The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

روسيا تنذر بفشل أي ضمانات أمنية لا تراعي مصالحها في أوكرانيا

afp_tickers

حكمت روسيا الأربعاء بالفشل على أي ضمانات أمنية يدرس الغرب توفيرها لأوكرانيا من دون مراعاة مصالحها، في وقت بحث رؤساء أركان دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) هذه المسألة. 

كما قلّلت موسكو مجددا من شأن التكهنات حول قمة وشيكة محتملة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مؤكدةً أن مثل هذا الاجتماع يجب أن يولى الإعداد له عناية فائقة.

في تصريحات صدرت قبل انطلاق اجتماع رؤساء أركان الناتو، حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن “بحث الضمانات الأمنية بشكل جدي من دون روسيا الاتحادية… طريق إلى المجهول”. وأضاف “لا يمكن أن نوافق أن يتم الآن اقتراح حل مسائل أمنية جماعية من دون إشراك روسيا الاتحادية”.

واتّهم لافروف القادة الأوروبيين الذين زار بعضهم البيت الأبيض الاثنين بالقيام بـ”محاولات خرقاء” لتغيير موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال أوكرانيا. وقال “لم نسمع أي أفكار بنّاءة من الأوروبيين هنا”. 

كما أفاد لافروف بأن “موقف (الغرب) القائم على المواجهة، موقف مواصلة الحرب، لا يجد من يتفهمه في الإدارة الأميركية الحالية التي… تسعى للمساعدة في اجتثاث الأسباب الأساسية للنزاع”.

من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لنظيره الروسي في اتصال هاتفي الأربعاء إنه يتابع مجريات عملية السلام وأن “تركيا… تدعم التوجهات الرامية إلى إرساء سلام دائم بمشاركة جميع الأطراف” قاصدا أوكرانيا.

وعقد رؤساء أركان دول الناتو اجتماعا عبر الفيديو لبحث الحرب في أوكرانيا كجزء من النقاشات الجارية بين حلفاء كييف بشأن الضمانات الأمنية التي سيتمّ تقديمها في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع موسكو.

وكتب الأميرال جيوزيبي كافو دراغوني الذي يترأس اللجنة العسكرية للناتو على منصة اكس “في شأن اوكرانيا، أكدنا دعمنا. لا تزال الأولوية تتمثل في سلام عادل ومستدام وذي صدقية”.

واضاف إثر الاجتماع “تبقى افكارنا متجهة الى المقاتلين الأوكرانيين الشجعان”.

والثلاثاء، أعرب ترامب عن استعداد الولايات المتحدة لقديم دعم عسكري جوي كضمانة أمنية لأوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع موسكو، مستبعدا في الوقت ذاته إرسال قوات برية، وهي المهمة التي تقع على عاتق الحلفاء الأوروبيين.

وقال لشبكة “فوكس نيوز”، “عندما يتعلّق الأمر بالأمن، إنهم مستعدون لنشر أشخاص على الأرض”، في إشارة إلى القادة الأوروبيين الذين استقبلهم في اليوم السابق في البيت الأبيض.

وأكدت الناطقة باسمه كارولاين ليفيت، أنّ ترامب “أكد أنّه لن تكون هناك قوات أميركية على الأرض في أوكرانيا”.

وكانت روسيا حذّرت من أنّ أي تسوية سلمية يجب أن تضمن “أمنها” وأمن الناطقين بالروسية في أوكرانيا، وهي الذريعة التي استخدمتها لشنّ الحرب في شباط/فبراير 2022.

والإثنين، استقبل الرئيس الأميركي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريديريش ميرتس. ورحّب جميع المشاركين في اجتماعات البيت الأبيض بالتقدّم المحرز في القضية المركزية المتمثلة في الضمانات الأمنية لكييف، كما أفادوا بأنّ بوتين وافق من حيث المبدأ على عقد قمة مع زيلينسكي في الأسابيع المقبلة.

واقترح بوتين خلال اتصال هاتفي مع ترامب أثناء محادثات الاثنين، لقاء زيلينسكي في موسكو، على ما أفادت مصادر مطلعة على فحوى المكالمة مع ترامب فرانس برس. 

وأفاد أحد المصادر بأن زيلينسكي رفض فورا خيار العاصمة الروسية.

من جانبه، اقترح ماكرون عقد اللقاء في جنيف.

وفي حال نجاح الاجتماع الثنائي، قد يليه اجتماع ثلاثي مع دونالد ترامب، كما اقترح الأخير الاثنين.

لكن لافروف أوضح أن كل ما قاله بوتين أثناء الاتصال مع ترامب هو أنه “سيفكر في مسألة رفع مستوى” المباحثات بشأن أوكرانيا.

وأكد أن أي قمة بين بوتين وزيلينسكي “يجب أن يتم التحضير لها بشكل دقيق” حتى لا يؤدي الاجتماع إلى “تدهور” الوضع.

– “تنازلات إقليمية” –

الثلاثاء، اجتمع “تحالف الراغبين” الذي يضم حوالى ثلاثين دولة غالبيتها أوروبية تدعم أوكرانيا، وذلك في مؤتمر عبر الفيديو برعاية ستارمر وماكرون، لتقديم تقرير عن محادثات اليوم السابق في واشنطن.

ومن المتوقع أن تتواصل فرق تخطيط أوروبية وأميركية “في الأيام المقبلة… للتحضير لإرسال قوات لضمان تنفيذ أي تسوية يتم التوصل إليها”، بحسب متحدث باسم ستارمر.

ويأتي ذلك بهدف طمأنة كييف التي تعرب عن اعتقادها بأنّه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق سلام، فإن ذلك لن يثني موسكو عن محاولة غزوها مرة أخرى.

ويبدو أن الرئيس الفرنسي يفكر في الأمر نفسه، فقد اتهم فلاديمير بوتين بأنّه “مفترس، غول على أبوابنا” و”يحتاج إلى مواصلة الأكل من أجل بقائه”، متحدثا عن “تهديد للأوروبيين”.

ولا تزال مسألة التنازلات التي تطالب بها موسكو، عالقة إلى حد كبير، في حين تحتل القوات الروسية حوالى 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية.

وتوكد واشنطن والأوروبيون ضرورة تسويتها مباشرة بين موسكو وكييف التي استبعدت حتى الآن التنازل عن أي أراضٍ.

غير أنّ دونالد ترامب يدعو نظيره الأوكراني إلى إظهار “مرونة” عبر حلّ هذه المشكلة، خصوصا في ما يتعلق بمنطقة دونباس.

ميدانيا، أعلن الجيش الروسي الأربعاء سيطرته على ثلاث بلدات في شرق أوكرانيا مواصلا تقدمه على خط الجبهة.

وجاء في النشرة اليومية لوزارة الدفاع الروسية إن قوات الجيش سيطرت على بلدات سوخيتسكي وبانكيفكا في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا  فضلا عن نوفوغيورغييفكا في منطقة دنيبروبيتروفسك في الوسط الشرقي.

بور-بت/ناش-الح-ب ق/س ح

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية