
غارة إسرائيلية تقتل أطفالا قرب مركز طبي بغزة ولا مؤشرات على هدنة وشيكة

من كريسبيان بالمر ونضال المغربي وعلي صوافطة
القدس/القاهرة (رويترز) – قالت السلطات الصحية في قطاع غزة إن غارة إسرائيلية استهدفت فلسطينيين قرب مركز طبي بالقطاع يوم الخميس مما أسفر عن مقتل 16 شخصا بينهم 10 أطفال بخلاف الإصابات وذلك في وقت تتحرك فيه ببطء محادثات وقف إطلاق النار دون توقعات باتفاق وشيك.
وأظهرت مقاطع فيديو للغارة التي وقعت في دير البلح بوسط غزة يوم الخميس جثث نساء وأطفال وسط برك من الدماء في مشهد مليء بالغبار والصراخ. كما أظهر أحد المقاطع أطفالا غارقين في دمائهم يرقدون بلا حراك على عربة يجرها حمار.
في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، حيث نقل القتلى والجرحى، قالت سماح النوري إن ابنتها قتلت في الغارة بعد أن ذهبت إلى العيادة لتلقي العلاج من التهاب في الحلق.
وقالت “خبطوا عليها قذيفة وأخوها راح يجري يشوف وقال كلهم ماتوا… طب إيش عملوا؟ إيش ذنبهم؟… والله نقطة طبية يا ربي.. نقطة طبية آمنة يعني.. ليش يقتلوهم؟”.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف أحد المسلحين الذين شاركوا في الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، والذي أدى إلى اندلاع الحرب. وأضاف أنه على علم بتقارير متعلقة بوقوع عدد من الإصابات وأن الواقعة قيد المراجعة.
وأعلنت منظمة بروجكت هوب الأمريكية أن الغارة استهدفت المركز الطبي التابع لها بشكل مباشر من الخارج. وقالت المنظمة في بيان “نشعر بالفزع والأسى، ولا نجد الكلمات التي يمكن أن تعبر بصدق عن مشاعرنا”.
ووقعت الغارة في الوقت الذي تجري فيه إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) محادثات مع وسطاء في قطر بشأن مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما وإطلاق سراح الرهائن بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب.
لكن مسؤولا إسرائيليا كبيرا قال يوم الأربعاء إن من غير المرجح التوصل إلى اتفاق قبل أسبوع أو أسبوعين، بينما قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الخميس إنه متفائل بإمكانية التوصل إلى اتفاق.
وقال روبيو للصحفيين في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في ماليزيا “أعتقد أننا اقتربنا، وربما أقرب مما كنا عليه منذ فترة طويلة”.
وفشلت عدة جولات من المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في تحقيق أي تقدم يُذكر منذ استئناف الجيش الإسرائيلي للعمليات العسكرية في مارس آذار عقب هدنة سابقة.
وأسفرت الهجمات الإسرائيلية في الأسابيع القليلة الماضية عن مقتل مئات من سكان غزة، كثير منهم مدنيون، وإصابة آلاف، وفقا للسلطات الصحية في القطاع، مما شكل ضغطا هائلا على المستشفيات القليلة المتبقية هناك.
وقال أطباء في القطاع إن نقص إمدادات الوقود يهدد المستشفيات المتبقية التي تعمل بالكاد، بما في ذلك وحدة رعاية الأطفال حديثي الولادة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
وقال مدير المستشفى الدكتور محمد أبو سلمية “بسبب اكتظاظ حضانات الأطفال، والاحتلال دمر معظم حضانات الأطفال في قطاع غزة، والآن عدد حضانات الأطفال محدود في القطاع، نضطر أن نضع كل أربع أو خمس وثلاث أطفال خدج في حضانة واحدة. وهذا يكون له تأثير سلبي على هؤلاء الأطفال يمكن أن ينقل لهم الأمراض والعدوى… الأطفال الخدج الآن في وضع حرج جدا”.
وأفاد مسؤول عسكري إسرائيلي بأنه سُمح بدخول الوقود المخصص للمستشفيات والمرافق الإنسانية الأخرى إلى القطاع يومي الأربعاء والخميس.
لكن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قال إن هناك حاجة إلى المزيد من الوقود للحفاظ على استمرار عمل الخدمات الأساسية المنقذة للحياة والمحافظة عليها.