The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

ليلى سويف الناشطة المصرية التي تخاطر بحياتها للضغط من أجل الإفراج عن نجلها علاء عبد الفتاح

afp_tickers

أمضت ليلى سويف الجزء الأكبر من عمرها تناضل من أجل حقوق الإنسان في مصر، وصولا الى وضع حياتها في خطر بإضرابها عن الطعام دفاعا عن القضية الأقرب الى قلبها: الإفراج عن نجلها علاء عبد الفتاح.

جاهرت أستاذة الرياضيات المصرية (68 عاما)، صاحبة الشعر الأبيض والنظارتين السميكتين، بانتقاد تقييد الحريات في مصر وشاركت في تظاهرات وكتبت مقالات وسُجنت.

لكن منذ 150 يوما، تنفّذ إضرابا عن الطعام للمطالبة بالإفراج عن الناشط علاء عبد الفتاح، أحد أبرز معتقلي الرأي في مصر.

ومنذ مطلع الأسبوع، أُدخلت سويف المولودة في لندن، مستشفى في العاصمة البريطانية حيث أكّد طبيبها أنها باتت تواجه “خطر موت متزايدا”.

وسبق لسويف أن أقرّت بالمخاطر التي ستواجهها جراء إضرابها عن الطعام، لكن المصرية التي سار أولادها الثلاثة على درب الدفاع عن حقوق الانسان، أكدت أن صحتها تهون في سبيل عائلتها.

وقالت لوكالة فرانس برس في وقت سابق من شباط/فبراير “سأواصل إضرابي عن الطعام إلى أن يتم إطلاق سراح علاء أو أنهار تماما، ولربما أموت حتى”.

والتقت سويف بعد بدء إضرابها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الذي تطالبه بالتدخّل شخصيا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. كما التقت وزير الخارجية ديفيد لامي الذي زار القاهرة محاولا الضغط لإطلاق سراح ابنها الذي يحمل الجنسية البريطانية مثلها.

– “شجاعة غير عادية” –

وشكّل النضال الحقوقي جزءا أساسيا من يوميات عائلة سويف. 

وكان زوج ليلى سويف الراحل أحمد سيف الإسلام  أحد أبرز المحامين الحقوقيين في مصر، وأمضى خمسة أعوام في السجن خلال الثمانينات بسبب نشاطه السياسي.

ولهما ثلاثة أبناء هم علاء الذي أمضى جزءا كبيرا من العقدين الماضيين في السجن بسبب آرائه السياسية، ومنى وسناء الناشطتان في المجال الحقوقي.

ومنى سيف هي من مؤسسي حركة “لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين” في مصر التي تسلّط الضوء على معاناة آلاف المدنيين أمام القضاء العسكري.

أما شقيقتها سناء، فهي ناشطة ومعدّة أفلام وثائقية أودعت السجن مرارا بسبب أعمالها، بينها مرتان  منذ وصول السيسي الى السلطة في العام 2013.

وشهد عهد السيسي، القائد السابق للجيش الذي انتخب رئيسا في 2014 بعد عام من الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي، حملات توقيف واسعة بحق المعارضين. وتقدّر منظمات حقوقية أعداد الموقوفين بعشرات الآلاف.

وتوفي زوح سويف عام 2014 بينما كان علاء وسناء خلف القضبان.

وتقول صديقتها الناشطة اليسارية منى مينا لفرانس برس “ليلى ضميرها حي جدا، وتدافع عن حقوق كل الناس، ونقلت هذا الأمر لأولادها”.

وتتابع “هذا يحتاج شجاعة غير عادية”.

ولدت سويف عام 1956 في لندن، وطبعت النقاشات السياسية والأدب بداياتها.

هي ابنة أستاذ علم النفس مصطفى سويف وأستاذة الأدب الانكليزي فاطمة موسى.

بدأت نشاطها السياسي خلال أعوام الدراسة في السبعينات، وشاركت في تظاهرات ضد الرئيس أنور السادات.

في العام 2003، أسست حركة “9 مارس (آذار)” التي نادت باستقلالية الجامعات وندّدت بالتضييق على حرية الرأي في الأحرام التعليمية.

كما كانت من الأعضاء المؤسسين لحركة “كفاية” التي أدّت دورا محوريا في حشد المعارضين قبيل ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس الراحل حسني مبارك.

– “روح قتالية” –

على مشارف السبعين من العمر، تواصل سويف التي خسرت نحو 30 كلغ من وزنها منذ بدء الإضراب عن الطعام، النضال.

وهي حذّرت في حديثها الى فرانس برس في منزلها بجنوب لندن هذا الشهر من أنه “لم يعد لدي متسع من الوقت”.

منذ أيلول/سبتمبر 2024، اكتفت سويف بالقهوة والشاي والأكياس المخصصة لتعويض السوائل في الجسم. وهي أدخلت المستشفى بسبب انخفاض حاد في مستويات السكر في الدم والصوديوم وضغط الدم.

وحذّر الطبيب المشرف عليها الأربعاء من أن “حالتها الآن خطيرة للغاية”، وتواجه “خطرا مباشرا على حياتها” و”خطرا مرتفعا بالموت المحدق إذا استمرت” في إضرابها عن الطعام.

ويبلغ نجلها علاء حاليا 43 عاما. وأوقفته السلطات المصرية للمرة الأخيرة في أيلول/سبتمبر 2019، وصدر في 2021 حكم بسجنه خمس سنوات بعد إدانته بـ”نشر معلومات كاذبة” عبر مشاركة منشور على “فيسبوك” عن التعذيب في السجون المصرية.

وكان من المقرّر أن ينجز فترة العقوبة في أيلول/سبتمبر، إلا أن السلطات أعادت احتسابها بناء على المدة منذ صدور الحكم وليس مدة التوقيف.

وأكدت سويف لفرانس برس أنها تدرك بأنها قد لا ترى ابنها مرة أخرى.

وأوضحت “في كلّ مرة أزوره، أفكر في أن هذه الزيارة قد تكون الأخيرة. أعتقد أنه يفكّر في ذلك أيضا”.

وأكدت أنه في حال إطلاق سراحه، سيعيش ابنها حياة هادئة في المملكة المتحدة حيث سيعتني بابنه خالد (13 عاما) الذي يعاني من التوحّد.

ولدى سؤالها عما إذا كان ابنها ورث نزعة التمرّد عنها، قالت “بالتأكيد.. لدى عائلتي برمتها ما يكفي من الروح القتالية من أجل أي قضية”.

بور/دكب/كام/رض

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية