
إسرائيل تتوقع نزوح مليون فلسطيني جراء هجومها على مدينة غزة

أعلنت إسرائيل الأربعاء أنها تتوقع أن يؤدي هجومها للسيطرة على مدينة غزة إلى نزوح مليون فلسطيني، في وقت تظاهر الآلاف في القدس للمطالبة بإنهاء الحرب وإعادة الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني حيث أفاد الدفاع المدني بمقتل 45 شخصا.
ومنذ اندلاع الحرب ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يؤكد بنيامين نتانياهو أنّ الأهداف المعلنة لحكومته تشمل إعادة الرهائن والقضاء على الحركة الفلسطينية.
ولكن بعد مرور حوالى 23 شهرا على بدء الحرب وأزمة انسانية كارثية بلغت حد إعلان الأمم المتحدة رسميا المجاعة في غزة في آب/أغسطس، بات رئيس الوزراء الإسرائيلي يواجه ضغوطا محلية ودولية متزايدة لوقف إطلاق النار وإبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.
مع ذلك، أقرّت حكومته مؤخرا خطة للسيطرة على غزة، كبرى مدن القطاع الذي تسيطر القوات الإسرائيلية على نحو 75 في المئة من مساحته. وأكد الجيش الاستعداد لتنفيذ هجوم واسع النطاق على المدينة التي يقطنها حوالى مليون شخص، و بدأت الدولة العبرية هذا الأسبوع حشد قواتها بعدما استدعت عشرات الآلاف من جنود الاحتياط.
والأربعاء، أفاد بيان صادر عن الجيش بأنّ رئيس الأركان إيال زامير جال في القطاع وتفقد الجنود في موقع يشرف على مدينة غزة، حيث قال “نكثّف عملياتنا على الجبهة الرئيسية”.
من جانبه، قال مسؤول رفيع في وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) إنّ الدولة العبرية تتوقع أن “ينزح مليون شخص” من مدينة غزة نحو الجنوب، من دون أن يحدد إطارا زمنيا لذلك.
وأضاف المسؤول في الوحدة التابعة لوزارة الدفاع والذي تحدث للصحافيين بشرط عدم كشف هويته “حتى الآن، غادر حوالى 70 ألف غزّي شمال القطاع”.
واضطرّت الحرب الغالبية العظمى من سكان القطاع الذين يزيد تعدادهم على مليوني نسمة، للنزوح مرات عدة.
وأشار المسؤول إلى أن إسرائيل “تسعى لتحديد منطقة إنسانية”، وسيتم الإعلان عنها رسميا في الأيام المقبلة.
ومن المقرر أن تمتد هذه المنطقة من مجموعة من مخيمات اللاجئين في وسط غزة إلى منطقة المواصي الساحلية جنوبا كما ستمتد نحو الشرق، بحسب المسؤول.
وفي بداية الحرب، صنّفت الدولة العبرية المواصي “منطقة إنسانية”، لكن خيم النازحين فيها لم تسلم من القصف المتكرر للجيش الإسرائيلي.
– 700 يوم –
في القدس، احتشد متظاهرون في الشوارع مجددا مساء الأربعاء، استجابة لدعوات من عائلات الرهائن وناشطين.
ورفعوا لافتات كُتب عليها “أوقفوا الحرب” و”لا تضحّوا بهم”، في إشارة الى مخاوف من أن يهدد الهجوم على مدينة غزة حياة الرهائن.
ويأتي التحرّك الاحتجاجي الذي يمتدّ لثلاثة أيام حتى الجمعة، وهو اليوم الـ700 على بدء الحرب.
وقالت أنات أنغريست والدة ماتان وهو جندي محتجز لدى حماس، “سيمر 700 يوم على انتظاري لإنقاذ ابني من الجحيم، والأمر بين أيديكم. أستطيع رؤية ماتان غدا بقرار واحد منكم”.
وأضافت خلال مؤتمر صحافي على هامش تظاهرة صباحا “ولكن بدلا من من الاستناد إلى الاتفاق الموجود على الطاولة للتوصل إلى اتفاق شامل، تختارون الاستمرار في التضحية بهم، وفي التخلّي عنهم”.
من جانبها، قالت نيرا شرابي التي خطف زوجها يوسي حياً ولكنه توفي أثناء احتجازه إنّ “الضغط العسكري يعرّض حياة الرهائن للخطر، حيث يعانون من ظروف جسدية ونفسية بالغة السوء. كما يقوّض إمكانية إعادة (الرهائن) الموتى”.
وخلال فترة الصباح، أشعل محتجون مستوعبا للنفايات في حي سكني قريب من مقر إقامة نتانياهو، ما أدى لانتشار النيران واحتراق سيارة جندي احتياط.
ووصفت الشرطة هذا التحرّك بـ”عمل إجرامي”، بينما دانه وزير العدل ياريف ليفين واعتبره “عملا إرهابيا”.
ومن بين 251 شخصا احتجزوا رهائن ونقلوا إلى غزة، ما زال 47 في القطاع قال الجيش إن 25 منهم لقوا حتفهم.
– إعاقات دائمة لـ21 ألف طفل –
في غضون ذلك، تواصل إسرائيل عمليات القصف في أنحاء مختلفة من غزة، والتي أسفرت عن مقتل 45 شخصا الأربعاء، بحسب ما أفاد الدفاع المدني في القطاع.
وأظهرت صور لوكالة فرانس برس فلسطينيين يبكون أقارب لهم قُتلوا في غارة على شقة في مدينة غزة، حيث كثّف الجيش الإسرائيلي ضربات منذ أيام.
وقالت أم عبد أبو الجُبين وهي تحتضن حفيدها “وجدنا (جثة) ابنتي مقطّعة هي وزوجها و(أشلاء) بناتها متناثرة حولهما”.
إلى ذلك، أعلنت لجنة تابعة للأمم المتحدة أنّ 21 ألف طفل على الأقل في غزة باتوا يعانون من إعاقات منذ اندلاع الحرب.
وقالت “اللجنة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة” إن حوالى 40500 طفل تعرّضوا إلى “إصابات مرتبطة بالحرب” منذ اندلاعها قبل نحو عامين، بات أكثر من نصفهم يعانون من إعاقات.
وأدى الهجوم الذي نفذته حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى مقتل 1219 شخصا في الجانب الإسرائيلي، غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية.
وأدت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 63633 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبر الأمم المتحدة معطياتها موثوقة.
ميب/ناش/كام