مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إفريقيا تسجل أول حالة أنفلونزا الطيور

تخشى السلطات الصحية في سويسرا من انتقال الإصابة بإنفلونزا الطيور عن طريق الطيور المهاجرة لدى عودتها من القارة الإفريقية Keystone

أعربت منظمة الصحة العالمية عن القلق من ظهور حالات إصابة بمرض أنفلونزا الطيور في نيجيريا في وقت تعاني منه القارة السمراء من انتشار مرض نقص المناعة المكتسب.

وبظهور هذه الحالة، أعربت سويسرا عن الاستعداد لاتخاذ إجراءات لمواجهة موجة الهجرة العكسية للطيور من افريقيا الى روسيا مرورا بالتراب السويسري.

بعد التأكد من حالة إصابة بين الطيور في نيجيريا بمرض انفلونزا الطيور وبالاخص بفيروس H5N1، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية مساء الخميس 9 فبراير عن “قلق المنظمة لظهور أول حالة من هذا المرض فوق التراب الإفريقي”.

ومما يزيد من قلق منظمة الصحة العالمية هو أن القارة السمراء تعاني أساسا وبشكل كبير من انتشار مرض فتاك آخر هو مرض نقص المناعة المكتسب إيدز أو سيدا.

التعجيل بالتوعية

وفي أول خطوة ترى منظمة الصحة العالمية أن ما يجب القيام به على وجه السرعة، هو ضرورة توعية الجمهور لخطر الاتصال المباشر بالطيور المريضة او المصابة بفيروس H5N1.

وترى منظمة الصحة العالمية أن تجربة البلدان الآسيوية وبالأخص تجربة تركيا تظهر جليا مدى نجاعة التوعية المبكرة للجمهور في تفادي اتساع رقعة انتشار المرض. ويجب ان تركز هذه التوعية ، كما ترى منظمة الصحة العالمية، على توضيح مخاطر جزر واستهلاك طيور مريضة على حياة الإنسان. كما يتطلب الأمر ممن يسهرون على تربية الدواجن أن يحموا أنفسهم بملابس واقية.

وقد عرضت منظمة الصحة العالمية على حكومة نيجيريا إمكانية استخدام شبكات التطعيم ضد الشلل لتوعية الجمهور ضد مرض أنفلونزا الطيور عند المرور من بيت لبيت.

كما غادر جنيف يوم السبت 11 فبراير فريق من سبعة أخصائيين من منظمة الصحة العالمية باتجاه نيجيريا لمعاينة الوضع ومحاولة تحديد مدى خطورة انتقال المرض من الدواجن للإنسان.

وجدير بالذكر ان نيجيريا أكدت وجود بؤر إصابة بمرض أنفلونزا الطيور من طراز فيروس H5N1. ولكن لم يتم لحد الآن تسجيل أية حالة إصابة بشرية في البلاد.

مخاوف واحتياطات في سويسرا

ظهور أول حالة إصابة بمرض إنفلونزا الطيور في إفريقيا، ولجوء السلطات النيجيرية الى إبادة أكثر من 100 الف من الدواجن للقضاء على بؤر المرض، دفع السلطات الصحية في سويسرا إلى التفكير في اتخاذ الاحتياطات الضرورية للوقاية من الإصابة.

وفي معرض شرحها للقرار، أوضحت السيدة كاتي ماري، الناطقة باسم المكتب الفدرالي للطب البيطري، في حديث خصت به سويس إنفو أن مرد ذلك يعود إلى أن “سويسرا تقع في طريق هجرة الطيور من الجنوب في اتجاه الشمال ابتداء من نهاية شهر فبراير الحالي او بداية شهر مارس القادم”.

وترى الناطقة باسم المكتب الفدرالي للطب البيطري بأن ذلك “سيدفعنا في سويسرا الى إعادة تقييم الإجراءات الوقائية وتعزيز إجراءات مراقبة الطيور المهاجرة عند مرورها عبر التراب السويسري”.

لكن هذه الطيور المهاجرة عند عودتها من إفريقيا باتجاه الدول الإسكندنافية أو روسيا تسجل عند عودتها توقفا فوق التراب السويسري أقل بكثير من توقفها في رحلة الإياب في فصل الخريف. وهو ما يدفع الخبراء إلى الإعتقاد بأن لا تكون هناك مخاطر كبرى.

لكن الناطقة باسم المكتب الفدرالي ترى أن القرار النهائي بخصوص الإجراءات التي يجب اتخاذها على المستوى السويسري قد تتخذ في موفى شهر فبراير. وكانت سويسرا قد فرضت في فترة الهجرة السابقة في فصل الخريف على كل مربي الدواجن عدم السماح بتركها طليقة في الهواء الطلق مخافة أن تختلط بالطيور المهاجرة وتنتقل إليها العدوى.

وصول أول شحنة للعراق

وفيما يتعلق بمجهودات منظمة الصحة العالمية لاحتواء انتشار مرض أنفلونزا الطيور في شمال العراق، أوضحت السيدة فضيلة الشايب الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية في جنيف في رد على سؤال لسويس إنفو، بأن “70 ألف حقنة من دواء تاميفلو، الدواء المضاد لإصابة الإنسان بمرض أنفلونزا الطيور، ينتظر وصولها يوم الجمعة 10 فبراير إلى بغداد على أن يتم نقلها الى مناطق كردستان العراق فيما بعد”.

وأشارت المتحدثة الى أن فريقا من منظمة الصحة العالمية يوجد حاليا في شمال العراق، “في المنطقة التي شهدت وفاة فتاة بفيروس أنفلونزا الطيور من نوع H5N1 والاشتباه في إصابة 17 أشخاص آخرين”.

هذا وقد تم نقل العينات إلى مخابر في كل من لندن والقاهرة “للتأكد من هذه الحالات”، حسبما أفادت به الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية.

سويس إنفو – محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية