The Swiss voice in the world since 1935

متطوعون في إسرائيل يحمون الصقور من الصيد الجائر الهادف لتهريبها إلى دول الخليج

afp_tickers

في جنوب إسرائيل، يتولى عشرات المتطوعين دور “حراس الصقور” لساعات، وفي بعض الأحيان لوقت أطول، وينفذ هؤلاء الذين يرتدون بفخر قمصانا تحمل صورة رأس طائر جارح دوريات تهدف إلى ردع الصيادين غير الشرعيين.

فعبر هذه المنطقة الزراعية الواقعة على تخوم قطاع غزة، تمر في فصل الشتاء أنواع عدة من الطيور المهاجرة المحمية، خصوصا الطيور الجارحة.

في السنوات الأخيرة، ازدادت حالات الصيد الجائر. ويتم اصطياد الصقور حية واستخدامها كزينة منزلية من جانب البدو في صحراء النقب الإسرائيلية، أو تُهرَّب وتُباع بأسعار مرتفعة في دول المنطقة لأغراض الصيد بالصقور، على ما يوضح مدير مركز علم الطيور في مرتفعات النقب ميداد غورن.

وقال عالم الطيور عن طائر رصده بواسطة المنظار واقفا على عمود كهرباء “لديه حلقة، ما يعني أنه صقر شاهين أُسر وهرب”. 

تتغذى الطيور الجارحة على عدد لا يحصى من الطيور الصغيرة التي تنجذب إلى حقول القمح، وتقف لها بالمرصاد على أعمدة الكهرباء التي تعبر الحقول.

وازدياد حالات العثور على الطيور الجارحة، خصوصا الصقور، المربوطة أرجلها، هو ما دفع عالم الطيور إلى تسيير دوريات تضم عشرات المتطوعين، بالإضافة إلى الدوريات المنتظمة التي يقوم بها حراس الغابات من هيئة الطبيعة والمتنزهات.

– “أشبه بمراقبة طفل” –

وخلال هذا الشتاء، استقرت في السهل المحيط بكيبوتس أوريم طيور من نوع الصقر الحر المهدد بالانقراض والذي يُستخدم على نطاق واسع في الصيد بالصقور في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى والدول العربية.

وبعد رصد محاولات عدة من الصيادين للقبض على هذه الطيور، أنشأ ميداد غورن “نظام مراقبة خاصة”، كما يوضح عالم الطيور الذي يتبع مركزه لمنظمتين بارزتين في مجال الدفاع عن الطبيعة في إسرائيل هما جمعية حماية الطبيعة وهيئة الطبيعة والمتنزهات.

واستجاب عشرات الأشخاص، من بينهم علماء طيور وعشاق للطبيعة ومتقاعدون ومرشدون ومزارعون، للدعوة إلى تعزيز الدوريات التطوعية العادية.

وقالت المتطوعة المنتظمة مع “حراس الصقور” ميريت كيشالز (47 عاما) “الأمر أشبه بمراقبة طفل، إذ هو منظّم ومنهجي جدا وذو جدول زمني محدد جيدا (…) بحيث نضمن وجود شخص ما هناك دائما خلال اليوم”.

ولاحظ أوفير بروكنشتاين، أحد حراس الغابات في هيئة الطبيعة والمتنزهات، أن الصيادين الجائرين يأتون في الغالب من القرى البدوية المحيطة.

وأوضح أن الصيد بالصقور وامتلاكها يُشكّل بالنسبة إليهم أحد تقاليدهم الثقافية المتجذرة، وفي نظرهم أن “امتلاك صقر وعرضه في غرفة المعيشة رمزٌ للمكانة والهيبة”.

– تجارة مربحة –

وأعرب عن استيائه من ضعف العقوبات المفروضة على مرتكبي جرائم الصيد الجائر، خصوصا صيد الصقور، إذ تقتصر الغرامات على “بضعة آلاف من الشيكل”، مع أن تكرار المخالفات قد يؤدي إلى السجن.

ورأى أن ما يشجع الصيادين على أسرها هو كونُ السوق السوداء للاتجار بها مربحة جدا، إذ تهرّب عبر الأردن ومصر إلى دول الخليج حيث ينتشر أيضا تقليد الصيد بالصقور.

وأشار بروكنشتاين إلى أن “الصقر الحر والصقر الشاهيني يباعان بسهولة في مقابل 50 ألف أو 70 ألف شيكل (ما بين 13 ألف و19 ألف دولار)”.

وشهد الطلب على الصقور البرية ارتفاعا هائلا في السنوات الأخيرة، مع انتشار مسابقات الجمال والأندية وسباقات الصقور التي يفوز بها الطير الأسرع في اصطياد الفريسة أو الوصول إلى الهدف.

ولا تكفي الصقور التي تُربّى في المزارع، خصوصا في دولة الإمارات العربية المتحدة، لتلبية الطلب، لأن كثرا من الصقّارين يعتبرون أن الطيور الجارحة البرية أبرع في الصيد.

وقال غورن “إنهم يعانون نقصا في الصقور لأن تلك التي وصلت (إلى المنطقة) في الشتاء تم اصطيادها كلها تقريبا. ولهذا السبب يحاولون الآن اصطيادها في مكان آخر”.

وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، رفضت منظمات دولية عدة للصقارة موجودة في أوروبا تقديم معلومات عن التجارة غير المشروعة للصقور نحو دول الخليج، مشيرة إلى “حساسية الموضوع”.

دمس/ب ح/الح

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية