
أمريكا تستهدف شبكة الشحن الإيرانية بعقوبات جديدة

من جرام سلاتري وريان باتريك جونز
واشنطن (رويترز) – أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الأربعاء عقوبات جديدة على أكثر من 115 فردا وكيانا وسفينة على صلة بإيران، في مؤشر على أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تكثف جهودها في حملة “أقصى الضغوط” بعد قصف مواقع نووية رئيسية إيرانية في يونيو حزيران.
تستهدف العقوبات بشكل عام مصالح الشحن التابعة لمحمد حسين شمخاني نجل علي شمخاني مستشار الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
ووصفت وزارة الخزانة الأمريكية العقوبات الجديدة بأنها الأهم منذ 2018، خلال ولاية ترامب الأولى.
وتقول وزارة الخزانة إن شمخاني يتحكم في شبكة واسعة من سفن الحاويات والناقلات عبر شبكة معقدة من الوسطاء الذين يبيعون شحنات النفط الإيرانية والروسية وسلعا أخرى عبر العالم.
واتهمت الوزارة شمخاني باستغلال علاقاته الشخصية والفساد في طهران لتحقيق أرباح بعشرات المليارات من الدولارات، يُستخدم جزء كبير منها لدعم النظام الإيراني.
بشكل عام، تستهدف العقوبات الجديدة 15 شركة شحن و52 سفينة و12 فردا و53 كيانا للضلوع في التحايل على العقوبات في 17 دولة، من بنما وإيطاليا إلى هونج كونج.
وقال مسؤول أمريكي إن الخطوة الجديدة ستجعل بيع إيران لنفطها “أصعب بكثير”، لكنه ذكر أن الإدارة لا تتوقع أي اضطراب طويل الأجل في أسواق النفط العالمية.
وأضاف المسؤول أن صادرات إيران النفطية انخفضت بالفعل إلى حوالي 1.2 مليون برميل يوميا، من 1.8 مليون برميل يوميا في بداية العام، بعد أن فرضت الإدارة عدة حزم أصغر من العقوبات ضد قطاع النفط الإيراني.
ومضى المسؤول قائلا “ما زلنا نتخذ المزيد من الإجراءات لخفض هذا الرقم بشكل أكبر”، مشيرا إلى أن ضغط العقوبات خلال ولاية ترامب الأولى أدى إلى خفض تدفقات النفط الإيراني إلى بضع مئات الآلاف من البراميل يوميا.
ووصف إسماعيل بقائي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية العقوبات بأنها “مثال صارخ على عداء أمريكا للأمة الإيرانية”، وفقا لما نقلته عنه شبكة أخبار الطلبة الإيرانية.
وأضاف بقائي أن العقوبات النفطية تمثل “عملا خبيثا يهدف إلى الإضرار بالتنمية الاقتصادية لإيران ورفاهية شعبها”.
والصين هي أكبر مشتر للنفط الإيراني.
وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على شمخاني في وقت سابق من يوليو تموز، وأرجع هذا إلى دوره في تجارة النفط الروسي.
وقال مسؤول أمريكي إن إجراءات يوم الأربعاء ستؤثر على كل من روسيا وإيران، لكنها تتركز بشكل أكبر على إيران.
وأضاف المسؤول “من وجهة نظرنا، وبالنظر إلى موقع هذا الشخص، وارتباطه بالزعيم الأعلى وأنشطة والده السابقة المتصلة بالعقوبات… من الأهمية بمكان التأكيد على أن هذا الإجراء متعلق بإيران وعلى قدر كبير من التأثير”.
واستهدفت الولايات المتحدة علي شمخاني، والد محمد حسين، بعقوبات عام 2020.
ويأتي أحدث إعلان للعقوبات في وقت لا تزال فيه احتمالات استئناف الدبلوماسية بين واشنطن وطهران ضعيفة بعد القصف الأمريكي للمواقع النووية الإيرانية الشهر الماضي.
وحذر ترامب يوم الاثنين من أنه سيأمر بشن هجمات أمريكية جديدة إذا حاولت طهران إعادة تشغيل المواقع النووية التي سبق أن قصفتها الولايات المتحدة.
وقال للصحفيين إن إيران ترسل “إشارات سيئة” وإن أي محاولة لإعادة نشاط برنامجها النووي ستُسحق على الفور.
وعقدت الولايات المتحدة خمس جولات من المحادثات مع إيران قبل غاراتها الجوية في يونيو حزيران، والتي قال ترامب إنها “قضت” على برنامج تقول واشنطن وحليفتها إسرائيل إنه يهدف إلى تطوير قنبلة نووية.
ويشكك بعض الخبراء في حجم الضرر الذي لحق بالبرنامج. وتنفي إيران سعيها لامتلاك سلاح نووي.
وصرح مسؤول كبير في البيت الأبيض الأسبوع الماضي بأن واشنطن منفتحة على التحدث مباشرة مع إيران. لكن دبلوماسيين أوروبيين وإيرانيين قالوا إن احتمال عودة إيران إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة ضئيل في الوقت الحالي.
(إعداد رحاب علاء وأيمن سعد مسلم للنشرة العربية – تحرير مروة غريب)