
ثلاثة قتلى في هجمات أوكرانية على روسيا وتضرر عيادة توليد بقصف روسي على أوكرانيا

قتل ثلاثة أشخاص الجمعة في روسيا في هجمات ليلية بمسيّرات أوكرانية، في حين تسبّب القصف الروسي لأوكرانيا في سقوط حوالى 15 جريحا وتضرّر عيادة توليد في خاركيف.
وتشنّ أوكرانيا هجمات جوية شبه يومية على روسيا، في حين تواصل القوّات الروسية قصف المدن الأوكرانية منذ باشرت غزو الدولة المجاورة في شباط/فبراير 2022.
وفي الأسابيع الأخيرة، كثّفت روسيا هجماتها الليلية على أوكرانيا، ولا سيّما على العاصمة كييف، مع ازدياد عدد المقذوفات الموجّهة كلّ مرّة في وقت يسود الجمود المباحثات الدبلوماسية بين الطرفين.
وأتت الهجمات الأخيرة بعدما أعادت الولايات المتحدة التأكيد على دعمها لأوكرانيا. وأفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس أنه حصل على “مواعيد ملموسة” من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتسليم أسلحة جديدة.
وفي سياق الجهود الأميركية، يقوم الموفد الأميركي كيث كيلوغ بزيارة رسمية لأوكرانيا اعتبارا من الإثنين، على ما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية غورغي تيخي الجمعة.
وفي روسيا، قُتل مدني في منطقة ليبيتسك (غرب) وآخر في تولا بالقرب من موسكو، إثر هجمات المسيّرات الأوكرانية. وقضى شخص ثالث في قصف مدفعي على منطقة بلغورود الحدودية، وفق السلطات المحلية.
وفي المجموع، أسقطت 155 مسيّرة أوكرانية ليل الخميس الجمعة، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.
وأعلن الجيش الأوكراني أن هذه الهجمات بالمسيرات استهدفت مصنعا للطائرات قرب موسكو ومصنعا للصواريخ. كما أعلن مصدر في أجهزة الأمن عن تفجير خط أنابيب غاز.
ومن الجانب الأوكراني، طال القصف الروسي لخاركيف (شمال شرق)، ثاني كبرى مدن البلد، عيادة توليد، بحسب ما أعلن الرئيس الأوكراني.
وأشار إلى إصابة تسعة أشخاص، “من بينهم أمّهات ومواليدهن الجدد ونساء خضعن لعمليات”.
– تلويح بعقوبات جديدة –
ورأى مراسل لوكالة فرانس برس في خاركيف امرأة تحتضن رضيعها الحديث الولادة بين ذراعيها في سيّارة إسعاف نقلتها من الموقع.
وفي أوديسا، المدينة الساحلية الكبيرة في جنوب أوكرانيا، أدىّ القصف الروسي إلى إصابة ثمانية أشخاص.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس من كوالالمبور حيث يعقد منتدى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ندّدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بالضربات الروسية الأخيرة على أوكرانيا، معتبرة أنها “غير مقبولة” وملوّحة بعقوبات أوروبية جديدة في حقّ موسكو.
وفي ظلّ هذا التصعيد للضربات الروسية والتعثر الدبلوماسي، التقى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الخميس نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش اجتماع وزراء خارجية آسيان في كوالالمبور.
وأعلن روبيو أن نظيره الروسي قدّم خلال لقائهما في ماليزيا “فكرة جديدة أو مفهوما جديدا” بشأن أوكرانيا سينقله إلى الرئيس دونالد ترامب لمناقشته.
وكشف روبيو أنه أعرب خلال هذه “المحادثة الصريحة” في كوالالمبور عن “استياء” ترامب و”خيبة أمله” في ظلّ “انعدام التقدّم” من أجل وقف الحرب في أوكرانيا.
وأعلن ترامب الخميس أنه قد يدلي بـ”تصريح مهم” الإثنين بشأن روسيا، مبديا “خيبة أمله” لإصرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مواصلة الحرب.
ويضغط المسؤولون الأوكرانيون ومعهم سياسيون أميركيون بمن فيهم داخل معسكر ترامب، على الرئيس الأميركي لإقرار عقوبات جديدة على روسيا. وكان ترامب امتنع عن اتخاذ مثل هذه التدابير في حقّ موسكو، لإفساح المجال للجهود الديبلوماسية.
– الانتشار العسكري الأوروبي “غير مقبول” –
وبعد جولتين من المحادثات المباشرة بين الروس والأوكرانيين في إسطنبول، ما زال الكرملين يرفض وقفا لإطلاق النار ويطالب أوكرانيا بالتخلّي عن أربع مناطق يحتلّها جزئيا وعن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الأمر الذي ترفضه كييف.
والجمعة، أعاد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف التشديد على أن روسيا تعتبر نشر كتيبة عسكرية أوروبية في أوكرانيا “غير مقبول”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون طرح هذه المسألة الخميس خلال زيارته لبريطانيا.
وقال بيسكوف إن “وجود كتيبة أجنبية بالقرب من حدودنا غير مقبول”، مندّدا بما وصفه “عقيدة عسكرة مناوئة لروسيا” من جانب القادة الأوروبيين.
وفي مؤتمر صحافي نادر الجمعة، أعلن رئيس الأركان الفرنسي تييري بوركار أن موسكو جعلت فرنسا “خصمها الرئيسي في أوروبا”، وذلك بسبب دعم باريس المستمر لأوكرانيا.
ميدانيا، تواصل القوّات الروسية تقدمها في أوكرانيا حيث تحتلّ حوالى 20 % من الأراضي. وأعلنت الجمعة السيطرة على بلدة زيلينا دولينا بالقرب من مدينة ليمان التي كان الجيش الأوكراني استعاد السيطرة عليها في تشرين الأول/أكتوبر 2022 وبات الجنود الروس اليوم على بعد حوالى 10 كيلومترات منها.
بور-بوب/م ن/دص/ب ق