مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ماذا تكتب الصحافة السويسرية عن العالم العربي؟

فلسطينيون وفلسطينيّات يتسوقون.ن من أجل وجبة السحور في رفح، قطاع غزة، يوم الأحد 10 مارس، 2024.
فلسطينيون وفلسطينيّات يتسوقون.ن من أجل وجبة السحور في رفح، قطاع غزة، يوم الأحد 10 مارس، 2024. KEYSTONE

تناولت الصّحف السّويسريّة هذا الأسبوع الوضعَ المتوتّر بين الولايات المتّحدة وإسرائيل، وناقشت "الفشلَ" في التّوصّل إلى هدنة خلال شهر رمضان و"تدهورَ صورة إسرائيل" في سياق الحرب الإسرائيليّة الفلسطينيّة.

الولايات المتّحدة وإسرائيل

تناولت صحيفة تاغيس أنتسايغير في مقال تحليليّ الوضع المتوتّر بين الولايات المتحدة وإسرائيل وحركة حماس في سياق الحرب الدائرة في قطاع غزة. حيث حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيسَ الوزراء الإسرائيلي نتنياهو من شن هجوم على مدينة رفح الحدوديّة مع قطاع غزة، وذلك على الرغم من انتهاء المهلة التي وجهتها إسرائيل لحماس، بحسب الصحيفة. وأضافت هذه الأخيرة بأنّ بايدن قد أعرب عن “خيبة أمله في نتنياهو”، لكنّه لم يبد استعداداً لاتخاذ إجراء ملموس. ورغم التحذيرات، يخفّف بايدن من “خطه الأحمر”، مؤكّدًا أنه لن يتخلّى عن إسرائيل، حسب المصدر ذاته.

كما سلّط المقال الضوء على أن تصريحات بايدن بشأن إسرائيل والصراع في الشرق الأوسط قد تكون متأثّرة بدوافع سياسيّة تتعلق بالحملة الانتخابية التي يخوضها، حيث يتعرض الرئيس الأمريكي لضغوط من أعضاء وعضوات الحزب اليساريّ والنّاخبين والناخبات المسلمين.ات في الولايات المتأرجحة، والتي تعتبر حاسمة بالنسبة لبايدن. وكان هذا الضغط واضحاً في الانتخابات التمهيديّة في ميشيغان ومينيسوتا، على الرغم من أن بايدن ينفي أن يكون لهذا أي تأثير على موقفه، بحسب الصحيفة، التي أضافت بأن بايدن قد أعلن أيضاً “عن بناء رصيف عائم قبالة سواحل غزة ليتم من خلاله إيصال إمدادات الإغاثة إلى السكان المعرّضين.ات لخطر الجوع، ولكن ذلك لن يدخل حيّز التنفيذ إلا خلال شهرين على أقرب تقدير”.

(المصدر: تاغيس أنتسايغيررابط خارجي، 10 مارس 2024، بالألمانية)

فشل الهدنة خلال شهر رمضان

غطّت صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ بدورها المحاولات “الفاشلة” للوصول إلى وقف لإطلاق النار خلال شهر رمضان في إطار الحرب الإسرائيلية الفلسطينية. وكتبت بأنّه بعد فشل المفاوضات لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، تبدو حركة حماس عازمة على مواصلة القتال في شهر رمضان، رغم محاولة الولايات المتحدة الأمريكية التوصّل إلى “اتفاق مصغّر” يتضمّن وقف القتال لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح بعض الرهائن والرهينات.

وقال مراسل الصحيفة من بيروت دانيل بوم، إنّ حماس متّهمة بعدم المرونة بهذا الصدد، حيث إنّها تصرّ على شرط انسحاب القوات الإسرائيليّة من غزّة، وهو أمر ترفضه الحكومة الاسرائيليّة، التي تقتصر في عرضها على وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع وتبادل الأسرى، وهو ما ترفضه الحركة، بحسب الصحيفة، التي تضيف أنّ حماس تخطّط الآن لمواصلة القتال خلال شهر رمضان لزيادة الضغط على إسرائيل.

ويرى بوم أنّ حماس قد أصبحت معزولة بشكل متزايد وأنّ العديد من الفلسطينيين.ات قد سئموا.ن منها، حيث إنّ هناك انتقادات حادة من داخل غزّة، وحتى من آخر حلفائها، مثل الحكومة القطرية، ربما بدأ صبرهم.ن بالنفاد، بحسب الصحفي، الذي يؤكّد على أنّه تنتظر حماس هزيمة نهائية في غزة، خاصّة في حال تقدّمت إسرائيل جنوباً.

ويبدو أيضاً أن ميليشيا حزب الله، التي كانت تؤيّد حماس، قد نالت كفايتها من الحرب، وقد أدّت الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان إلى إضعاف مواقعها، وتشير التقارير إلى أن حزب الله يريد إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن، بحسب الصحيفة، التي كتبت بأنّ الشرط الذي وضعه حزب الله المتمثل في ضرورة انتهاء الحرب في غزة حتى يوقف حزب الله القتال قد يتغير.

وفي الوقت نفسه، ختمت الصحيفة بالتأكيد على أنّ الولايات المتحدة تخطّط لزيادة مساعداتها لغزة من خلال بناء ميناء اصطناعي وتوفير سفن المساعدات. ويمكن أن يمثّل ذلك على الأقل تطوّراً إيجابيّاً للسكان في غزة المتضرّرين والمتضرّرات بشدّة جرّاء الحرب.

(المصدر: نويه تسرخر تسايتونغرابط خارجي، 11 مارس 2024، بالألمانية)

“تدهور صورة إسرائيل في ظلّ الحرب

بدورها ناقشت الإذاعة والتلفزة السويسرية الناطقة بالفرنسية (RTS) “تدهور صورة إسرائيل في ظل الحرب الدائرة في غزة والتي دخلت شهرها السادس”، حيث تتزايد الضّغوط على حكومة بنيامين نتنياهو من جهات مختلفة، بحسب القناة، بما في ذلك من قِبل “حليفتها التاريخية”، الولايات المتحدة.

وتأتي الإذاعة والتلفزة العمومية على ذكر رفض إسرائيل المشاركة في مفاوضات وقف إطلاق النار، وأنّ ذلك يؤدّي إلى مزيد من العزلة بالنسبة للبلاد وإلى تفاقم الانقسامات الداخليّة فيها، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تدهور حاد في سمعتها الدّوليّة. ونقلت القناة عن أربع شخصيات إسرائيليّة، جميعها منتقدة لحكومة نتنياهو، تحليلَها لأسباب وعواقب هذا التّدهور. حيث تعزو الشخصيات المذكورة هذا الوضع إلى مزيج من مقدرة حماس على التواصل والتفاعل من جهة وإلى إطالة أمد الصراع بدوافع سياسية من جانب نتنياهو من جهة أخرى.

وتتطرّق الإذاعة السويسريّة على ذكر الوضع في الداخل الإسرائيليّ، على لسان الشخصيات التي حاورتها، شارحةً أنّه على الرغم من الانتقادات الدولية، فإنه لا يوجد جدل كبير داخل المجتمع الإسرائيليّ حول تآكل صورة إسرائيل في الخارج، وإنه لا يزال العديد من المواطنين والمواطنات يعانون.ين من الصّدمة بسبب أحداث السابع من أكتوبر. كما أنّ صمت وسائل الإعلام بشأن غزّة يؤدي إلى تفاقم هذا النقص في الوعي، بحسب القناة.

ومن خلال تلك الأصوات المنتقدة للحكومة الإسرائيليّة، تذكّر قناة الإذاعة السويسريّة بالمخاوف التي أثيرت بشأن عزلة إسرائيل وإحجام الحكومة عن قبول الهدنة الإنسانيّة، مما يسلّط الضّوء على عدم الثّقة المتزايد من قبل المجتمع الدولي تجاهها. ويختتم الناشطون الإسرائيليون المحاوَرون بالتشديد على ضرورة الحصول على دعم دوليّ لحلّ النّزاعات والأزمات الإنسانية، معتبرين أن سياسات الحكومة تعيق التّقدم نحو السّلام وعودة الرهائن من الرجال والنساء.

(المصدر: قناة الإذاعة والتلفزيون السويسريّ العموميّةرابط خارجي، 18 مارس 2024، بالفرنسية)

فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:.

+ في غراوبوندن السويسرية: المساكن الفاخرة تدفع السكّان إلى مغادرة القرى الجبلية

+ طريقة عملنا: إدارة التعليقات

+ الجامعات السويسرية … نحو فرض حدّ أقصى لعدد الطلبة الأجانب حفاظًا على جودة التعليم

+ هل تنجح سويسرا في إنقاذ الجهود العالمية لحماية الديمقراطية من الانهيار؟

+  ذوُو وذوات الإعاقة في سويسرا وصعوبات حضور الفعاليات الثقافية

+ مناقشات حول معاداة السامية وسحب الجنسية عقب حادثة طعن في زيورخ

للمشاركة في النقاش الأسبوعي: 

المزيد

نقاش
يدير/ تدير الحوار: جولي هانت

ما هي في نظركم.نّ الأسباب الرئيسيّة لانخفاض معدلات الإنجاب؟

وصلت معدّلات الإنجاب في سويسرا إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، حيث انخفضت إلى 1.39 طفل.ة فقط لكل امرأة. فهل يقرّر المزيد من الأزواج والزوجات المحتملات عدم تكوين أسرة؟

47 إعجاب
37 تعليق
عرض المناقشة

يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

موعدنا الجمعة 22 مارس مع عرض صحفي جديد.

 تحرير: أمل المكّي

المزيد

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية