
حماس تعيد جثة رهينة إلى إسرائيل

أعادت حركة حماس لإسرائيل جثة رهينة كان محتجزا في قطاع غزة بعدما كانت تعهدت في وقت سابق تسليم كل جثث الرهائن والتزام اتفاق وقف إطلاق النار مع الدولة العبرية الذي بدأ تطبيقه الاثنين.
وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بيانا جاء فيه أن “إسرائيل تسلمت عبر الصليب الأحمر، نعش رهينة متوفى تم تسليمه لقوات الجيش الإسرائيلي والشاباك (جهاز الأمن الداخلي) في قطاع غزة” وستنقل الجثة إلى المعهد الوطني للطب الشرعي في إسرائيل للتعرف على هويتها.
وأفاد مسؤول تركي الجمعة بأن فريق المختصين الذي أوفد للمساعدة في العثور على الجثث في القطاع الفلسطيني المدمّر ما زال بانتظار الحصول على إذن إسرائيلي للدخول.
واستجابة لدعوة وجّهتها حماس للمساعدة في تحديد موقع جثث الرهائن الـ19 المدفونين تحت الأنقاض إلى جانب عدد ما زال غير معروف من الفلسطينيين، أرسلت أنقرة خبراء للمساعدة في عملية البحث.
وأكد مسؤول تركي لفرانس برس الجمعة أن عشرات العناصر المتخصصين في الاستجابة للكوارث باتوا في الجانب المصري من الحدود بانتظار الحصول على الضوء الأخضر من الحكومة الإسرائيلية لدخول القطاع الفلسطيني.
وتم تزويد الفريق المكوّن من 81 عنصرا والتابع لهيئة إدارة الكوارث التركية (أفاد) معدات بحث وإنقاذ متخصصة تشمل أجهزة للكشف عن مؤشرات الحياة وكلاب مدرّبة.
من جهته، أعلن الدفاع المدني في غزة الجمعة انتشال جثامين 280 فلسطينيا من تحت الأنقاض منذ سريان وقف إطلاق النار. وتقدر السلطات المحلية أن حوالى 10 آلاف جثة مدفونة تحت الأنقاض في غزة.
وتوقع مصدر في حماس لفرانس برس أن يدخل الفريق التركي غزة بحلول الأحد.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي اضطلع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدور رئيسي في التوصل إليه، أعادت حماس 20 رهينة أحياء ورفات تسعة من 28 رهينة لقوا حتفهم، إلى جانب جثة أخرى قالت إسرائيل إنها ليست لرهينة سابق.
في المقابل، أفرج الجانب الإسرائيلي عن حوالى ألفي معتقل فلسطيني من سجونه وأوقف العملية العسكرية التي بدأت في غزة منذ هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على الدولة العبرية.
وينص الاتفاق على الإفراج عن كل الرهائن الأحياء والمتوفين بعد 72 ساعة على بدء العمل بوقف إطلاق النار.
وقالت الحركة في بيان لها الليلة الماضية “إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليّين قد تستغرق بعض الوقت، فبعضها دُفن في أنفاق دمّرها الاحتلال، وأخرى ما زالت تحت أنقاض المباني التي قصفها وهدمها”، مشدّدة على أنّها “تؤكّد التزامها بالاتفاق وحرصها على تطبيقه وعلى تسليم كل الجثامين الباقية”.
وعبّرت عائلات الرهائن القتلى عن غضبها لعدم تسليم حماس رفات أحبائها.
وطالب منتدى عائلات الرهائن والمفقودين الخميس الحكومة الإسرائيلية بتأخير تنفيذ المراحل التالية من الاتفاق الذي أبرم مع حماس إن لم تسلّم جثث الرهائن الـ19 المتبقية.
وقال ترامب الأربعاء في إشارة الى حماس “إنّهم ينقّبون. هم يجدون الكثير من الجثث”.
– “يتطلب وقتا” –
ويبدو وقف إطلاق النار ساريا منذ أيام بعد عامين من المعاناة التي عاشتها عائلات الرهائن من جهة، وأهالي غزة من جهة أخرى الذين واجهوا القصف المتواصل والجوع والحصار.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي الجمعة أنه تمكّن من نقل نحو 3000 طن من المواد الغذائية إلى غزة منذ دخل وقف إطلاق النار حيز التطبيق.
لكنه حذّر من أن الحد من المجاعة في قطاع غزة سيتطلب وقتا، مشيرا إلى أنه يتعيّن فتح كل المعابر “لإغراق غزة بالغذاء”.
ودخل منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فلتشر الجمعة قطاع غزة حيث زار فرنا بدأت تصله المحروقات والطحين، “ما يتيح له إنتاج 300 ألف رغيف خبز في اليوم”.
وتنص خطة ترامب بشأن غزة المكوّنة من عشرين نقطة على استئناف إيصال المساعدات فيما تنتظر المنظمات الدولية إعادة فتح معبر رفح في جنوب القطاع.
وتشمل المراحل التالية نزع سلاح حماس ومنح العفو لقادتها الذين يسلمون أسلحتهم، ومواصلة الانسحاب الإسرائيلي، وإرساء حكم لغزة بعد الحرب، وهي أمور ما زالت قيد البحث.
لكن حماس تستنكر حصول “العديد من الانتهاكات” وتحدثت عن مقتل 28 مدنيا بنيران إسرائيلية منذ وقف إطلاق النار. من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي الجمعة بأنه نفّذ غارة جوية على “إرهابيين” كانوا يقتربون من القوات الإسرائيلية في خان يونس (جنوب).
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أمر الجيش بترسيم “الخط الأصفر” على الأرض والذي يمثل حد إعادة انتشاره بموجب شروط اتفاق وقف إطلاق النار.
– “أفضل من العيش في الشارع” –
وشارك معزون رفعوا الأعلام الإسرائيلية الجمعة في ريشون لتسيون في جنازة إنبار هايمان التي أعيد جثمانها الأربعاء. بينما عاد غزيون للمرة الأولى منذ زمن طويل الى المساجد المدمّرة أو المتداعية لأداء صلاة الجمعة.
في غزة حيث يسود ارتياح لتوقف القصف، بدأ الناس إزالة أنقاض منازلهم المدمّرة في وقت يبدو الطريق نحو عودة الحياة إلى طبيعتها طويلا.
وقال أحمد صالح صبيح، وهو من سكان مدينة غزة، “أعيش تحت تهديد الموت. قد ينهار (المنزل) في أي لحظة.. لكن لا خيار لدي. إنه أفضل من العيش في الشارع”.
وأسفر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، عن مقتل 1221 شخصا معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وفي قطاع غزة، أودت الحملة العسكرية الإسرائيلية بما لا يقل عن 67967 شخصا، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
بور/لين-رض/الح