خطة ترامب لتحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” تثير تنديدا دوليا

من ستيف هولاند ومات سبيتالنيك وجيف ميسون
واشنطن (رويترز) – ضرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عرض الحائط بسياسة أمريكية متبعة منذ عقود حيال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وأثار انتقادات لاذعة عندما قال إن الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة وتحوله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد “إعادة توطين” الفلسطينيين في أماكن أخرى.
وأثارت هذه الخطوة الصادمة تنديدات دولية. ورفضت السعودية، التي تتمتع بثقل إقليمي ويأمل ترامب في أن تبرم اتفاقا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، خطة ترامب تماما.
ووصفت تركيا تصريحات ترامب بأنها “غير مقبولة”. وقالت فرنسا إن ذلك يهدد بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وقالت روسيا والصين وإسبانيا وألمانيا وأيرلندا وبريطانيا إنها لا تزال تؤيد حل الدولتين الذي شكل أساس السياسة الأمريكية في المنطقة لعقود، وينص على أن غزة ستكون جزءا من دولة فلسطينية مستقبلية تشمل الضفة الغربية المحتلة.
وقال ترامب في أول إعلان كبير يتعلق بسياسة بلاده في الشرق الأوسط إنه يتصور بناء منتجع تعيش فيه مختلف الجنسيات في وئام.
ودمر القصف الإسرائيلي على مدى 15 شهرا القطاع الساحلي الضيق، وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إنه قتل أكثر من 47 ألف شخص.
ووصف جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره السابق، قطاع غزة العام الماضي بأنه واجهة بحرية عقارية “قيمة”.
وقال ترامب في أثناء استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض يوم الثلاثاء إنه سيدعم محاولات نقل الفلسطينيين من غزة وإعادة توطينهم بشكل دائم في أماكن يمكنهم العيش فيها دون خوف من العنف. وأضاف أنه يناقش هو وفريقه هذا الاحتمال مع الأردن ومصر ودول أخرى في المنطقة.
وفي مؤتمر صحفي، صرح ترامب بأن الملك الأردني عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيوافقان على الفكرة على الرغم من رفضهما لها، قائلا إنهما “سيفتحان قلوبهما وسيمنحاننا نوع الأرض التي نحتاجها لإنجاز هذه المهمة ويمكن للناس أن يعيشوا في وئام وسلام”.
وتسبب الاقتراح الذي طرحه ترامب بكل بساطة في موجات صدمة دبلوماسية في أنحاء الشرق الأوسط والعالم. وقالت الصين إنها تعارض التهجير القسري المقترح للفلسطينيين.
وقال لين جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن بلاده “تعتقد دوما أن المبدأ الأساسي هو أن الفلسطينيين يحكمون فلسطين فيما يتعلق بالحكم بعد الصراع” مضيفا أن بكين تؤيد حل الدولتين.
ووجهت فرنسا انتقادات لاذعة وقالت إن التهجير القسري لسكان غزة سيكون انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وهجوما على التطلعات المشروعة للفلسطينيين، ويعد أيضا عقبة رئيسية أمام حل الدولتين وعاملا رئيسيا لزعزعة استقرار المنطقة.
وذكر سامي أبو زهري القيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يوم الأربعاء أن تصريحات ترامب “سخيفة”.
وقال لرويترز “تصريحات ترامب حول رغبته بالسيطرة على غزة سخيفة وعبثية، وأي أفكار من هذا النوع كفيلة بإشعال المنطقة”. وأكد أن حماس تظل ملتزمة بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل وضمان إنجاح مفاوضات المرحلة الثانية منه.
ولم يتضح بعد ما إذا كان ترامب سيمضي قدما بالفعل في تلك الخطة المثيرة للجدل أم أنه ببساطة يتخذ مواقف متطرفة كاستراتيجية للمساومة.
وكشف ترامب عن خطته المفاجئة، دون الخوض في تفاصيل، خلال المؤتمر الصحفي.