قتلى وانقطاع للتيار الكهربائي بعد ضربات روسية واسعة النطاق على أوكرانيا
قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل وسجلت انقطاعات واسعة في التيار الكهربائي جراء ضربات نفذتها روسيا على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، اعتبرها الرئيس فولوديمير زيلينسكي مؤشرا على “أولويات” موسكو في وقت تتسارع الجهود من أجل وضع حد للحرب.
وأعلن سلاح الجو الأوكراني أنّ روسيا شنت هجوما بـ635 طائرة مسيّرة و38 صاروخا.
وتأتي عمليات القصف غداة مقتل الجنرال فانيل سارفاروف في انفجار سيارته في موسكو، وهو ثالث اغتيال لضابط عسكري روسي رفيع المستوى في غضون ما يزيد قليلا عن عام.
كما تأتي في وقت تسارعت المحادثات الهادفة إلى تسوية النزاع، بضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من دون أن تسفر عن نتائج ملموسة رغم سلسلة اللقاءات التي عُقدت في ميامي خلال نهاية الأسبوع.
وفي خطابه اليومي مساء الاثنين، قال زيلينسكي إنّ مفاوضيه سيبلّغونه لدى عودتهم الثلاثاء من ولاية فلوريدا الأميركية، بالنتائج المفصّلة لهذه النقاشات.
وأشار إلى أنّ المفاوضين “قاموا بالكثير من العمل، خصوصا بشأن الوثائق المتعلّقة بالضمانات الأمنية” التي سيتم تقديمها لكييف في حال التوصل إلى اتفاق بشأن تسوية الحرب التي اندلعت في شباط/فبراير 2022.
في المقابل، أفاد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن “تقدم بطيء” في المفاوضات مع الأميركيين، منتقدا في الوقت ذاته القادة الأوروبيين الذين اتهمهم بالسعي لـ”عرقلة العملية الدبلوماسية”.
– طفلة في الرابعة من عمرها –
من جانب آخر، أفاد زيلينسكي عن مقتل طفلة في الرابعة من عمرها في منطقة زيتومير في وسط البلاد، حيث استهدفت ضربات مسيّرة روسية مبنى سكنيا.
وأشار إلى أنّ العمال سارعوا لإصلاح البنية التحتية للطاقة التي تضرّرت في الهجوم الذي أدى إلى انقطاعات طارئة في التيار الكهربائي في عدّة مناطق في ظل طقس شتوي شديد البرودة.
وأضاف “هجوم قبل عيد الميلاد، في وقت يرغب الناس ببساطة في أن يكونوا مع عائلاتهم، في منازلهم، وفي أمان. هجوم نُفّذ أساسا في خضم مفاوضات تهدف إلى إنهاء هذه الحرب”.
واعتبر أنّ “بوتين غير قادر على قبول أنّه يجب أن يتوقف عن القتل”.
من جانبه، أفاد حاكم منطقة زيتومير فيتالي بونيشكو بأنّ فتاة وُلدت في العام 2021 توفيت متأثّرة بجروح أصيبت بها جراء ضربة استهدفت المبنى الذي تسكنه.
وأضاف أنّ “الأطباء كافحوا لإنقاذ حياتها، ولكن في النهاية لم يتمكّنوا من فعل ذلك”.
وتشنّ روسيا ضربات على أوكرانيا كل ليلة تقريبا، مستهدفة بشكل خاص البنى التحتية للطاقة، خصوصا خلال فصل الشتاء.
وتأتي الانقطاعات الجديدة في التيار الكهربائي في وقت تشهد أوكرانيا درجات حرارة تلامس الصفر، أو حتى أقل من درجة التجمّد في معظم أنحاء البلاد.
وطوال الليل، حذر الجيش الأوكراني من هجمات متكررة بمسيرات وصواريخ كروز على العديد من المناطق، بما في ذلك في الغرب بعيدا عن الجبهة.
وحوالى الساعة 6,30 بتوقيت غرينيتش، شملت الانذارات من غارات جوية الأراضي الأوكرانية بأكملها، وفقا لخريطة نشرتها السلطات على الإنترنت.
– “نواصل عملنا” –
وقُتل شخصان، أحدهما في منطقة كييف والآخر في منطقة خميلنيتسكي (غرب)، وفقا للسلطات المحلية التي أشارت إلى أنّ أكثر من عشرة أشخاص بينهم أطفال أُصيبوا في جميع أنحاء البلاد.
كما استُهدفت منطقة أوديسا (جنوب)، في وقت تتصاعد الضربات على منطقة البحر الأسود الاستراتيجية في الأسابيع الأخيرة.
وقالت معلّمة الرياضيات أولينا دولهاشوفا (40 عاما)، لوكالة فرانس برس، إنها اضطرّت للجوء إلى الشموع لإنجاز عملها.
وأضافت “تقع هجمات كلّ أسبوع… تتعطّل جميع جداولنا ونبقى بدون كهرباء، وبدون استقرار، ونجلس في الظلام لمدة يومين أو ثلاثة أيام”، مشيرة إلى أنّ “الأمر صعب للغاية”.
وأعلن الجيش الروسي أنّه شنّ ضربات ضخمة على مواقع عسكرية وأخرى للطاقة، مستخدما مسيّرات بعيدة المدى وصواريخ فرط صوتية.
غير أنّ السلطات الأوكرانية ترى أنّ تصاعد حدة الضربات يهدف لتدمير الخدمات اللوجستية البحرية لأوكرانيا بشكل كامل.
واعتبرت دولهاشوفا أن انقطاع التيار الكهربائي، يعني أنّ طلابها لا يستطيعون الدراسة عبر الإنترنت.
وأضافت “رغم كل شيء، نواصل عملنا، ونُعلّم… لن نستسلم”.
– “الأمر يتعلق بالصحة” –
بدورها، أوضحت أناستاسيا كولاكيفسكا مديرة صالون تجميل في أوديسا، أنّ “انقطاع الكهرباء لمدة سبعة أيام أصبح أمرا طبيعيا”.
وقالت “يصبح المنزل باردا جدا وبسرعة كبيرة”، مشيرة إلى استخدام مولّد كهربائي لتلبية احتياجات عائلتها.
وأضافت “الأمر يتعلق بالصحة. على سبيل المثال، عندما يمرض طفلك، أنت بحاجة إلى توصيل جهاز الاستنشاق بالكهرباء، ولا يمكن تشغيله بالبطاريات”.
وقالت رئيسة الحكومة يوليا سفيريدينكو في منشور على تطبيق تلغرام، إنّ “منشآت الطاقة الواقعة في المناطق الغربية من أوكرانيا كانت الأكثر تضررا”.
في الأثناء، أعلن الجيش البولندي في منشور على منصة إكس صباح الثلاثاء أنّ سلاح الجو “البولندي والحليف (في إشارة الى حلف شمال الأطلسي)” وضع في حالة تأهّب، وحلّقت مقاتلات في أجواء البلاد كإجراء وقائي على خلفية الضربات الروسية على الأراضي الأوكرانية.
ويتم تفعيل هذا الإجراء بانتظام عندما تستهدف الضربات المناطق الأوكرانية الغربية القريبة من الحدود البولندية.
على الجبهة، أعلنت روسيا الاستيلاء على بلدات في منطقتي خاركيف ودنيبروتيتروفسك في شرق أوكرانيا، وذلك بينما يحرز جيشها تقدما في الأسابيع الأخيرة.
بور/ناش/لين