
خطة أمريكية تتضمن نزع سلاح حزب الله بحلول نهاية العام وانسحاب إسرائيل

من ليلى بسام
بيروت (رويترز) – أفادت نسخة من جدول أعمال الحكومة اللبنانية اطلعت عليها رويترز بأن الولايات المتحدة قدمت إلى بيروت اقتراحا لنزع سلاح جماعة حزب الله بحلول نهاية العام، إلى جانب إنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية وانسحاب القوات الإسرائيلية من خمسة مواقع في جنوب لبنان.
وتحدد الخطة، التي قدمها مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة توم براك، والتي نوقشت في اجتماع لمجلس الوزراء اللبناني اليوم الخميس، أكثر الخطوات تفصيلا حتى الآن لنزع سلاح جماعة حزب الله المدعومة من إيران، والتي ترفض الدعوات المتزايدة لنزع سلاحها منذ حرب العام الماضي مع إسرائيل.
وقال وزير الإعلام اللبناني بول مرقص للصحفيين إن مجلس الوزراء وافق خلال اجتماعه يوم الخميس على أهداف الاقتراح الأمريكي بنزع سلاح جماعة حزب الله اللبنانية بحلول نهاية العام وإنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في البلاد، لكنه لم يناقش التفاصيل الكاملة لذلك.
وأوضح أن مجلس الوزراء اللبناني “وافق على الأهداف الواردة في مقدمة الورقة الأمريكية بشأن تثبيت اتفاق وقف الأعمال العدائية، وذلك في ضوء التعديلات التي كان قد أدخلها المسؤولون اللبنانيون، ونحن بانتظار خطة تنفيذية من الجيش”.
وأردف قائلا “وافقنا على إنهاء الوجود المسلح على كامل الأراضي بما فيه حزب الله، ونشر الجيش اللبناني في المناطق الحدودية”.
وتشمل أهداف المقترح الأمريكي التخلص التدريجي من الوجود المسلح لكل العناصر بخلاف الدولة ونشر القوات اللبنانية في مناطق حدودية وداخلية رئيسية وضمان انسحاب إسرائيل من المواقع الخمسة في جنوب لبنان وحل مسألة السجناء والمحتجزين عبر محادثات غير مباشرة والترسيم الدائم للحدود بين لبنان وإسرائيل وسوريا.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس إن الولايات المتحدة ترحب بقرار الحكومة اللبنانية تكليف الجيش بحصر السلاح في يد الدولة.
وأحجم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن التعليق. ولم ترد وزارة الدفاع الإسرائيلية بعد على طلب للحصول على تعليق.
ولم تعلق الجماعة على الاقتراح حتى الآن لكن ثلاثة مصادر سياسية قالت لرويترز إن وزراء جماعة حزب الله وحلفاءها الشيعة انسحبوا من اجتماع مجلس الوزراء احتجاجا على مناقشة الاقتراح.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للتلفزيون الإيراني يوم الأربعاء إن هذه ليست المرة الأولى التي تُبذل فيها محاولات لنزع سلاح حزب الله موضحا أن القرار النهائي يعود للجماعة نفسها.
وأضاف عراقجي “نحن ندعمهم لكننا لا نتدخل في قراراتهم”.
ووجهت إسرائيل ضربات قاصمة لحزب الله في هجوم العام الماضي خلال صراع تفجر في أكتوبر تشرين الأول 2023 عندما بدأت الجماعة في قصف مواقع إسرائيلية على الحدود دعما لحليفتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في بداية حرب غزة.
وتهدف الولايات المتحدة من الاقتراح إلى “تمديد وتثبيت” اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه لبنان وإسرائيل في نوفمبر تشرين الثاني.
وجاء في الاقتراح “الحاجة الملحة لهذا الاقتراح يبرزها تزايد عدد الشكاوى المتعلقة بالانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار الحالي، بما في ذلك الغارات الجوية والعمليات عبر الحدود، مما ينذر بانهيار الوضع الراهن الهش”.
وتقضي المرحلة الأولى من الخطة بأن تصدر الحكومة اللبنانية في غضون 15 يوما مرسوما تلتزم فيه بنزع سلاح حزب الله تماما بحلول 31 ديسمبر كانون الأول 2025. وستتوقف إسرائيل في هذه المرحلة أيضا عن العمليات العسكرية البرية والجوية والبحرية.
وتتطلب المرحلة الثانية أن يبدأ لبنان في تنفيذ خطة نزع السلاح في غضون 60 يوما على أن توافق الحكومة على “خطة مفصلة لنشر (الجيش اللبناني) لدعم خطة وضع كل الأسلحة تحت سلطة الدولة”. وستحدد هذه الخطة الأهداف بشأن نزع السلاح.
وستبدأ إسرائيل خلال المرحلة الثانية في الانسحاب من المواقع التي تسيطر عليها في جنوب لبنان والإفراج عن المحتجزين اللبنانيين بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وفي المرحلة الثالثة، تنسحب إسرائيل في غضون 90 يوما من آخر نقطتين من النقاط الخمس التي تسيطر عليها، وسيتم تأمين تمويل للبدء في إزالة الأنقاض وإعادة تأهيل البنية التحتية تمهيدا لإعادة الإعمار في لبنان.
وفي المرحلة الرابعة، وفي غضون 120 يوما يجب تفكيك ما تبقى لدى حزب الله من أسلحة ثقيلة، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيرة.
وستنظم الولايات المتحدة والسعودية وفرنسا وقطر ودول صديقة أخرى في هذه المرحلة مؤتمرا لدعم الاقتصاد اللبناني وإعادة الإعمار و”تنفيذ رؤية الرئيس ترامب كي يعود لبنان بلدا مزدهرا قادرا على النمو”.
(شاركت في التغطية حميرة باموق من واشنطن وألكسندر كورنويل – إعداد محمود سلامة ونهى زكريا وسلمى نجم ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير سها جادو وأيمن سعد مسلم)