
ماكرون يؤكد أن تسارع الاستيطان الإسرائيلي “تهديد وجودي” لدولة فلسطينية

حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس من أن “تسارع” الاستيطان في الضفة الغربية “يشكل تهديدا وجوديا لدولة فلسطينية” ولجهود السلام بقيادة الولايات المتحدة، وذلك اثناء ترؤسه مؤتمرا لوزراء خارجية أوروبيين وعرب في باريس حول مستقبل غزة بعد ساعات على إعلان اتفاق بين حماس وإسرائيل على وقف لإطلاق النار.
ورحب ماكرون باتفاق وقف إطلاق النار معتبرا أنه “أمل كبير” للمنطقة لكنه قال إن تسارع بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة “يشكل تهديدا وجوديا” لدولة فلسطينية.
وأضاف الرئيس الفرنسي أن ذلك “ليس أمرا غير مقبول ومخالفا للقانون الدولي فحسب، بل إنه يؤجج التوترات والعنف وعدم الاستقرار”.
وتابع “كما انه يتناقض مع الخطة الأميركية وطموحنا المشترك في منطقة تنعم بالسلام”.
وتوصلت إسرائيل وحماس الخميس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن ومعتقلين يعدّ خطوة أساسية نحو إنهاء حرب مستمرة منذ عامين أودت بعشرات آلاف الأشخاص وأدت إلى كارثة إنسانية.
جاء الاتفاق، الذي تم التوصل إليه عبر محادثات غير مباشرة في شرم الشيخ بمصر، بعد عامين من هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 والذي أشعل فتيل حرب طاحنة في قطاع غزة.
وبينما دعمت أوروبا بقوة جهود وقف إطلاق النار التي قادها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تتباين الآراء في واشنطن والعديد من الدول الأوروبية حول ما إذا كان الوقت مناسبا للاعتراف بدولة فلسطينية.
واعترف ماكرون، في كلمته في الأمم المتحدة في 22 أيلول/سبتمبر بدولة فلسطينية عقب إعلانات مماثلة من كندا والبرتغال والمملكة المتحدة.
ويجتمع وزراء خارجية “الخماسية الأوروبية” (ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا) و”الخماسية العربية” (السعودية ومصر والإمارات والأردن وقطر)، فضلا عن نظرائهم من الاتحاد الأوروبي وكندا وتركيا، في العاصمة الفرنسية لإجراء محادثات حول “اليوم التالي” للحرب.
– “صرف الانتباه” –
وقبل الإعلان عن وقف إطلاق النار لقيت المبادرة الفرنسية نقدا لاذعا من إسرائيل التي اعتبرتها “في غير محلها ومضرّة”، بحسب ما كتب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في منشور على اكس الأربعاء.
وقال ساعر إن هذا الاجتماع “محاولة إضافية من الرئيس ماكرون لصرف الانتباه عن مشاكله الداخلية على حساب إسرائيل”، في إشارة إلى الأزمة السياسية الجديدة التي تواجهها فرنسا منذ الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو الإثنين.
لكن فرنسا تأمل أن يُعزز اعترافها بدولة فلسطينية فرص حل الدولتين، الذي لا تزال باريس تعتبره السبيل الوحيد لتحقيق سلام إقليمي طويل الأمد.
وصرح مصدر دبلوماسي فرنسي هذا الأسبوع طالبا عدم الكشف عن هويته بأن جدول أعمال الاجتماع يشمل “قوة الاستقرار الدولية” التي دعا إليها ترامب في إطار خطته للسلام، ودعم السلطة الفلسطينية التي تدير الضفة الغربية المحتلة.
وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إن “من الضروري العمل معا والبدء بالعمل”. ولطالما أكدت برلين معارضتها لخطوة فرنسا ودول أوروبية أخرى الاعتراف بدولة فلسطينية في الوقت الحالي.
وتنصّ خطة ترامب على وقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن جميع الرهائن ونزع سلاح الحركة وانسحاب القوات الإسرائيلية تدريجا من القطاع.
كذلك، تنص على أن تدير شؤون غزة لجنة فلسطينية من التكنوقراط وخبراء دوليين بإشراف “مجلس السلام” الذي سيرأسه ترامب وسيكون بين أعضائه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير. ولن يكون لحماس أيّ دور في حكم غزة.
دت/م ن-غد/لين