The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

حماس تقول إنّها وافقت على “انطلاق المفاوضات” بشأن الرهائن “من دون وقف إطلاق نار” دائم

afp_tickers

أعلنت حركة حماس الأحد أنّها وافقت على التفاوض بشأن إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة “من دون وقف إطلاق نار” دائم، في وقت تتكثف فيه جهود الوساطة للتوصّل إلى هدنة في الحرب التي دخلت شهرها العاشر.

ومنذ أشهر، تواجه جهود قطر والولايات المتحدة ومصر، الدول الوسيطة بين الدولة العبرية والحركة الإسلامية الفلسطينية، عقبات في طريق التوصل إلى وقف لإطلاق النار في وقت يصرّ كلّ من الطرفَين على مطالبه. 

ويشدّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو على أنّ الحرب في غزة ستنتهي عندما “تتحقّق” كلّ أهدافها، بما في ذلك “القضاء” على حماس وتحرير كلّ الرهائن المحتجزين في القطاع.

وبعدما كانت حماس تشترط أن توافق إسرائيل على وقف كامل لإطلاق النار بشكل دائم لتخوض مفاوضات حول الرهائن، قال قيادي في الحركة لوكالة فرانس برس الأحد إنّ “هذه الخطوة تمّ تجاوزها”.

وأضاف أنّ “الوسطاء تعهّدوا بأنه طالما مفاوضات الأسرى مستمرة، يستمر وقف إطلاق النار”. 

ولفت إلى أنّ “حماس تتوقع أن تستغرق المفاوضات من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع في حال لم تعطّل إسرائيل مسار التفاوض كما المرّات السابقة”.

كذلك أوضح أنّ الحركة “أبلغت الوسطاء بأنها تريد إدخال المساعدات بكميات تصل إلى 400 شاحنة يومياً في المرحلة الأولى للاتفاق وتريد انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فلادلفيا ومعبر رفح”.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأحد أن “أي اتفاق سيسمح لإسرائيل بالعودة والقتال حتى تحقيق كلّ أهداف الحرب”.

وأضاف “ستعمل إسرائيل على ضمان إعادة أكبر عدد من الرهائن الأحياء من أسر حماس”.

وبينما أعلنت حماس الأربعاء عن “أفكار” جديدة لإنهاء الحرب وإعادة إطلاق المسار الدبلوماسي، أفاد مكتب نتانياهو بأنّ الدولة العبرية ستعاود “الأسبوع المقبل” إرسال موفديها إلى الدوحة لإحياء المفاوضات بشأن وقف للنار في القطاع، لافتاً إلى وجود “تباعد بين الجانبين”.

ويأتي ذلك فيما ذكرت قناة “القاهرة الإخبارية” المقربة من السلطات مساء السبت نقلاً عن مصدر رفيع المستوى، بأنّ مصر “تستضيف وفوداً إسرائيلية وأميركية للتباحث حول النقاط العالقة في اتفاق التهدئة بقطاع غزة”.

ولم يتمكّن الوسطاء حتى الآن من انتزاع إلّا هدنة واحدة من الطرفين في تشرين الثاني/نوفمبر سمحت بإطلاق سراح 80 رهينة لدى حركة حماس في مقابل الإفراج عن 240 معتقلاً فلسطينياً.

على الأرض ، تواصلت المعارك في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر الذي استُهدف الأحد بعمليات قصف وغارات إسرائيلية عنيفة.  

وأعلن الهلال الاحمر الفلسطيني الأحد مقتل ستة أشخاص، بينهم طفلان يبلغان من العمر ثلاث وأربع سنوات، في غارة إسرائيلية على منزل في الزوايدة وسط القطاع.

– “أصبحوا أشلاء” –

وقال سامي محمد لوكالة فرانس برس إنّه استيقظ عند انهيار المنزل عليهم. وأضاف “ركضت ووجدت أولاد أخي وأخي وزوجته قد انهار المنزل عليهم وأصبحوا أشلاء ودماؤهم على الأرض”. 

كذلك، قُتل تسعة فلسطينيين في ضربات استهدفت مباني في مدينة غزة (شمال)، وفقاً لمسعفين وللدفاع المدني في القطاع. 

وأفاد شهود عيان عن غارة للطيران الإسرائيلي على مخيّم البريج في وسط القطاع. كذلك استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي المناطق الجنوبية الغربية لمدينة غزة وتحديداً منقطتا تل الهوا والشيخ عجلين بعدّة قذائف. ويأتي ذلك فيما أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بإخلاء بعض أحياء المدينة.

وأسفرت ضربة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل، وهو الهجوم الإسرائيلي الثاني من نوعه خلال يومين.

وأكّد الجيش الإسرائيلي الذي يتّهم المقاتلين الفلسطينيين باستخدام المدارس ومنشآت مدنية أخرى لتنفيذ عملياتهم، الضربة “في المنطقة التي تقع فيها المدرسة”.

وفي هذه الأثناء، يستمرّ القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات وسط القطاع غداة مقتل 16 شخصاً في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تديرها الأمم المتحدة وتؤوي نازحين، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف “إرهابيين”.

وفي جنوب القطاع، أفاد شهود عيان عن اشتباكات عنيفة وانفجارات وغارات جوية منذ صباح الأحد في تل السلطان غرب مدينة رفح.

وقصفت طائرات إسرائيلية مقرّ وزارة الداخلية التابعة لحماس في خان يونس، حسبما أفادت الحركة. وقال الجيش إنه ضرب مبنى تستخدمه حماس “لأنشطتها الإرهابية”.

كذلك، أعلن مقتل أحد جنوده في الجنوب، من دون أن يحدّد تاريخ حدوث ذلك.

وبعد عشرة أشهر على بدء الحرب، تواصل القوات الإسرائيلية خوض معارك في مناطق عدة كانت قد أعلنت السيطرة عليها في السابق، مثل حي الشجاعية في شرق مدينة غزة حيث قال الجيش إنّه “قتل العديد من الإرهابيين”. كذلك الأمر بالنسبة إلى رفح (جنوب).

ويتزامن ذلك مع تنفيذ عمليات عسكرية في مبنى بلدية خان يونس الذي يقول الجيش الإسرائيلي إنّ “حماس تستخدمه”.

وبدأت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق نفّذته حركة حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية، أسفر عن مقتل 1195 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية. 

ومن بين 251 شخصا خُطفوا خلال الهجوم، ما زال 116 محتجزين رهائن في غزة، من بينهم 42 لقوا حتفهم، بحسب الجيش الإسرائيلي.  

ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو متعهداً القضاء على حماس وأدى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة حتى الآن إلى مقتل38153 شخصاً على الأقل غالبيتهم من المدنيين بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وتسببت الحرب في نزوح جماعي وكارثة إنسانية في قطاع غزة حيث يعاني آلاف الأطفال من سوء التغذية وسط شح في المياه والغذاء، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

 وأعربت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة مراراً عن قلقها بشأن الأزمة الإنسانية الخطرة، محذّرة من خطر المجاعة جراء الحرب والحصار الإسرائيلي للقطاع البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة.

– “يوم تعطيل” في إسرائيل –

على جبهة أخرى، أعلن حزب الله اللبناني الأحد استهداف مركز استطلاع في جبل حرمون في الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل بمسيّرات انقضاضية، مشيرا إلى أنها “أكبر عملية للقوات الجوية بالحزب” منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر.

وأكّد الجيش الإسرائيلي ذلك قائلا في بيان “اعتُرضت بنجاح أهداف جوية محددة مصدرها لبنان” في منطقتي “هار دوف” (التسمية الاسرائيلية لمزارع شبعا، المنطقة الحدودية المتنازع عليها بين إسرائيل وسوريا ولبنان) و”الدفنة”.

كذلك، أفاد الجيش الإسرائيلي ب”سقوط مسيّرة متفجّرة في منطقة مفتوحة في منطقة جبل حرمون” من دون تسجيل إصابات.

وكان حزب الله أعلن في وقت سابق استهداف أربعة مواقع عسكرية في شمال إسرائيل، غداة مقتل أحد مقاتليه في غارة إسرائيلية بطائرة من دون طيار في شرق لبنان، على بعد حوالى مئة كيلومتر من الحدود. 

وفي وقت سابق الأحد، أفاد الحزب عن إطلاق “عشرات صواريخ الكاتيوشا” على قاعدة عسكرية قرب طبريا شمال إسرائيل، وشنّه هجوماً على “تجهيزات تجسّسية” عند الحدود.

وأصيب أربعة أشخاص في إسرائيل، من بينهم ثلاثة على الأقل بشظايا، بحسب مركز طبي. من جهتها، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأنّ غارات إسرائيلية استهدفت الأحد مناطق عدّة في جنوب لبنان.

ومنذ بدء الحرب في غزة، يتبادل حزب الله الداعم لحماس والجيش الإسرائيلي القصف بشكل يومي عبر الحدود، وتزداد حدّته تبعاً للمواقف أو عند استهداف إسرائيل قياديين ميدانيين. 

وفي هذا الإطار، أكّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال لقائه جنوداً في جبل حرمون أنّه حتى لو تمّ التوصّل إلى “اتفاق (لإطلاق سراح) المخطوفين… في الجنوب، لكنّ هذا لا يشمل ما يحدث هنا (في الشمال) إلا في حال توصّل حزب الله إلى تسوية”. وأضاف “حتى لو كان هناك وقف لإطلاق النار هناك (في الجنوب)، فهنا (في الشمال) نستمر في القتال ونفعل كل ما هو ضروري، وهذا ما يؤتي نتائج”.

دولياً، دعا رئيس الحكومة البريطانية الجديد كير ستارمر جميع الأطراف إلى التزام “الحذر” عند الحدود بين لبنان وإسرائيل، بينما بدأت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل تستمر ثلاثة أيام، بحسب ما اعلن مكتبها.

وأكد البيان أن مناقشاتها مع المسؤولين الإسرائيليين ستركّز “على الحاجة لاستعادة الهدوء وافساح المجال لحلّ دبلوماسي يمكن من خلاله للمدنيين النازحين من الجانبين العودة إلى ديارهم”.

إلى ذلك، أغلق متظاهرون الأحد الطرق في تل أبيب لليوم الثاني على التوالي ضمن “يوم التعطيل”، مطالبين الحكومة بإبرام صفقة لتبادل الرهائن مع حماس مع دخول الحرب في غزة شهرها العاشر.

وقال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ عبر منصة إكس، إنّ “الأمّة بأكملها تريد عودتهم وتدعم غالبية مطلقة اتفاقاً بشأن الرهائن”، مضيفاً أنّ “واجب الدولة هو إعادتهم…”. 

وينظّم آلاف الإسرائيليين تظاهرات مناهضة للحكومة منذ أسابيع، خصوصاً في هذه المدينة الساحلية.

بورز/شي-ناش-الح/جص

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية