مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أيها العاملون العابرون للحدود.. أهلاً بكم في بيتي!

Raccolta post facebook
انتشرت الدعوات لاستضافة العمال الإيطاليين العابرين للحدود. Facebook

أصبح عبور الحدود بين إيطاليا وسويسرا أكثر صعوبة بسبب الإجراءات المتخذة لمنع انتشار فيروس كورونا. وفي كانتون تيتشينو الجنوبي يوفر العديد من السكان أماكن إقامة مجانية للإيطاليين العاملين في مجال الرعاية الصحية. 

مساء السابع من مارس الجاري، أفادت بعض وسائل الإعلام بأن “مقاطعة لومبارديا أصبحت منطقة حمراء أي لا يسمح بالدخول أو الخروج منها”، وذلك حتى قبل أن  يتم تأكيد الأخبار من جهات رسمية.

وفي ظل موجة الهلع السائدة بسبب فيروس كورونا، أثارت هذه الأخبار في غضون بضع دقائق القلق بين الكثيرين في كانتون تيتشينو السويسري المُحاذي للمقاطعة الإيطالية، وكان أحد الأسئلة المطروحة: “كيف ستواصل مستشفياتنا العمل؟”

أدى توقف مرافق الحياة العامة نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد إلى عرقلة حياة الكثير من الناس في سويسرا. هذا لا ينطبق فقط على كبار السن المعرضة حياتهم للخطر. ولكن أيضاً على العائلات الشابة التي لديها أطفال صغار، فرغم إمكانية العمل من المنزل إلا أنه لم يعد بالإمكان إرسال  الأطفال إلى مراكز الرعاية اليومية. من أجل مواجهة هذه المشكلة، تأسست مجموعات تطوعية لرعاية الأطفال وذلك مثل موقع Public Beta رابط خارجيوموقع hilf-jetzt.chرابط خارجي .

فمن بين حوالي 70 ألف شخص يعبرون الحدود الإيطالية السويسرية كل يوم للعمل في كانتون تيتشينو، يشتغل أكثر من 4000 شخص في قطاع الرعاية الصحية.

وبما أن الغرض من التدابير التي تفرضها السلطات لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد هو تخفيف الضغط على مرافق الرعاية الصحية وحماية الفئات الأكثر ضعفاً ، أي المسنين والمرضى. فإنه سيكون من السخرية المريرة إذا ما أدت هذه التدابير بالتحديد، إلى منع العديد من الأطباء والممرضات من الذهاب إلى العمل.

ما وراء الجدل

منذ البداية، لم ينتقد رواد موقع فيسبوك فقط قرارات السلطات (بوصفها “متأخرة جدا”، “مبالغ فيها”، أو “خاطئة”)، ولكنهم دشنوا أيضا حملة تضامنية.

“سأقوم بتوفير سكن مجاني للعاملين في محال الرعاية الصحية العابرين للحدود الذين يتعيّن عليهم الإقامة في كانتوننا”. هذه واحدة من العديد من المنشورات التي نشرها الأشخاص في كانتون تيتشينو على مواقع التواصل الاجتماعي منذ نهاية الأسبوع الأول من شهر مارس.

نيفيا إليزوفيتش الذي أنشأ مجموعة على فيسبوك تقوم بتجميع عروض الإقامة قال: “مهما كان الوضع، أريد أن أكون جزءًا من الحل وليس جزءًا من المشكلة”. ويضيف “قد يكون الآخرون مثلي. لقد تحدثت إلى صديق، وقبل كل شيء مع والدتي – وهي أيضًا ممرضة في دار رعاية – وكان القرار بسيطًا: نقدم ما لدينا. وما لدينا هو منزل”.

وفقا لإليزوفيتش، فإن إنشاء مجموعة على فيسبوك يحل مشكلة التنقل بين سويسرا وإيطاليا لكثيرين. ويقول: “كل ما علينا فعله الآن هو التأكد من وصول الرسالة إلى من يحتاجها”.

محتويات خارجية
لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء… نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
مقالاتنا الأكثر قراءة هذا الأسبوع

اشترك في نشرتنا الإخبارية المجانية للحصول بانتظام على أهم منشوراتنا حول مواضيع متنوعة مباشرة في صندوق بريدك

أسبوعيا

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.

على سويسرا الإسراع

بسرعة، لاقت الفكرة صدى إيجابيا. فقد تأسست المجموعة يوم الأربعاء 11 مارس وتم نشر حوالي 50 عرضًا للإقامة في أقل من 24 ساعة. من بينها أيضا الفنادق التي تقدم عادة إقامة لليلة واحدة بمقابل.

كارلا جيوستو، صاحبة فندق صغير يدعى  B&B VILLA ARTÈ في لوكارنو  وأتاحت ثلاث غرف مجاناً  “أنا أصيلة البندقية وأود أن أقدم مساهمتي في بيتي الثاني، سويسرا”.

“عندما أرى ما يحدث في مقاطعة “فينيتو”، لدي انطباع بأننا تأخرنا قليلاً في سويسرا. آمل أن يسرعوا لأن هذه القصة ليست بالسهلة. ولكن أعتقد أننا سنتغلب عليها إذا قام الجميع بدورهم وأخذوا حذرهم”.

دعوات الاستضافة هي تعبير عن امتنان السكان السويسرين للعمال العابرين للحدود الذين يقدمون مساهمة قيمة لقطاع الصحة في كانتون تيتشينو، خاصة في مثل هذه الأوقات، عندما يحتاج عمال الرعاية الصحية إلى مزيد من الوقت والطاقة.

في الأثناء، تشكلت مجموعات أخرى على موقع فيسبوك في مدينتي زيورخ رابط خارجيوبازل رابط خارجيوهي تهدف إلى ضمان قيام المواطنين الأصحاء بالتسوق من أجل الفئات السكانية المعرضة للخطر وذلك دون أي مقابل، من يستطيع المساعدة يُساعد ومن يحتاجها يقبلها.

(نقلته إلى العربية وعالجته: مي المهدي)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية