سوريون يأملون أن تشكل زيارة الشرع لواشنطن “بداية جديدة” لبلدهم
غداة الزيارة التاريخية للرئيس السوري أحمد الشرع الى البيت الأبيض، عبّر سوريون في دمشق عن أملهم في أن تُخرج الزيارة الى واشنطن بلادهم من عزلة طويلة فاقمتها سنوات النزاع، وأن تفتح الطريق أمام انتعاش اقتصادي.
وقالت بشرى عبد الباري، الطالبة في كلية الحقوق، لوكالة فرانس برس “ستشكّل الزيارة ان شاء الله بداية جديدة لسوريا وانفتاحا على العالم بعد سنوات من العزلة”.
وأضافت “نأمل أن تفتح الزيارة الباب لإعادة إعمار سوريا مع الولايات المتحدة وبقية دول العالم”.
طيلة عقود، كانت سوريا تدور في فلك الاتحاد السوفياتي الذي وقّعت معه اتفاقية صداقة وتعاون في 1980. وإثر اندلاع النزاع عام 2011، باتت روسيا داعمتها الرئيسية دبلوماسيا واقتصاديا وعسكريا، مقابل عداء مزمن لإسرائيل والولايات المتحدة.
ويعدّ الشرع أوّل رئيس سوري منذ استقلال البلاد عام 1946 يزور البيت الأبيض، والتقى الاثنين الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أشاد به وقال إنه يريد لسوريا “النجاح” بعد حرب عصفت بها لأكثر من عقد.
وقبيل الزيارة، شطبت الولايات المتحدة الجمعة رسميا الشرع من قائمة الإرهاب، غداة رفع مجلس الأمن الدولي العقوبات عنه أيضا.
وكررت السلطات السورية في بياناتها وصف زيارة الشرع إلى البيت الأبيض بأنها “تاريخية”.
وشكّلت الزيارة قطيعة مع الماضي الجهادي لأحمد الشرع الذي أخرج بلاده من العزلة خلال أقلّ من عام على توليه الحكم، وأبدى انفتاحا على الغرب ودول المنطقة من بينها دول الخليج الغنية، وانخرط في مفاوضات مع إسرائيل.
واعتبرت عبد الباري أن روسيا داعمة الحكم السابق، “لم تجلب لنا سوى الخراب والدمار، ونأمل أن تفتح العلاقات (الجديدة) بابا جديدا لسوريا”.
“شرق أوسط جديد” –
وأبدى عمر نصار (36 عاما)، وهو صاحب مطبعة، تفاؤله بالزيارة وبتموضع بلاده الجديد. وقال “دفعت سوريا ثمن تموضعها مع الجناح الاشتراكي بشكل عام وعزلته عن محيطه العربي والعالمي”.
وأضاف “متفائلون كثيرا بالزيارة وبنتائجها… من المتوقع أن تنعكس إيجابا على المستوى الدبلوماسي والاقتصادي”.
وأمل صدام حجار (33 عاما) الذي كان يبيع القهوة في كشك في أحد شوارع دمشق، في أن تشكل بلاده في القريب العاجل “جزءا من الشرق الأوسط الجديد”، معتبرا أن من حق الشعب السوري الذي أفقرته الحرب ودمرت بلده، أن “يعيش برفاهية”.
وأضاف ” تعبنا وضحينا حتى وصلنا إلى هذه المرحلة”.
وفي مقال نشرته صحيفة “الثورة” الرسمية الإثنين، كتب وزير الإعلام حمزة المصطفى إن الزيارة تندرج “في خانة اللحظات التاريخية للدبلوماسية السورية”.
وقال “أن يكون رئيس سوري ضيفا في البيت الأبيض لأول مرة يعني تحوّلا جذريا في صورة سوريا من ملف أمني وعنوان للأزمات إلى دولة فاعلة، صاحبة مبادرة”، معتبرا أن الأهم هو “أن مسار الدبلوماسية السورية استطاع، وفي وقت قصير، أن ينجز تحولا إيجابيا ذا ديمومة يختلف تماما عما كانت عليه العزلة الدولية في سنوات النظام المخلوع”.
في أحد شوارع دمشق، قالت الموظفة في منظمة غير حكومية ليال قدور (25 عاما) إن الزيارة “خطوة سياسية جريئة تكسر عزلة طويلة لكنها تفتح بابا للتساؤلات حول دوافعها وتوابعها”.
وأضافت “الانعكاسات التي يمكن أن تحصل هي تخفيف جزئي للعقوبات أو فتح قوات اقتصادية، لكن التأثير الحقيقي مرتبط بالصراعات الداخلية والتفاهمات الإقليمية”.
ستر-مون-لو/لار/رض