إسرائيل تدافع في الأمم المتحدة عن اعترافها بأرض الصومال وسط شكوك في تعلقه بغزة
من ميشيل نيكولز
الأمم المتحدة 30 ديسمبر كانون الأول (رويترز) – دافعت إسرائيل عن اعترافها الرسمي بجمهورية أرض الصومال المعلنة من جانب واحد، لكن عدة دول في الأمم المتحدة شككت في أن هذه الخطوة تهدف إلى نقل الفلسطينيين من قطاع غزة أو إقامة قواعد عسكرية.
وأصبحت إسرائيل يوم الجمعة أول من يعترف بأرض الصومال دولة مستقلة ذات سيادة.
وقال ماجد عبد الفتاح عبد العزيز سفير جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة لمجلس الأمن الدولي إن الجامعة التي تضم 22 عضوا ترفض أي إجراءات تنشأ عن هذا الاعتراف غير الشرعي تهدف إلى تسهيل تهجير الشعب الفلسطيني أو استغلال موانئ شمال الصومال لإقامة قواعد عسكرية.
وقال محمد عثمان إقبال نائب سفير باكستان لدى الأمم المتحدة أمام المجلس “على خلفية إشارات إسرائيل السابقة إلى أرض الصومال التابعة لجمهورية الصومال الاتحادية باعتبارها وجهة لترحيل الشعب الفلسطيني، خاصة من غزة، فإن اعترافها غير القانوني بمنطقة أرض الصومال التابعة للصومال مقلق للغاية”.
ولم ترد بعثة إسرائيل في الأمم المتحدة حتى الآن على طلب التعليق على هذه التصريحات ولم تتطرق إلى أي منها في بيانها في اجتماع المجلس. وفي مارس آذار، قال وزيرا خارجية الصومال وأرض الصومال إنهما لم يتلقيا أي اقتراح لإعادة توطين فلسطينيين من غزة.
تنص خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة على أنه “لن يُجبر أحد على مغادرة غزة، ومن يرغب في المغادرة سيكون حرا في فعل ذلك وحرا في العودة”.
وتضم الحكومة الإسرائيلية، وهي الائتلاف اليميني الأكثر تشددا في تاريخ إسرائيل، سياسيين من اليمين المتطرف يدعون لضم كل من غزة والضفة الغربية وتشجيع الفلسطينيين على مغادرة وطنهم.
وقال سفير الصومال لدى الأمم المتحدة أبو بكر عثمان إن الجزائر وجيانا وسيراليون والصومال الأعضاء في المجلس ترفض بشكل قاطع أي خطوات تهدف إلى تحقيق هذا الهدف، بما في ذلك أي محاولة من إسرائيل لنقل الفلسطينيين من غزة إلى المنطقة الواقعة في شمال غرب الصومال.
* منطقة أرض الصومال ودولة فلسطينية
تتمتع منطقة أرض الصومال بحكم ذاتي فعلي، وسلام واستقرار نسبيين، منذ عام 1991 عندما انزلق الصومال إلى حرب أهلية، لكن هذه المنطقة الانفصالية لم تحصل على اعتراف أي دولة أخرى.
وقال جوناثان ميلر نائب مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة أمام المجلس إن الاعتراف “ليس خطوة عدائية تجاه الصومال، ولا يحول دون إجراء حوار في المستقبل بين الطرفين. الاعتراف ليس تحديا، بل فرصة”.
وفي سبتمبر أيلول، أعلنت عدة دول غربية، من بينها فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا، أنها قررت الاعتراف بدولة فلسطينية، لتنضم بذلك إلى أكثر من ثلاثة أرباع أعضاء الأمم المتحدة البالغ عددهم 193 عضوا الذين يعترفون بها بالفعل.
وقالت تامي بروس نائبة السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة “استمرار هذا المجلس في الكيل بمكيالين وصرف التركيز يشتت الانتباه عن مهمته المتمثلة في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين”.
واعترض سفير سلوفينيا لدى الأمم المتحدة سامويل جبوجار على تصريحها قائلا “فلسطين ليست جزءا من أي دولة. إنها أرض محتلة بشكل غير قانوني… وفلسطين أيضا دولة بصفة مراقب في هذه المنظمة”.
وأضاف “في المقابل، أرض الصومال هي جزء من دولة عضو في الأمم المتحدة والاعتراف بها يتعارض مع… ميثاق الأمم المتحدة”
وقالت إسرائيل الأسبوع الماضي إنها ستسعى إلى التعاون الفوري مع أرض الصومال في مجالات الزراعة والصحة والتكنولوجيا والاقتصاد. وتأمل المنطقة التي كانت يوما محمية بريطانية في أن يشجع الاعتراف الإسرائيلي دولا أخرى على أن تحذو حذوها، مما يزيد من ثقل المنطقة الدبلوماسي ووصولها إلى الأسواق العالمية.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية)