
إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ربما يحدث السبت بعد اتفاق غزة

من مات سبيتالنيك نضال المغربي ألكسندر كورنويل
واشنطن/القاهرة (رويترز) – قال مصدر مطلع على تفاصيل الاتفاق بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بشأن غزة إنه ربما يُطلق سراح الرهائن الإسرائيليين بحلول يوم السبت بموجب الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في القطاع مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي سينفذ المرحلة الأولى من الانسحاب الجزئي من القطاع خلال 24 ساعة من توقيع الاتفاق.
من المتوقع توقيع الاتفاق بشأن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة ظهر يوم الخميس بتوقيت إسرائيل (0900 بتوقيت جرينتش).
وابتهج الإسرائيليون والفلسطينيون بعد أن أعلن ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار وتبادل الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل بموجب المرحلة الأولى من خطته لإنهاء الحرب في غزة التي أودت بحياة أكثر من 67 ألف شخص وقلبت الأوضاع في الشرق الأوسط رأسا على عقب.
ومع ذلك، قال سكان إن الغارات الإسرائيلية تواصلت على ثلاثة أحياء بمدينة غزة طوال الليل وحتى ساعات الصباح من يوم الخميس.
وبحسب شهود، تصاعدت أعمدة الدخان فوق أحياء الشجاعية والتفاح والزيتون لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
وبعد يوم واحد فقط من الذكرى السنوية الثانية للهجوم الذي قادته حماس عبر السياج الحدودي وأعقبه اندلاع الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، أسفرت المحادثات غير المباشرة الجارية في مصر عن اتفاق الطرفين على المرحلة الأولى من خطة ترامب المكونة من 20 بندا لإنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني.
ووفقا للمصدر المطلع على تفاصيل الاتفاق، من المتوقع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار عند الساعة 12 ظهرا بتوقيت إسرائيل (0900 بتوقيت جرينتش).
ومن شأن الاتفاق، إذا ما تم تنفيذه بالكامل، أن يقرب الطرفين أكثر من أي وقت مضى من إنهاء الحرب التي تحولت إلى صراع إقليمي استقطب دولا مثل إيران واليمن ولبنان.
وأطلقت أخبار الاتفاق احتفالات في إسرائيل وغزة وخارجها، حيث أطلقت عائلات الرهائن الإسرائيليين الألعاب النارية، بينما صفق الفلسطينيون وهللوا على أمل انتهاء إراقة الدماء.
وقال عبد المجيد عبد ربه، وهو رجل في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة “الحمد لله على وقف إطلاق النار ووقف شلال الدماء والقتل، وطبعا مش أنا لحالي بس فرحان، كل قطاع غزة فرحان، بل كل الشعب العربي وكل العالم فرحان بوقف إطلاق النار ووقف شلال الدماء”.
لكن الاتفاق الذي أعلنه ترامب في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء جاء خاليا من التفاصيل وترك قضايا كثيرة دون حل مما قد يؤدي إلى انهياره، كما حدث خلال المساعي السابقة لإنهاء الحرب.
وقال ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال “يشرفني أن أعلن أن إسرائيل وحماس وقعتا على المرحلة الأولى من خطتنا للسلام”.
وأضاف “هذا يعني أن جميع الرهائن سيطلق سراحهم قريبا جدا، وستسحب إسرائيل قواتها إلى خط متفق عليه كخطوات أولى نحو سلام قوي ودائم ومستدام”.
ومن شأن إتمام هذا الاتفاق بنجاح أن يمثل أكبر إنجاز حتى الآن في السياسة الخارجية لترامب الذي ركز في حملته الانتخابية على إحلال السلام في مناطق النزاع الكبرى حول العالم، لكنه واجه صعوبات في تحقيق ذلك بسرعة، سواء في غزة أو في ما يتعلق بالغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيعقد اجتماعا للحكومة يوم الخميس للموافقة على الاتفاق.
وقال في بيان له “مع الموافقة على المرحلة الأولى من الخطة، ستتم إعادة جميع رهائننا… هذا نجاح دبلوماسي وانتصار وطني وأخلاقي لدولة إسرائيل”.
وقلبت الحرب موازين الشرق الأوسط لصالح إسرائيل بعد اغتيالها لعدد من قيادات حماس المدعومة من طهران وجماعة حزب الله اللبنانية، وقتلها لعدد من كبار القادة الإيرانيين، وقصفها لجماعة الحوثي في اليمن.
لكن الغضب العالمي تصاعد ضد الحرب الإسرائيلية. ويقول عدد من خبراء حقوق الإنسان والباحثين وتحقيق للأمم المتحدة إن الحرب إبادة جماعية. فيما تصف إسرائيل أفعالها بأنها دفاع عن النفس بعد الهجوم الذي قادته حماس في 2023.
وأكدت حماس توصلها إلى اتفاق لإنهاء الحرب، قائلة إن الاتفاق “يقضي بإنهاء الحرب على غزة وانسحاب الاحتلال منها ودخول المساعدات وتبادل الأسرى”.
وأضافت “نؤكد أن تضحيات شعبنا لن تذهب هباء، وأننا سنبقى على العهد، ولن نتخلى عن حقوق شعبنا الوطنية حتى الحرية والاستقلال وتقرير المصير”.
وتقول السلطات في غزة إن أكثر من 67000 شخص قُتلوا وسُوي معظم القطاع بالأرض منذ أن بدأت إسرائيل حربها في أعقاب الهجوم الذي قادته حماس عبر السياج الحدودي في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، قُتل حوالي 1200 شخص فضلا عن اقتياد 251 رهينة إلى غزة خلال الهجوم. ويُعتقد أن 20 من 48 رهينة لا يزالون محتجزين على قيد الحياة.
وقال الفلسطيني خالد شعث في مدينة خان يونس بغزة “هذه اللحظات تعتبر تاريخية وطال انتظارها من المواطن الفلسطيني بعد عامين من القتل والإبادة الجماعية التي مورست بكل عنجهية ضد الشعب الفلسطيني “.
وعلى الرغم من الآمال المعقودة على إنهاء الحرب، فإن التفاصيل الحاسمة لم تتضح بعد، بما في ذلك الجداول الزمنية، وإدارة ما بعد الحرب لقطاع غزة ومصير حركة حماس.
* الإفراج عن الرهائن متوقع خلال أيام
تجمعت عائلات الرهائن الإسرائيليين في ما أصبحت تُعرف بساحة الرهائن في تل أبيب بعد الإعلان.
وقال هاتان أنجريست، وابنه ماتان من بين الرهائن “الرئيس ترامب، شكرا جزيلا لك. نحن نشكره، فلولاه لما كان سيعود أبناؤنا إلى ديارهم”.
وقال مصدر في حماس إن تسليم الرهائن الأحياء سيتم في غضون 72 ساعة من موافقة الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق. ويقول مسؤولو حماس إن الأمر سيستغرق وقتا أطول لانتشال رفات الرهائن القتلى، ويُعتقد أن عددهم حوالي 28 رهينة، من تحت الأنقاض في غزة.
وقال ترامب لبرنامج (هانيتي) على شبكة فوكس نيوز يوم الأربعاء إنه من المحتمل الإفراج عن الرهائن يوم الاثنين المقبل.
وحذر الجيش الإسرائيلي سكان غزة من أن بعض الأجزاء هناك لا تزال مناطق قتال خطيرة. وقال متحدث باسم الجيش يوم الخميس في بيان صدر عقب إعلان وقف إطلاق النار إن القوات تواصل تطويق مدينة غزة، وإن العودة إلى هناك لا تزال “خطيرة للغاية”.
وبحسب مكتب نتنياهو، تحدث هو وترامب هاتفيا وتبادلا التهنئة على “الإنجاز التاريخي”، ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي الرئيس الأمريكي لإلقاء كلمة أمام الكنيست.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل ببنود اتفاق الرهائن. وقال في بيان “يجب ضمان دخول الإمدادات الإنسانية والمواد التجارية الأساسية إلى غزة فورا ودون عوائق. يجب أن تنتهي المعاناة”.
وذكرت حركة حماس في وقت سابق يوم الأربعاء أنها سلمت قوائم الرهائن الذين تحتجزهم والمعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل ممن تريدهم في عملية التبادل.
وترفض حماس حتى الآن مناقشة مطلب إسرائيل بالتخلي عن أسلحتها، وهو ما قال المصدر الفلسطيني إن حماس سترفضه ما دامت القوات الإسرائيلية تحتل أراضي في غزة.
* دولة فلسطينية
انخفضت أسعار النفط إذ قلص اتفاق وقف إطلاق النار احتمالات تعطل الإمدادات العالمية.
وتدعو المرحلة التالية من خطة ترامب إلى تشكيل هيئة دولية بقيادة ترامب وتضم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير للاضطلاع بدور في إدارة غزة بعد الحرب.
وتقول الدول العربية التي تدعم الخطة إنها يجب أن تؤدي إلى دولة فلسطينية مستقلة في نهاية المطاف، وهو ما يقول نتنياهو إنه لن يحدث أبدا.
ولا يوجد مؤشر واضح على من سيحكم غزة بعد انتهاء الحرب. واستبعد نتنياهو وترامب والدول الغربية والعربية أن يكون لحماس دور. وتدير الحركة غزة منذ طرد حركة فتح المنافسة في عام 2007.
وقالت حماس إنها لن تتخلى عن حكم غزة إلا لحكومة من التكنوقراط الفلسطينيين تشرف عليها السلطة الفلسطينية وتدعمها دول عربية وإسلامية. وترفض أي دور لبلير أو حكم أجنبي لغزة.
(شاركط في التغطية داوود أبو الكاس وطوان جمركجي ودارين باتلر من أنقرة وجنى شقير وتالا رمضان من دبي ومعيان لوبيل من القدس وجون أيرش من باريس وأنجيلو أمانتي من روما وتريفور هونيكوت وستيف هولاند وديفيد مورجان من واشنطن – إعداد محمود رضا مراد ورحاب علاء للنشرة العربية)