الأبحاث العلمية والتطوير
بفضل جامعاتها الاثني عشر ومعهديْها التكنولوجيين البارزين، تتصدر سويسرا مسار الأبحاث العلمية في العديد من المجالات.
من جهة أخرى، تدعم الحكومة الفدرالية الأبحاث الأكاديمية من خلال الصندوق الوطني السويسري للبحث العلمي الذي يُموّل برامج الأبحاث ويضع الخطوط العريضة لسياسات البحث العلمي الطويلة المدى.
الصندوق الوطني السويسري للبحث العلمي
يقوم الصندوق الوطني السويسري للبحث العلميرابط خارجي بالإشراف على مشاريع البحث العلمي الطويلة المدى عبر استخدام آلية “مراكز الخبرة الوطنية في مجال البحث”رابط خارجي.
هذه المراكز تعتمد مشاريع بحثية طويلة المدى في مجالات تتسم بأهمية استراتيجية لتطوير العلوم في سويسرا ولاقتصاد البلد وللمجتمع السويسري.
يُوجد موقع القيادة لكل مركز خبرة في مجال البحث في جامعة أو مؤسسة عليا أخرى، ويُسمى “بيت القيادة” ويضم في صفوفه شبكة من الباحثين الآخرين العاملين في شتى أنحاء سويسرا.
المطلوب من مراكز الخبرة تقديم أعمال بحثية ذات جودة عالية تحظى بالإعتراف على المستوى الدولي إضافة إلى تأمين عملية نقل المعارف والتكنولوجيا وتدريب العلماء والباحثين الشبان وتشجيع الباحثات.
في الوقت الحاضر، يشتمل البرنامج الذي أطلق في عام 2001، على 28 مركز خبرة وطني في مجالات البحث في علوم الحياة، والبيئة والإستدامة، والتكنولوجيا، وتكنولوجيا المعلومات والإتصال، والعلوم الإجتماعية والإنسانيات.
المزيد
احتفاءٌ بمركز رائد في مجال فيزياء الجُسيْمات
الأبحاث والتطوير
لا تقل سويسرا عن غيرها من الدول الغربية الصناعية في مجال الأبحاث والتطوير، بل تمتاز عن غيرها باعتبار أن القطاع الخاص يضطلع بتمويل النسبة الأكبر (68 ٪) من هذه الأبحاث. كما أن ما نسبته (80 ٪) من المبالغ المحددة من قبل شركات القطاع الخاص للأبحاث والتنمية تتركز في ثلاثة ميادين وهي: الكيمياء والأدوية ، وآلات الصناعة والتعدين، والإلكترونيات.
تستحوذ المعاهد العليا المختصة بالعلوم الدقيقة والعلوم الطبيعية على النسبة الكبرى من الدراسات والأبحاث ، ولديها القدرات المالية والطاقات البشرية. ويناط بها كذلك مواكبة التكنولوجيا العلمية، والتقنية الطبية ، فضلا عن البحوث في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية.
في المتوسط، تنفق سويسرا 2,7٪ من ناتجها المحلي الإجمالي على البحث والتنمية. وتعتبر سويسرا من الدول الأوروبية الرائدة في هذا المجال. ففي عام 2000، أنفقت سويسرا في مجال البحث والتطوير أكثر من 10,7 مليار فرنك سويسري، ساهم فيها القطاع الخاص بنسبة 74٪ وساهمت المعاهد التقنية العليا بنسبة 24٪، بينما ساهمت الحكومة الفدرالية وغيرها من المنظمات بالباقي، وهو 3٪.
تتوفّـر سويسرا على معهدين تقنيين فدراليين. الأول في زيورخ (EPFZ) والثاني في لوزان (EPFL). احتفل المعهد التقني الفدرالي العالي في زيورخ في عام 2005 بمرور 150 عاما على تأسيسه. أما بدايات معهد لوزان، فتعود إلى عام 1853، إلا أن هذا الأخير لم يتحوّل إلى معهد تقني فدرالي عالٍ، إلا في عام 1969 بعد أن فُـصل عن جامعة لوزان. ويعتبر المعهدان، في الطليعة على المستوى الوطني والدولي في مجال العلوم والتكنولوجيا. وعلى عكس الجامعات التي تخضع لإشراف الكانتونات، يخضع المعهدان لإشراف مباشر من طرف الكنفدرالية.
معاهِـد استحقت جائزة نوبل
تُركز المعاهد التقنية الفدرالية العليا في سويسرا أنشطتها في مجال التكنولوجيا الرفيعة. وقد أحرزت قصب السبق العالمي في مجال الأبحاث الأساسية والتطبيقية والتخصصية. وفي عام 2002، مُنحت جائزة نوبل في الكيمياء لثلاثة أساتذة، كان السويسري كورت فوتريخ، الأستاذ في المعهد التقني الفدرالي العالي في زيورخ واحدا منهم.
يُـدرِّس المعهد التقني الفدرالي العالي في لوزان، الهندسة: (المعمارية والمدنية والبيئية والكيمياء والرياضيات والفيزياء والكهربائية والإلكترونية والميكانيكية والدقيقة وكيمياء المواد) وأنظمة الاتصالات وعلوم الكمبيوتر وعلوم الحياة والعلوم الإنسانية والاجتماعية وهندسة الاقتصاد.
المعهد التقني الفدرالي العالي في زيورخ، يُدرّس الهندسة: (المعمارية والمدنية والبيئية والكهربائية والميكانيكية والدقيقة) والعلوم: (الزراعية والأغذية والبيئة والأرض والكمبيوتر والإنسانية والمواد والاجتماعية) والرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء والإنتاج الصناعي .
معاهد أبحاث عريقة
وكما هو متوقَع، فإن سويسرا هي مهد للعديد من معاهد البحث المتخصصة في شؤون الجبال، ومنها على سبيل المثال معهد دراسات الثلوج والانهيارات الجليدية في مدينة دافوس، والذي هو جزء من المعهد الفدرالي السويسري للدراسات المختصة بالغابات والثلوج والطبيعية.
يوجد المعهد الفدرالي للأبحاث حول الثلوج والغابات والمناظر الطبيعية في مدينة “بيرمنسدورف”، التابعة لكانتون زيورخ وفي مدينة “دافوس” بكانتون غراوبوندن، ويقوم علماؤه بإجراء الدراسات والبحوث حول الثلوج والغلاف الجوي والانهيارات الجليدية والأخطار الطبيعية الأخرى، وحول الأنظمة الصقيعية والبيئية لجبال الألب، وتطوير التطبيقات العملية.
يهتم معهد بول شيرير الذي يوجد في مدينة فيلّيغِن، التابعة لكانتون آرغاو بشكل رئيسي بمجالات الطاقة النووية وغير النووية ومجال البيئة فيما يتعلق بالطاقة. ومن أجل ذلك، قام المعهد بإنشاء وتطوير وإدارة مراكز للأبحاث على مستوى عالٍ من الخِـبرة والكفاءة العلمية والمهنية.
يوجد مركز الفحص الفدرالي لاختبار المواد والأبحاث في كل من مدينة “دوبندورف”، التابعة لكانتون زيورخ، ومدينة “سانت – غالن” ومدينة “تون”، التابعة لكانتون برن.
يوجد المعهد الفدرالي السويسري للعلوم والتكنولوجيا في مجال المياه في مدينة “دوبندورف” من كانتون زيورخ وفي مدينة “كاستانيين بوم” في كانتون لوتسرن.
وفي مدينة دافوس بكانتون غراوبوندن، يوجد معهد بحوث الثلج والإنهيارات الثلجيةرابط خارجي (SLF).
يقع المختبر الأوروبي لفيزياء الجسيمات (سيرن) بالقرب من مدينة جنيف، يتيح للعلماء ولفرق البحث فرصة دراسة الجسيمات الأولى التي تشكل منها الكون، حيث هيأ المختبر نظاما لتسريع الجزيئات إلى ما يقرب من سرعة الضوء ثم جعلها تتصادم. ومسرعات الجسيمات هذه، عبارة عن أنفاق دائرية مبنية تحت الأرض. وفي عام 2008 تم بناء مُصادم هادرون الكبير في محاولة لفهم كيف يمكن للجسيمات الوصول إلى كتلها (أحجامها). ومما يلفت الأنظار في المختبر – عدا عن أبحاثه – تطويره لشبكة اتصالات عالمية تتيح للعلماء سهولة ويسر التواصل فيما بينهم.
أنشئ المختبر الأوروبي لشركة آي بي إم منذ عام 1956، في مدينة روشليكون بالقرب من زيورخ، ويتبع للشركة الأمريكية العالمية العملاقة، وتعمل فيه كوادر متخصصة وفرق بحث من مختلف البلدان الأوروبية.
بيوت الخِـبرة السويسرية
أنشأت سويسرا شبكة اتصالات حول العالم للاستشارة العلمية تعرف باسم “البيوت السويسرية” أو “الإتصالات السويسرية swissnex”، تكرس جهدها في إبراز الأبحاث السويسرية. وقد أسست شبكتها الأولي في مدينة بوسطن الأمريكية في عام 2000، والثانية في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية في عام 2003، والثالثة في سنغافورة (أغلق في موفى عام 2015 بعد أن افتتح سنة 2004)، وبعد افتتاح فرع للشبكة في شنغهاي في الصين، يجري الاستعداد لفتح فرع آخر في بنغالور بالهند.
لا تهدف هذه المراكز إلى تشجيع العلم والبحث فحسب، بل أيضا إلى تشجيع تجارة التكنولوجيا الفائقة، كما تنظم التبادل والتعاون العلمي بين الجامعات، وتساعد الأكاديميين في المؤسسات العلمية السويسرية على حضور المعارض التعليمية المحلية وتنظيم عروض علمية تجمع البحوث السويسرية.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.