مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

كل شيء تم وفقا “للنهج المعهود”

نشر الجيش الأمريكي هذه الصورة المركبة للرئيس العراقي السابق صدام حسين يوم 14 ديسمبر 2003 Keystone

عبارةٌ وردت أكثر من مرة في تعليقات المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر السيدة ندى دوماني على أول زيارة أدتها اللجنة يوم السبت الماضي لتفقد أوضاع الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وأكدت المتحدثة أن وضع أسير الحرب الذي يتمتع به الرئيس المخلوع صحيح من الناحية القانونية.

سويس انفو: 70 يوما فصلت بين تاريخ اعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وموعد زيارته للمرة الأولى من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، هل يعني ذلك أنكم واجهتم صعوبات للقيام بهذه الزيارة؟

السيدة ندى دوماني: بالفعل، لقد احتاجت الزيارة إلى بعض الوقت لأن الترتيبات لم تكن جاهزة. هذا الوقت كان طويلا نسبيا، لكن الزيارة تمت وفقا للظروف المعهودة للجنة الدولية للصليب الأحمر، أي أننا تمكنا أن نرى الرئيس السابق صدام حسين على انفراد، أن نتحدث معه، أن نأخذ صورة شاملة عن ظروفه المعيشية، عن حالته الصحية. والآن نأمل في تكرار هذه الزيارة قريبا إن شاء الله بأسرع وقت ممكن.

سويس انفو: قوانين اللجنة تحظر البوح بالحالة الصحية والنفسية للمعتقلين، لكن هل يمكنكم القول ما إذا كانت زيارتكم للرئيس العراقي المخلوع قد مرت في ظروف عادية؟

كما قلت ظروف الزيارة بحد ذاتها كانت ملائمة ومتماشية مع النهج المعهود لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبالتالي هذه الزيارة نأمل في تكرارها كما نأمل عادة في تكرار جميع الزيارات إلى المعتقلين طالما هم قيد الاعتقال.

سويس انفو: هل كنتم ضمن فريق اللجنة الذي زار صدام حسين؟

كلا لم أكن ضمن فريق اللجنة.

سويس انفو: الزيارة تمت في مكان سري، كيف ضمنت سلطات الاحتجاز سرية المكان رغم منحكم إذنا بزيارة صدام حسين، هل وصل فريق اللجنة معصوب الأعين؟

أعتقد أن قوات الاحتلال تدرك جيدا مبدأ السرية والكتمان الذي تلتزم به اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومن ضمنه أننا حين نتفق على أن لا نكشف عن مكان الاعتقال فلن نكشف عنه.

سويس انفو: ما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها عادة لزيارة أسرى الحرب؟ وما هي الحقوق التي يتمتع بها هؤلاء وفقا لمعاهدات جنيف؟

في الواقع، لم يبق حاليا في العراق اليوم سوى أقل من 100 أسير حرب. الباقون، وهم حوالي 10 آلاف، يعتبرون مدنيين يتمتعون بالحقوق التي تمنحها اتفاقية جنيف الرابعة.

إذا كنت الآن تودين أن تعلمين ما هي الصلاحيات أو الخصوصيات التي يتمتع بها أسير الحرب، فهنالك عدة أمور، على سبيل المثال أنه لا يمكن معاقبته أو محاكمته لكونه كان عضوا في القوات المسلحة إلا في حال ارتكب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أثناء تأدية واجباته.

أسير الحرب كأي معتقل مدني، يحق له أن يتواصل بالرسائل مع ذويه. وهذا الأمر الذي تم قبل يومين حين بعث الرئيس السابق صدام حسين برسالة إلى عائلته. هنالك أمور أخرى تتعلق أيضا بأسير الحرب، أنه يتقاضى مثلا أجرا زهيدا بصفته كان عضوا في القوات المسلحة.

ما يجب أن نفهمه هو أن اتفاقية جنيف الثالثة المعنية بأسرى الحرب دُونت عام 1949 وتنطبق عادة في حالات حرب دولية، يعني بين دولتين، بين جيشين نظاميين. وبالتالي هذه الأحكام لا بد من تطبيقها بشأن الرئيس السابق صدام حسين، ولكنها قد لا تتلاءم كليا مع الفكرة الموجودة حاليا.

سويس انفو: الرئيس السابق صدام حسين سلمكم رسالة لأسرته خضعت لتدقيق من طرف القوات الأمريكية للتحقق من أنها لا تحتوي على أية تعليمات لأنصاره أو مضامين ممنوعة. هل يحق لسلطات الاحتجاز الإطلاع على مثل هذه الرسائل وما هو نوع المضامين الممنوعة؟

طبعا كما قلت الزيارة تمت وفقا للنهج المعهود للجنة الدولية للصليب الأحمر وأيضا النهج المعهود هو أن جميع رسائل الصليب الأحمر التي تمر من المعتقلين إلى ذويهم ومن العائلات إلى المعتقلين في أي بلد كان، إن كانت الولايات المتحدة قوات الاحتلال أو غير قوات الاحتلال، أنه لا بد أن تمر عبر التدقيق أو عبر الرقابة قبل أن تُسلم إلى العائلة، وهذا ما يحصل اليوم وهذا قانوني حسب مفهومنا، وهو النهج المعتمد.

المعلومات التي يجب ألا ترد في رسائل كهذه هي معلومات دقيقة أو حساسة. المهم أن المعتقل يتحدث عن وضعه الشخصي، أن يوصل السلام إلى عائلته. وفي المقابل، ليس بإمكان العائلة أيضا التحدث إلا عن أمور شخصية بحتة.

سويس انفو: وزير الخارجية العراقي هويشار زياري قال إن بلاده ستتقدم بطلب إلى الولايات المتحدة لرفع صفة أسير حرب عن الرئيس المخلوع صدام حسين لتقديمه أمام محاكم عراقية. هل هذا ممكن؟

بإمكان السلطات المُعتقلة أن تغير في حالات ما الوضع القانوني لمعتقل، أي إذا كان يُعتبر أسير حرب أن يصبح معتقلا مدنيا. هذا الأمر ليس من صلاحيتنا. نحن ما قلناه في وقته أنه مقبول قانونيا اعتبار الرئيس السابق صدام حسين أسير حرب بصفته كان قائدا للقوات العسكرية. وبالتالي هذا وضع قانوني صحيح.

لكن إذا قررت القوات الأمريكية أن تغير هذا الوضع القانوني فعليها أن تبرر ذلك. المسألة ليست سياسية، بمعنى أن العراقيين يطلبون والأمريكيين يجاوبون، هنالك مسائل قانونية يجب الالتزام بها.

أسير الحرب هو أي شخص مرتبط بالقوات المسلحة، ولكن بالإمكان اعتباره أسيرا مدنيا إذا اعتقل على أساس ارتكابه جرائم ليس بصفته قائد القوات المسلحة. لكن أعتقد أنه من الصعب تبرير ذلك قانونيا في هذه المرحلة. على أية حال، المهم والمهم في هذه القضية أن يكون المعتقل يتمتع بحقوق وواجبات، أن يتمتع بضوابط قانونية وحماية قانونية هي أصلا متواجدة. إن كان أسير حرب أو إن كان معتقلا مدنيا فهو في كلتا الحالتين، المعتقل أو المحتجز، يتمتع بصلاحيات محددة.

سويس انفو: هل سيعني شيئا رفع صفة أسير الحرب عن صدام حسين بالنسبة للجنة؟

لا بالنسبة لنا، حاليا لا يوجد سوى أقل من 100 معتقل لديهم صفة أسير حرب في العراق. ونزور المعتقلين في العراق وهم حوالي 10 آلاف، بالنسبة إلينا، يمكن أن نقول إن زياراتنا مدرجة في اتفاقية جنيف، ليس فقط الثالثة المعنية بأسرى الحرب ولكن أيضا في اتفاقية جنيف الرابعة المعنية بالمدنيين في زمن الاحتلال. وبالتالي، هذا يعطينا الحق بزيارة المدنيين المعتقلين أيضا.

سويس انفو: تحدثتم عن آلاف الأسرى العراقيين الذين تمكنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارتهم لحد الآن، ماذا يمكنكم القول عن أوضاع هؤلاء؟

كما هو الحال بالنسبة للرئيس العراقي السابق صدام حسين، نحن لا نفصح علنا عن أوضاعهم المعيشية. ونفس المبدأ الذي نطبقه على سائر المعتقلين إن كان الفلسطينيين أو الغواتيماليين أو الروانديين..

في حال وجدنا أنه لا بد من إدخال بعض التعديلات على طريقة المعاملة أو على ظروف الاعتقال، فنحن نرفع -وهذا أيضا نهج معتمد في أي بلد كان- تقارير بطريقة ثنائية إلى السلطات من اجل دفعها إلى تغييرها. حتى في غوانتانامو، هذا ما فعلنا إلى حد ما حينما وصلت الأمور إلى التأزم، بشأن أسرى غوانتانامو. هذا هو النهج المعتمد. فقط حينما تكون قد فشلت جميع المحاولات الثنائية حينئذ نلجأ إلى التصريح العلني.

إصلاح بخات – سويس انفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية