حماس تدرس الرد على مقترح ترامب للسلام في غزة

reuters_tickers

من آندرو ميلز ونضال المغربي

دبي/القاهرة (رويترز) – يتوقف مقترح ترعاه الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة على رد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على خطة من 20 نقطة قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنها “قريبة للغاية” من إنهاء الصراع المستمر منذ عامين في القطاع.

وأطلع البلدان الوسيطان، قطر ومصر، حماس على وثيقة الخطة في وقت متأخر من يوم الاثنين بعد أن تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو يقف إلى جانب ترامب في البيت الأبيض، بدعم المقترح الأمريكي للسلام قائلا إنه يلبي أهداف إسرائيل من الحرب.

ولم يتضح بعد ما الذي خفف من مخاوف نتنياهو السابقة بشأن نقاط المقترح.

ولم تشارك حماس في جولات المفاوضات التي سبقت طرح خطة ترامب الداعية إلى نزع سلاح الحركة، وهو مطلب سبق أن رفضته حماس.

* مصدر مقرب من حماس يعبر عن شكوك بشأن الخطة

قال مسؤول مطلع على المحادثات لرويترز في وقت مبكر من يوم الثلاثاء “قال مفاوضو حماس إنهم سيراجعونها (الخطة) بنية حسنة وسيعودون بالرد”.

وحذر ترامب حماس من أن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل بشكل كامل في اتخاذ أي إجراء تراه ضروريا إذا رفضت الحركة عرضه.

وتنص الخطة على وقف إطلاق النار على الفور، وتبادل كل الرهائن الذين تحتجزهم حماس بسجناء فلسطينيين محتجزين في إسرائيل، وانسحاب إسرائيل على مراحل من غزة، ونزع سلاح حماس، وتشكيل لجنة لحكم غزة من فلسطينيين مؤهلين وخبراء دوليين تشرف عليها هيئة دولية جديدة تسمى “مجلس السلام”.

ولم ترد حماس رسميا يوم الثلاثاء على مقترح ترامب الذي لم يتضح بعد ما الجديد فيه غير دعم الدول العربية والإسلامية الواسع له.

وتضمنت مقترحات عديدة سابقة على مدى العامين الماضيين لوقف إطلاق النار في غزة بنودا كثيرة من خطة ترامب، كان من بينها تلك التي قبلتها إسرائيل وحماس قبل رفضها في مراحل مختلفة لاحقة.

وقال مصدر مقرب من حماس لرويترز إن الخطة منحازة تماما لإسرائيل وتفرض “شروطا تعجيزية” تهدف إلى القضاء على الحركة.

وذكر المسؤول الفلسطيني، الذي طلب عدم نشر اسمه، لرويترز “ما طرحه ترامب هو تبني كل الشروط الإسرائيلية بالكامل وهي شروط لا تحقق للشعب الفلسطيني أو أهالي قطاع غزة أي حقوق مشروعة”.

ولم يتضح كيف ستصوغ حماس ردها، إذ إن الرفض المطلق قد يضعها في صدام مع مجموعة من الدول العربية والإسلامية التي رحبت بالخطة.

وأصدر وزراء خارجية قطر والأردن والإمارات وإندونيسيا وتركيا والسعودية ومصر بيانا مشتركا يوم الاثنين رحبوا فيه باقتراح ترامب وأكدوا ما قالوا إنها “جهوده الصادقة لإنهاء الحرب في غزة”.

* القوات الإسرائيلية تتوغل أكثر في مدينة غزة

رحب بعض الفلسطينيين بالخطة قائلين إنها قد تنهي القصف وسقوط القتلى، لكنهم تساءلوا عما إذا كانت ستنهي بالفعل سيطرة إسرائيل على قطاع غزة.

وقال صلاح أبو عمرو (60 عاما) وهو أب لستة أبناء من مدينة غزة “إحنا بدنا الحرب تخلص، لكن في نفس الوقت بدنا جيش الاحتلال اللي قتل عشرات آلاف من أهلنا أنه يرحل ويتركنا لحالنا”.

وأضاف لرويترز عبر أحد تطبيقات التراسل “بنتمنى انه الخطة تنهي الحرب، بس مش واثقين، لا ترامب ولا نتنياهو يمكن الثقة فيهم”.

وتوغلت القوات الإسرائيلية أكثر في مدينة غزة، ووصلت إلى وسط المدينة التي وصفها نتنياهو بأنها آخر معاقل حماس. وقال شهود ومسعفون إن إسرائيل كثفت قصفها للأحياء السكنية، مما أجبر مزيدا من العائلات على الرحيل.

وذكر مسعفون أن شخصين على الأقل قُتلا عندما فجر الجيش الإسرائيلي مركبة محملة بالمتفجرات في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، في حين قُتل تسعة، بينهم أم وخمسة من أطفالها، في هجومين منفصلين في دير البلح وخان يونس في الجنوب.

(إعداد نهى زكريا ومحمد أيسم للنشرة العربية – تحرير دعاء محمد)