إسرائيل تشيّع ضابطا أعيد رفاته بعد مقتله في حرب غزة عام 2014
تجمّع مئات الإسرائيليين الثلاثاء في مدينة كفار سابا وسط البلاد للمشاركة في تشييع الضابط هَدار غولدِن الذي أعادت حركة حماس رفاته الأحد بعد نحو 11 عاما على مقتله في قطاع غزة.
وأقيمت المراسم في المقبرة العسكرية التي غضّت بالمشاركين، وتابعها آخرون خارجها عبر شاشة كبيرة، بحسب صحافيين في وكالة فرانس برس. ورفعت في المكان أعلام إسرائيلية، وحمل العديد من المشيّعين صور غولدن ولافتة كُتب عليها بخط اليد “سنذكره إلى الأبد”.
وتسلّمت إسرائيل الأحد رفات غولدن في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر، بعد عامين من الحرب بين إسرائيل وحماس، والتي اندلعت عقب الهجوم الذي شنّته الأخيرة على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأشاد والد غولدن سِمحا بنجله، ووصفه بـ “محارب يهودي”. ودعا المشاركين في وداعه “للتحلي بالاستقامة وعدم الكراهية، فهذا هو إرث هدار”.
وقُتِل غولدن (23 عاما) في الأول من آب/أغسطس 2014 خلال عمليّة “الجرف الصامد” التي شنّها الجيش. وبحسب مسؤولين إسرائيليين، كان الضابط على رأس مجموعة تقدمت لتدمير أنفاق عائدة لحماس قرب رفح (جنوب) بعد ساعات على بدء هدنة إنسانية، لكنه وقع في مكمن وتمت مصادرة جثمانه.
وبالنسبة لمشاركين في التشييع، تشكّل إعادة الرفات خاتمة لملف كان له أثر عميق في المجتمع الإسرائيلي.
وقال يسرائيل بلومشطاين (76 عاما)، وهو من سكان كفار سابا، لفرانس برس “هذا يومٌ ثقيل، لكنه أيضا سعيد! لأن عودة هَدار كانت حلما”.
وأشار الى أنه احتفظ بصورة لغولدن لأعوام. وأوضح “كان من المهم بالنسبة إلي أن يعود هَدار”، مضيفا “في جيشنا… لا نتخلّى عن أحد أينما كان”.
– جنازة رمزية في 2014 –
ورأى شقيقه التوأم تسور غولدن إن احتجاز حماس للرهائن هدفه “إضعاف المجتمع الإسرائيلي… والسعي الى جعل مصلحة عائلة واحدة تتعارض مع مصلحة الجميع، وإرغامنا على المفاضلة”.
وكانت عائلة غولدن أقامت جنازة رمزية عام 2014 بعد العثور على أشلاء عائدة له في نفق في القطاع الفلسطيني. لكن المفاوضات التي جرت لاستعادة بقية الرفات عبر صفقات تبادل باءت بالفشل.
وقال أهرون غمزو (48 عاما)، وهو مهندس برمجيات توشّح بالعلم الإسرائيلي “هذه الجنازة هي مبعث للارتياح، لأنه كان هناك لأكثر من 11 عاما”.
وتابع “أن يبقى هناك لمدة 11 عاما دون أن تتمكن إسرائيل من إعادته، لهو أمرٌ محزن بالنسبة لنا جميعا”.
وقالت عينات كرمل غمزو إن حضور الجناة كان مهما بالنسبة إليها لكي “نؤازر العائلة والشعب الإسرائيلي”.
منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر، أعادت حماس جميع الرهائن العشرين الأحياء الذين كانوا لا يزالون محتجزين منذ هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
كما أعادت 24 جثة من أصل 28، من بينهم غولدن، فيما يُتوقع تسليم الجثامين الأربع المتبقية تباعا، وفق بنود الاتفاق الذي أبرم بناء على خطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
أش-جد/لمى/كام