
الموفدان الأميركيان يلتقيان نتانياهو غداة تصعيد ميداني في غزة

التقى رئيس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإثنين المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، غداة تصعيد ميداني هدّد بتقويض اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
غداة ضربات إسرائيلية في غزة قالت إسرائيل إنها جاءت ردا على هجمات لحماس، وهو ما نفته الحركة، أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن وقف إطلاق النار ما زال قائما.
وقالت شوش بيدروسيان، المتحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في إحاطة صحافية “اجتمع رئيس الوزراء نتانياهو في وقت سابق اليوم مع المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب جاريد كوشنر لمناقشة المستجدات والتحديات في المنطقة”.
ولم يدل المبعوثان بأي تصريحات بعد اللقاء، لكن ترامب توعّد بـ”القضاء” على حركة حماس إذا لم تلتزم الحركة وقف إطلاق النار.
وقال الرئيس الأميركي “سنمنحها فرصة صغيرة، ونأمل أن يكون هناك عنفٌ أقل”.
وسيجري نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس مع زوجته زيارة للدولة العبرية تبدأ الثلاثاء.
وقال نتانياهو إنه سيبحث معه في “التحديات الأمنية التي نواجهها، والفرص الدبلوماسية المتاحة أمامنا”، مضيفا “سنتغلب على التحديات ونغتنم الفرص”.
وأعمال العنف التي وقعت الأحد هي الأكثر حصدا للضحايا منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر.
وأعلنت إسرائيل مساء الأحد وقف ضرباتها و”إعادة تطبيق” وقف إطلاق النار.
وأنهى وقف إطلاق النار عامين من حرب مدمّرة. وجاء بعدما وافق الطرفان على خطة من عشرين بندا طرحها دونالد ترامب لإنهاء الحرب. وشمل الاتفاق تبادل إطلاق الرهائن المحتجزين في قطاع غزة ومعتقلين في السجون الإسرائيلية وانسحابات إسرائيلية من مناطق محددة في القطاع وبدء دخول المساعدات الإنسانية اليه.
وبموجب المرحلة الأولى من الاتفاق، سلّمت حماس 20 رهينة على قيد الحياة مقابل حوالى الفي معتقل أفرجت عنهم الدولة العبرية.
كما سلّمت 12 جثمانا لرهائن توفوا خلال الاحتجاز أو أثناء خطفهم، وأعلنت أنها تواصل البحث عن جثامين الرهائن المتبقين تحت الأنقاض، مشيرة الى صعوبة ذلك، بسبب تغيّر معالم القطاع نتيجة الدمار والحرب.
والإثنين، أعلنت إسرائيل أنها تسلّمت رفات رهينة إضافية في غزة، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس.
وقال مسؤول كبير في حركة حماس لوكالة فرانس برس إن الجناح العسكري للحركة سلم رفات الرهينة للصليب الأحمر بعدما تسلمه من كتائب أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وأعربت الأمم المتحدة عن “قلقها” الإثنين غداة أعمال العنف الدامية في قطاع غزة، وحضّت “جميع الأطراف على الوفاء الكامل بالتزاماتها”، بحسب المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة ستيفان دوجاريك.
– “153 طنا من القنابل” –
أسفرت ضربات إسرائيلية على القطاع الأحد عن مقتل 45 فلسطينيا على الأقل، بينهم صحافي، بحسب الدفاع المدني في غزة.
في مخيم النصيرات، قال النازح عماد ناهض عيسى وسط بكاء أقارب ضحايا قتلوا بضربات الأحد “لا أعلم لمَ في ظل وقف الحرب على غزة، تم استئنافها”.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الأحد مقتل جنديين في اشتباكات دارت في رفح جنوب قطاع غزة.
وقال نتانياهو من على منبر الكنيست خلال الجلسة الافتتاحية لدورة الشتاء “لقد ألقينا أمس 153 طنا من القنابل على مناطق مختلفة من قطاع غزة بعد مقتل اثنين من جنودنا على يد حماس”.
وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل أربعة فلسطينيين الإثنين بنيران الجيش الإسرئيلي شرق مدينة غزة، في حين أكد الجيش الإسرائيلي أن قواته اطلقت النار على مسلحين بعد اقترابهم من مواقعها.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه “رصد عددا من المسلحين الذين تجاوزوا الخط الأصفر واقتربوا من القوات التي تعمل في منطقة الشجاعية، فأطلقت القوات النار باتجاههم لإزالة التهديد”.
وأفاد الجيش الإثنين بأنه باشر تحديد الخط الاصفر “في شكل ملموس” بهدف “تأمين وضوح تكتيكي على الارض”.
واوضح أن عملية التحديد التي ستستمر، تقضي بوضع سلسلة من مكعبات الإسمنت المطلية باللون الاصفر يبلغ ارتفاعها 3,5 امتار، على أن تفصل بين المكعب والاخر مسافة تبلغ مئتي متر.
– وفد حماس في القاهرة –
يلتقي وفد من حركة حماس مسؤولين مصريين في القاهرة للبحث في الحوار الفلسطيني الذي تعتزم مصر استضافته، والهادف الى البحث في مستقبل غزة بعد الحرب.
وتنص خطة ترامب في مرحلة لاحقة على آلية لحكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب تشمل تشكيل لجنة من التكنوقراط لتسيير شؤونه اليومية بإشراف “مجلس سلام”يرأسه ترامب، وعلى انتشار قوة استقرار دولية فيه، على ألا يكون لحماس أي دور في حكم غزة.
إلى الآن، ترفض حماس التخلي عن السلاح، وتطالب بانسحاب إسرائيل بالكامل من غزة، وتؤكد أنها ستشارك في أي نقاش حول مستقبل القطاع.
وأوضح مصدر مطلع أن وفد حماس سيعقد خلال اليومين المقبلين “لقاءات مع المسؤولين المصريين تتعلق بالحوار الفلسطيني الفلسطيني الذي سترعاه مصر قريبا”.
وأشار الى أن الحوار “يهدف إلى توحيد الجسم الفلسطيني ومناقشة القضايا الرئيسية المهمة بما في ذلك مستقبل قطاع غزة وتشكيل لجنة الكفاءات المستقلة التي ستتولى إدارة القطاع”، مشددا على أن حماس “تعهدت للوسطاء بتمكين لجنة الكفاءات المستقلة”.
واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1221 شخصا معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية على مدى سنتين في قطاع غزة عن مقتل ما لا يقلّ عن 68159 فلسطينيا، وفق وزارة الصحة في غزة التي تديرها حركة حماس.
بور-لمى/رض-ب ق-ود