The Swiss voice in the world since 1935

عمليات توقيف “واسعة” خلال حظر التجوّل في لوس أنجليس

afp_tickers

بدأت شرطة لوس أنجليس توقيف أشخاص وسط المدينة في وقت متأخر الثلاثاء بينما تجمعّت الحشود رغم حظر ليلي للتجوّل فُرض بعد خامس يوم من الاحتجاجات على حملة إدارة الرئيس دونالد ترامب الأمنية ضد الهجرة.

وتخللت عمليات نهب وتخريب في ثاني كبرى المدن الأميركي الاحتجاجات السلمية إلى حد كبير ضد تكثيف عمليات التوقيف التي تنفذها سلطات الهجرة.

ودفعت التظاهرات التي بدأت الجمعة وأعمال عنف منعزلة ترامب إلى القيام بخطوة استثنائية تتمثل بإرسال قوات الجيش، في خطوة عارضها حاكم الولاية.

وعادت أعمال العنف ليل الثلاثاء، لكن بعد ساعة على دخول حظر التجول حيز التنفيذ، لم يبق غير مجموعة صغيرة من المتظاهرين وسط المدينة حيث نفّذت الشرطة عدة عمليات توقيف ودعت المتواجدين إلى المغادرة.

وقالت شرطة لوس أنجليس على “إكس” في وقت متأخر الثلاثاء “تواصل عدة مجموعات التجمّع في الشارع الأول بين سبرينغ وألاميدا. يتم التعامل مع هذه المجموعات وتُنفّذ عمليات توقيف واسعة”.

وأوقفت الشرطة 25 شخصا بشبهة خرق حظر التجول ليل الثلاثاء، بحسب ما أفادت “لوس أنجليس تايمز” نقلا عن الشرطة.

ويتوقع أن يرتفع عدد الموقوفين في وقت تتحرك قوات إنفاذ القانون لإبعاد باقي المحتجين عن المنطقة، بحسب الصحيفة.

وقالت رئيسة بلدية لوس أنجليس كران باس في وقت سابق إنها أصدرت قرار حظر التجول “لوقف أعمال التخريب والنهب”.

وستبقى مساحة تمتد على 2,5 كيلومتر مربع ضمن المدينة التي تتجاوز مساحتها 1200 كيلومتر ربع مغلقة من الساعة الثامنة مساء حتى السادسة صباحا (03,00 حتى 13,00 ت غ) أمام الجميع باستثناء سكانها والصحافيين وأجهزة الطوارئ، بحسب رئيسة البلدية.

وأفادت متظاهرة فرانس برس بأن أساس الاضطرابات يعود إلى توقيف مهاجرين في مدينة تضم نسبة كبيرة من السكان المولودين في الخارج والمتحدرين من أصول أميركية لاتينية.

وقالت تعليقا على حظر التجول “أعتقد أنهم يقومون بالأمر من أجل السلامة.. لكنني لا أظن أن الاحتجاجات السلمية هي جزء من المشكلة. ما يجري في الجانب الآخر هو الذي يؤدي إلى التحريض على العنف”.

وخرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في عدد من التظاهرات، لكن مجموعات أصغر أضرمت النيران خلال الليل وحطّمت نوافذ.

وليل الاثنين، تعرض 23 محلا تجاريا للنهب، بحسب الشرطة التي أضافت أن أكثر من 500 شخص أوقفوا في الأيام الأخيرة.

كذلك، خرجت تظاهرات ضد توقيف عناصر إنفاذ القانون الفدراليين لمهاجرين في مدن في مختلف أنحاء البلاد بما فيها نيويورك وأتلانتا وشيكاغو وسان فرانسيسكو وأوستن.

– “حماية” –

أمر ترامب بنشر 4000 عنصر من الحرس الوطني في لوس أنجليس إلى جانب 700 من عناصر المارينز (مشاة البحرية)، في إطار ما قال إنه تصعيد ضروري لضبط الأوضاع في المدينة، رغم إصرار أجهزة إنفاذ القانون المحلية على أنها قادرة على السيطرة على الوضع.

وقالت ناطقة باسم الجيش إن الجنود سينتشرون في الشوارع في وقت لاحق الثلاثاء أو الأربعاء.

وستتمثل مهمتهم بحماية المنشآت الفدرالية ومرافقة “العناصر الفدراليين في عمليات إنفاذ (قوانين) الهجرة لتوفير الحماية لهم”.

وقال متظاهرون لفرانس برس إنه يتعيّن “احترام” الجنود لأنهم لم يختاروا القدوم إلى لوس أنجليس، لكن ليزا أورمان نددت بما وصفتها بالخطوة “السخيفة”.

وقالت إن “فكرة حضور المارينز إلى هنا مجرّد استعراض. يرغب الرئيس باستعراض كبير”.

وأعلن البنتاغون أن عملية الانتشار ستكلّف دافعي الضرائب 134 مليون دولار.

وأظهرت صور نشرتها قوة المارينز رجالا ببزات عسكرية يستخدمون دروع مكافحة الشغب للتدرّب على وسائل ضبط الحشود في منشأة سلاح البحرية في سيل بيتش Naval Weapons Station Seal Beach.

وأعلن حاكم تكساس الجمهوري غريغ أبوت ليل الثلاثاء أن الولاية ستنشر حرسها الوطني “في مواقع في أنحاء الولاية لضمان السلم والنظام. التظاهر السلمي قانوني. إلحاق الأضرار بأشخاص أو ممتلكات أمر غير قانوني وسيقود إلى التوقيف”. 

وتابع أن “حرس تكساس سيستخدم كل الوسائل والاستراتيجيات الممكنة لمساعدة عناصر إنفاذ القانون في المحافظة على النظام”.

– “طاغية” –

كانت الحركة في مدينة لوس أنجليس طبيعية الثلاثاء إذ اكتظ شارع هوليوود بالسياح وتوجّه عشرات آلاف الأطفال إلى المدارس فيما شهدت الشوارع اختناقات مرورية.

لكن في قاعدة عسكرية في كارولاينا الشمالية، رسم ترامب صورة قاتمة عن الوضع.

وقال للجنود في قاعدة فورت براغ “ما تشهدونه في كاليفورنيا هو هجوم شامل على السلم والأمن العام والسيادة الوطنية”.

وأضاف “لن تستمر هذه الفوضى. لن نسمح لعدو خارجي أن يغزو ويحتل مدينة أميركية”.

ورد حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، وهو ديموقراطي سبق له أن انخرط في سجالات مع ترامب، قائلا إن عسكرة الأخير للمدينة سلوك “طاغية لا رئيس”.

وتقدّم نيوسوم بالتماس إلى محكمة منطقة شمال كالفورنيا مطالبا بصدور أمر قضائي يمنع استخدام قوات الجيش لأداء مهام الشرطة.

ويحظر القانون الأميركي إلى حد كبير استخدام الجيش كقوة شرطة، باستثناء وجود إعلان تمرّد، وهو أمر طرحه ترامب الثلاثاء.

وقال الاستاذ في جامعة ميزوري فرانك بومان إن ترامب “يحاول استخدام إعلانات الطوارئ لتبرير نشر الحرس الوطني أولا ومن ثم تعبئة قوات المارينز”.

بور-هغ/لين/غ ر

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية