مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تهديد انفلونزا الطيور يقتربُ من سويسرا

تم مؤخرا اكتشاف طيور مصابة بالفيروس الفتاك في ايطاليا وألمانيا واليونان وحالات إصابة مشبوهة في النمسا وسلوفينا على بعد مئات الكيلومترات فقط من الحدود السويسرية Keystone

قررت الحكومة السويسرية عزل الدواجن مجددا اعتبارا من يوم الإثنين 20 فبراير الجاري ولمدة غير محددة، بعد اكتشاف طيور برية ميتة في دول مجاورة جراء إصابتها بفيروس انفلونزا الطيور.

وشددت الحكومة على أن الفيروس هو الآن “بصدد الاستقرار بشكل دائم في مناطقنا ويجب على سويسرا أن تكون مستعدة لمواجهة هذا التهديد لسنوات”.

أصدرت وزارة الاقتصاد السويسرية يوم الأربعاء 15 فبراير الجاري في برن بيانا أعلن فيه قرار الحكومة السويسرية عزل الدواجن مُجددا في كافة مناطق الكنفدرالية، اعتبارا من الإثنين 20 فبراير الجاري إلى إشعار آخر.

وأوضحت الحكومة أنه يتعين تطويق الدواجن في مواقع مُسَورة مُغطاة بأسقف، وتـَلُـفّها حواجز شبكية للحيلولة دون دخول الطيور البرية التي يمكن أن تنقل فيروس انفلونزا الطيور إلى الدواجن السويسرية.

كما شددت الحكومة الفدرالية على أن انفلونزا الطيور “بصدد الاستقرار بشكل دائم في مناطقنا ويجب على سويسرا أن تكون مستعدة لمواجهة هذا التهديد لسنوات”. وأضاف البيان أن “هذا الخطر الدائم يدعو إلى اتخاذ إجراءات حماية دائمة”.

وحرصت الحكومة على عدم إثارة الذعر في البلاد، إذ أوضحت أن “سكان سويسرا لا يواجهون حاليا أي خطر مباشر”. وأكدت أنه طالما لا ينتشر الفيروس من شخص إلى آخر، فلا يوجد خطر انتشار وباء عام.

وكانت سويسرا قد قررت في 25 أكتوبر الماضي منع ترك الدواجن في الهواء الطلق قبل أن ترفع ذلك الحظر يوم 16 ديسمبر الماضي، بعدما استنتجت عدم وجود سلالة فيروس انفلونزا الطيور القاتلة H5N1 في أوروبا الشرقية آنذاك.

وواصلت برن إلى نهاية يناير الماضي برنامج مراقبة الطيور المهاجرة العابرة لسويسرا، لكن لم تعثر على أي اثر لسلالة الفيروس بعد شهرين من التجارب التي تمت على 800 طيرا على الأقل.

قـرارٌ صائب.. صعبُ التطبيق .. ومُكلف

وذكر البيان الصادر وزارة الاقتصاد السويسرية بأن حالات الإصابة بانفلونزا الطيور ازدادت خطورة خلال الأيام الأخيرة في العالم بأسره، إذ تم اكتشاف طيور برية مصابة بالفيروس في كل من ايطاليا وألمانيا واليونان، وحالات مشتبهة أعلن عنها مؤخرا في النمسا وسلوفينيا، على بعد مئات الكيلومترات فقط من الحدود السويسرية.

كما نوه البيان إلى ظهور الفيروس أيضا في القارة السمراء حيث سجلت أول حالة إصابة في نيجيريا في منطقة تُحلق منها الطيور المهاجرة في فصل الربيع باتجاه سويسرا. لذلك تخشى السلطات السويسرية نقل الطيور البرية للفيروس إلى سويسرا قريبا. وهو احتمال وارد حسب الحكومة الفدرالية.

وفي هذا السياق، أوضح رئيس الجمعية السويسرية للأطباء البيطريين في الكانتونات، بيير فرانسوا غوبا، أن أول الطيور المهاجرة العائدة من إفريقيا – وخاصة في نيجيريا حيث تم الكشف عن سلالة الفيروس الفتاكة – قد تصل إلى سويسرا في نهاية فبراير الجاري، مشددا على ضرورة عزل الدواجن لمدة شهرين على الأقل.

وفي تصريحات لصحيفتي “إكسبريس” و”أمبارسيال” السويسريتين، قال السيد غوبا “إن الطيور المهاجرة ستصل إلى هنا بموجات متتابعة لمدة عدة أسابيع”.

وشدد المسؤول على أنه سيصعب تطبيق حبس الدواجن بسبب حلول الربيع، لأن الطيور تميل إلى الخروج إلى الهواء الطلق وتحتاج إلى ذلك التغيير.

من ناحيتها، أعربت جمعية مربيي الدواجن في سويسرا عن ارتياحها لقرار الحكومة مؤكدة أنه يتعين تطبيق الإجراءات الاحتياطية بدون تأخير.

أما المنظمة السويسرية لحماية الطيور، فأكدت بدورها اعتزامها تطبيق تعاليم الحكومة، لكنها أعربت عن الأسف للتكاليف الإضافية المترتبة عن إجراء عزل الدواجن، ودعت السلطات إلى إعداد استراتيجية وقائية على المدى البعيد.

ترصُّد دائـم وتعليمات وقائية

وفضلا عن عزل الدواجن، ستتخذ السلطات السويسرية جملة من الإجراءات الوقائية من ضمنها إعداد المكتب البيطري الفدرالي لنظام ترصد دائم للكشف عن المرض لدى الطيور البرية.

كما ستنطلق في كانتون تيشينو الجنوبي المجاور لإيطاليا برنامج مراقبة طيور الجواثيم وطيور الماء ابتداء من منتصف مارس القادم.

وفضلا عن عزل الدواجن، ستتخذ السلطات السويسرية جملة من الإجراءات الوقائية، من ضمنها إعداد المكتب البيطري الفدرالي لنظام ترصد دائم للكشف عن المرض لدى الطيور البرية.

كما سينطلق في كانتون تيشينو الجنوبي المجاور لإيطاليا برنامج مراقبة طيور الجواثيم وطيور الماء ابتداء من منتصف مارس القادم.

وعلى مستوى حظر استيراد المواد المصنوعة من الدواجن من البلدان التي تأكدت فيها الإصابة بانفلونزا الطيور، قررت السلطات السويسرية الإبقاء على ذلك الحظر بطبيعة الحال.

كما تم تذكير المسافرين بعدم حمل طيور حية أو دواجن أو منتجات مصنوعة من الدواجن من آسيا وإفريقيا والدول المُتضررة.

وورد في قائمة التعاليم التي وجهتها السلطات الفدرالية إلى سكان سويسرا تفادي أي اتصال مُباشر بالدواجن، والامتناع عن زيارة أماكن تربية الدواجن أو أسواق الطيور، وغسل الأيدي مرارا بالصابون، واستهلاك وجبات مطهية جيدا، وعدم لمس أي طير بري يُعثر عليه ميتا دون ارتداء قفازات.

وخلال الأسبوعين اللذين يليان عودة المسافر إلى سويسرا، يجب أن يتفادى زيارة مواقع تربية الدواجن والطيور.

بروكسل تتحرك لمواجهة الجائحة الحيوانية

وذكرت الحكومة في البيان الصادر يوم الأربعاء أن “انفلونزا الطيور هي جائحة حيوانية تصيب أساسا الدواجن والطيور، وأن الإنسان لا يصاب بها إلا إذا كان على اتصال مباشر بالطير المريض”.

كما نوهت إلى أن السفر إلى المناطق المتضررة لا يمثل خطرا إذا ما احترم المسافر للقواعد الاحتراسية خلال مدة إقامته في تلك البلدان.

يشار في الأخير إلى أن خبراء الصحة الحيوانية في الاتحاد الأوروبي وافقوا يوم 15 فبراير الجاري أيضا في بروكسل على مخطط يقترح منح مساعدات إضافية في مجال مراقبة الطيور البرية، وتعزيز الحظر على الريش الذي لم يخضع للمعالجة، وذلك ضمن الإجراءات الوقائية في دول الاتحاد الخمس والعشرين.

من جهتها، أعلنت المفوضية الأوروبية في بروكسل أن السلطات البلغارية أبلغتها بالعثور على ثلاث إوزات ميتة جراء الإصابة بفيروس انفلونزا الطيور H5 في جنوب هنغاريا. وأوضحت المفوضية في بيان صدر بعد ظهر الأربعاء 15 فبراير أن عينات من الطيور الميتة سترسل إلى مختبر “فيبريك” البريطاني، وهو مختبر مرجعي في مجال انفلونزا الطيور في دول الاتحاد الأوروبي، لمعرفة ما إذا كان ذلك الفيروس من سلالة الفيروس الفتاكة H5N1.

سويس انفو مع الوكالات

منذ بداية عام 2003، قتلت سلالة فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 ما لا يقل عن 91 شخصا معظمهم في آسيا، حسب معطيات منظمة الصحة العالمية.
وصل الفيروس العام الماضي إلى تركيا ورومانيا وكرواتيا.
في بداية فبراير الجاري، سُجلت أولى حالات الإصابة في إفريقيا (نيجيريا).
أعلنت خمس دول من الاتحاد الأوروبي عن اكتشاف حالات إصابة بالفيروس وهي: إيطاليا، اليونان، بلغاريا، ألمانيا والنمسا.

من 26 أكتوبر إلى 16 ديسمبر 2005، منعت سويسرا ترك الدواجن في الهواء الطلق.
خلال نفس الفترة، تم تحليل 800 عينة من طيور مهاجرة، ولم يتم اكتشاف أي أثر لفيروس إنفلونزا الطيور.
حظرت سويسرا أيضا استيراد منتجات الدجاج من الدول التي تأكدت فيها حالات إصابة بانفلونزا الطيور، كما تم تعزيز مراقبة المطارات.
خزنت السلطات أيضا كميات من دواء تاميفلو المضاد لانفلونزا الطيور تكفي لمعالجة ربع سكان سويسرا الذين يبلغ عددهم الإجمالي 7,4 مليون نسمة.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية