رئيس الوزراء الأرميني يعلن إحباط محاولة انقلاب “خبيثة” تورط فيها رجل دين نافذ

afp_tickers

قال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الأربعاء إن قوات الأمن أحبطت محاولة انقلاب تورط فيها رجل دين نافذ، في أحدث حلقة من نزاعه المتصاعد مع الكنيسة الرسولية الأرمنية.

وتدور خلافات بين باشينيان ورجال دين بارزين منذ أن بدأ بطريرك الكنيسة الأرمنية كاريكين الثاني الدعوة إلى استقالة رئيس الوزراء بعد الهزيمة العسكرية التي منيت بها أرمينيا في 2020 أمام أذربيجان في إقليم قره باغ.

وتصاعد النزاع بعد أن سيطرت باكو بشكل كامل على الإقليم في عام 2023. وبدأ باشينيان بالضغط من أجل التوصل إلى اتفاق سلام لم يحظ بشعبية مع أذربيجان ويعني بشكل أساسي أن تتخلى يريفان عن مطلبها بالسيادة على منطقة يراها العديد من الأرمن موطنهم الأصلي.

وكتب باشينيان على تلغرام في ساعة مبكرة الأربعاء “أحبطت قوات الأمن مخططا خبيثا لـ+رجال الدين المجرمين+ يهدف إلى زعزعة الاستقرار في جمهورية أرمينيا والاستيلاء على السلطة”.

واعتقلت السلطات رئيس الأساقفة باغرات غالستانيان الذي يتمتع بالكاريزما ويسعى لحشد المعارضة ضد باشينيان، واتهمته بمحاولة تدبير محاولة الانقلاب.

وقالت لجنة تحقيق أرمينية إن غالستانيان سعى “منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2024 إلى تغيير السلطة بوسائل لا يسمح بها دستور جمهورية أرمينيا”.

تمنح أرمينيا، أول دولة تتبنى المسيحية كديانة الدولة في القرن الرابع، الكنيسة الرسولية الأرمنية وضعا دستوريا خاصا فيما تؤدي الكنيسة دورا مؤثرا في المجتمع الأرميني.

– عمليات تفتيش –

اتّهم غالستانيان، زعيم حركة “الكفاح المقدّس” ، باشينيان العام الماضي بالتنازل عن الإقليم لأذربيجان وقاد احتجاجات واسعة فشلت في نهاية المطاف في إطاحة رئيس الوزراء.

وندد محاميه روبن مليكيان بالقضية معتبرا أنها ذات دوافع سياسية.

وقال للصحافيين إن رئيس الأساقفة “يتصرف بشكل مستقل” مضيفا أن ملف القضية لا يظهر أي علاقة للكنيسة.

وأعلنت لجنة التحقيق أنها اعتقلت 14 شخصا وأطلقت إجراءات جنائية ضد 16 مشتبها بهم بعد دهم أكثر من 90 مبنى في قضية تتعلق بحركة “الكفاح المقدس” التي يتزعمها غالسْتانيان. 

ونشرت اللجنة صورا لأسلحة وذخيرة عثر عليها خلال عمليات تفتيش قائلة إن غالسْتانيان “حصل بموافقة مسبقة من عدد من أعضاء الحركة على الوسائل والأدوات اللازمة لتنفيذ أعمال إرهابية وانتزاع السلطة”. 

كما نشرت تسجيلات سرية تشير إلى أن غالسْتانيان وأنصارا له دعوا إلى إعدام مسؤولين وسجن معارضين وقمع أي مقاومة بالقوة. 

وقال رجل، قيل إن صوته يُشبه صوت غالسْتانيان، في أحد المقاطع: “إما  نقتل وإما نموت”. 

وقال الفريق القانوني لغالستانيان إنه يتوقع أن توجه له “تهمة الإرهاب ومحاولة الاستيلاء على السلطة”.

ونشر موقع نيو.إيه إم مقاطع مصورة تظهر غالستانيان مغادرا منزله مع عناصر شرطة ملثمين اقتادوه إلى سيارة انطلقت بهم.

وقال غالستانيان مخاطبا باشينيان على ما يبدو “إيها الخبيث اسمع جيدا، مهما فعلت لم يتبق لك سوى القليل من الوقت. انتظر نحن قادمون” فيما هتف حشد تجمع في الخارج “نيكول خائن”.

– انقسامات حول قره باغ –

أدت خسارة قره باغ بعد هجوم أذربيجان الخاطف عام 2023 إلى انقسامات في أرمينيا في وقت تطالب جارتها بتنازلات كبيرة مقابل تحقيق سلام دائم.

وفي وقت سابق هذا الشهر، قال باشينيان إن كاريكين الثاني لديه طفل غير شرعي ودعا المؤمنين إلى إزاحته من منصبه في تحد غير مسبوق للكنيسة.

وأثار بذلك خلافات وانتقادات شديدة من المعارضة التي دعت إلى حرمان باشينيان كنسيا.

ودعا باشينيان إلى إزاحة كاريكين الثاني من منصبه.

برز غالستانيان، وهو من أتباع كاريكين الثاني، في المشهد السياسي في أرمينيا عام 2024 مع تحريكه احتجاجات حاشدة ساعيا إلى إطلاق إجراءات عزل ضد باشينيان. حتى أن رجل الدين الذي يتمتع بالكاريزما تنحى موقتا عن منصبه الديني للترشح لرئاسة الوزراء.

لكن بصفته مواطنا أرمينيا كنديا يحمل الجنسية المزدوجة، فهو لا يستوفي شروط تولي المنصب بموجب القانون الأرميني.

وما زال باشينيان يمسك بالسلطة وسط دعم قوي في البرلمان وضعف خصومه في المعارضة.

وصل باشينيان، الصحافي السابق والنائب المعارض، إلى السلطة بعد أن قاد احتجاجات تطورت إلى ثورة سلمية عام 2018.

مكه-ام/غد/ب ق