جديدة في هونغ كونغ وبكين تندد ب”القوى الغاشمة”

متظاهرون مؤيدون للديموقراطية في أحد احياء هونغ كونغ في 4 آب/اغسطس 2019 afp_tickers

نشبت مساء الأحد مواجهات بين متظاهرين مدافعين عن الديموقراطية وشرطة مكافحة الشغب في هونغ كونغ، في حين توعدت بكين بعدم الوقوف “مكتوفة الايدي” بمواجهة “قوى غاشمة” تعتبر أنها تهدد الوحدة الوطنية.

وتشهد هذه المدينة الضخمة الواقعة في جنوب الصين أسوأ أزمة سياسية لها منذ أعادتها لندن الى الصين عام1997، ناتجة من تظاهرات كثيفة متواصلة منذ نحو شهرين خصوصا خلال عطلات نهاية الاسبوع، وغالبا ما تتخللها مواجهات بين مجموعات متشددة وقوى الامن.

ومساء الاحد، وقعت المواجهات الاخطر في حي كوزواي باي المعروف بمتاجره الفاخرة. واحتل الاف المحتجين الطرق واقاموا حواجز. وعمدت شرطة مكافحة الشغب الى استخدام الغاز المسيل للدموع لوقت قصير لتفريق الحشد في حي شونغ وان الراقي في جزيرة هونغ كونغ.

وقالت الحكومة المحلية في بيان مساء ان “التدمير المجاني للسلام العام والهجمات العنيفة على الشرطة ستضر بالمجتمع والاقتصاد في هونغ كونغ وبوسائل عيش شعبنا”.

وبعد المواجهات مساء السبت بين محتجين متطرفين وعناصر الشرطة، هاجمت وكالة انباء الصين الجديدة “القوى الغاشمة” التي تهدد أسس مبدأ “بلد واحد ونظامين”.

وحذرت الوكالة من ان “الحكومة المركزية لن تبقى مكتوفة الايدي ولن تسمح باستمرار هذا الوضع”.

واعتقل أكثر من 200 متظاهر خلال الأسابيع القليلة الماضية وجهت اتهامات الى العشرات منهم بالمشاركة في أعمال شغب، وهي تهمة يمكن أن يحكم المدان فيها بالسجن عشر سنوات.

-“القلق أكثر من التفاؤل-

وبدا المتظاهرون خلال اليومين الماضيين أكثر مرونة في تحركاتهم. وقال بعضهم أنه من الضروري “ان نكون مثل المياه” مشيرين الى فلسفة لاعب الكاراتيه الشهير من هونغ كونغ بروس لي، بهدف الإفلات من قبضة قوات الأمن.

وفي انتظار اضراب عام مقرر الاثنين، شارك الاف الاشخاص ايضا بعد ظهر الاحد في تظاهرتين، واحدة في حي تسونغ كوان أو (شرق) والثانية في كينيدي تاون (غرب).

وسارع المتظاهرون الى إقفال الطرقات، وقامت مجموعات صغيرة منهم برمي المقذوفات على مقر للشرطة فحطموا عددا من زجاج نوافذه. كما قام عدد منهم بإقفال نفق يتيح الوصول الى جزيرة هونغ كونغ للمرة الثالثة خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالية.

وقالت فلورنس تونغ المحامية المتدرجة (22 عاما) اثناء تظاهرة في حي تسونغ كوان او السكني “أشعر بالقلق اكثر مما اشعر بالتفاؤل”.

واضافت “لدينا انطباع انه ايا يكن العدد، لا نستطيع تغيير حكومتنا”، مشيرة بذلك الى ان مسؤولي الحكومة لا ينتخبون بالاقتراع العام.

من جهته، اكد كاي هو (41 عاما) انه لا يوافق على الاساليب العنيفة للفئة الاكثر تطرفا من المتظاهرين، لكنه قال انه يتفق مع اهدافهم العامة.

واضاف “لا يوافق الجميع على تصرفاتهم المتطرفة، لكن هدفهم بسيط: إنهم يريدون جعل هونغ كونغ مكانا أفضل”.

-شريط فيديو تهديدي-

ومساء السبت، كان حي تسيم شا تسوي، الكائن في الطرف الجنوبي من كولون قبالة جزيرة هونغ كونغ، مسرحا لمواجهات.

وأطلقت الشرطة عددا كبيرا من قنابل الغاز المسيل للدموع أمام مقر للشرطة، فردت بذلك المتظاهرين في هذه المنطقة التي عادة ما يقصدها المتسكعون والسياح الذين يغزون مراكزها التجارية.

وقد بدأت التعبئة في أوائل حزيران/يونيو ضد مشروع قانون تم تعليقه الآن – يضفي الشرعية على عمليات تسليم المطلوبين إلى الصين.

ومذاك، اتسعت المطالب لتشمل التنديد بتراجع الحريات في المستعمرة البريطانية السابقة أو المطالبة باصلاحات ديموقراطية.

وبموجب مبدأ “دولة واحدة ونظامان”، تتمتع هونغ كونغ حتى 2047 بحرية غير متوافرة في بقية انحاء البلاد. لكن عددا متزايدا من الأصوات يعرب عن القلق من انتهاك بكين لهذا الاتفاق والسعي لتعزيز قبضتها على هذه المنطقة.

ووجهت حامية تابعة لجيش التحرير الصيني تتخذ من هونغ كونغ مقرا، تحذيرا عبر شريط فيديو ركز على قدرات هذا الجيش على التدخل إذا دعت الحاجة.

كما أن شعبية الشرطة في هونغ كونغ تسجل تراجعا قياسيا. وترفض السلطات أن يكون هناك استخدام مفرط للقوة مشيرة الى تعاملها مع مجموعات متطرفة.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية