
صمود وقف إطلاق النار في غزة قبيل إطلاق سراح الرهائن وزيارة ترامب لإسرائيل

من نضال المغربي وستيفن شير وألكسندر كورنويل
القاهرة/القدس (رويترز) – لا يزال وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) صامدا في غزة يوم الأحد لليوم الثالث على التوالي، قبل يوم من الإفراج المتوقع عن رهائن إسرائيليين وسجناء فلسطينيين وكلمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الكنيست الإسرائيلي.
وواصل آلاف الفلسطينيين التوجه شمالا باتجاه مدينة غزة على أمل أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى إنهاء الحرب. وكانت المدينة محور هجمات إسرائيلية على مدى الشهرين الماضيين.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان بثه التلفزيون “غدا بداية مسار جديد. مسار بناء وتعاف، وآمل أن يكون مسارا لتوحيد القلوب”.
وشاركه أشخاص على نطاق واسع في هذا التفاؤل.
وقال عبده أبو سعدة “كتير في فرحة عند الناس، بس في نفس الوقت الفرحة مطمومة عشان الحرب طولت”. ودمرت الحرب على مدى عامين معظم أنحاء قطاع غزة.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بيدروسيان إن إسرائيل تتوقع بدء إطلاق سراح الرهائن صباح الاثنين، على أن يكون تحرير العشرين الأحياء منهم دفعة واحدة. وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم يتوقعون بدء إطلاق سراح الرهائن في نحو السادسة أو السابعة صباحا (0300 أو 0400 بتوقيت جرينتش).
وذكرت بيدروسيان أنه في حال إطلاق سراح الرهائن قبل ذلك، فإن إسرائيل مستعدة لاستقبالهم. وأوضحت أنه بعد الإفراج عنهم سيتسنى تسلم رفات الرهائن المتبقين وعددهم 28.
* ترامب يلقي كلمة أمام الكنيست
ينص اتفاق وقف إطلاق النار على أن تفرج حماس بحلول ظهر الاثنين عن الرهائن المتبقين الذين اقتيدوا إلى غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 عندما شن مسلحو الحركة الهجوم المباغت على إسرائيل الذي أشعل فتيل الحرب.
وقال جال هيرش منسق شؤون الرهائن الإسرائيلي يوم الخميس إن قوة مهام ستتشكل للمساعدة في العثور على رفات الرهائن الذين لن تتمكن حماس من تحديد مكانهم.
ومن المقرر أن يصل ترامب إلى إسرائيل يوم الاثنين لإلقاء كلمة أمام الكنيست قبل أن يتوجه إلى شرم الشيخ في مصر لحضور قمة قادة العالم بخصوص إنهاء الحرب على غزة.
وذكر مراسل بموقع أكسيوس يوم الأحد نقلا عن مسؤول فلسطيني كبير أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سيحضر القمة أيضا.
وألقى ستيف ويتكوف مبعوث ترامب الخاص وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي ومبعوثه إلى الشرق الأوسط خلال ولايته الأولى كلمة أمام حشد في تل أبيب يوم السبت. ويأمل العديد من الإسرائيليين في أن تكون هذه هي المسيرة الأخيرة التي ينظمونها للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب.
وتوسطت الولايات المتحدة، إلى جانب مصر وقطر وتركيا، فيما وُصف باتفاق المرحلة الأولى بين إسرائيل وحماس لوقف إطلاق النار والإفراج عن رهائن إسرائيليين في غزة ومحتجزين فلسطينيين في إسرائيل.
ووجهت داليا يوسف، التي شاركت في مظاهرة تل أبيب مساء السبت، الشكر إلى ترامب قائلة “منذ عامين ونحن ننتظر هذا اليوم وهذه اللحظة… جميعنا يشعر بالسعادة للعائلات والرهائن.. سنراهم أخيرا”.
* سكان غزة يعودون لشمال القطاع المدمر
قالت مصلحة السجون الإسرائيلية إنها نقلت سجناء فلسطينيين إلى منشآت أخرى قبل إطلاق سراحهم المتوقع. ونشرت وزارة العدل الإسرائيلية أسماء 250 فلسطينيا، أدينوا بجرائم قتل وجرائم خطيرة أخرى، سيُفرج عنهم بموجب الاتفاق.
وخلت القائمة من أسماء قادة كبار في حماس كانت الحركة تسعى إلى إطلاق سراحهم أو من شخصيات بارزة من فصائل أخرى مثل مروان البرغوثي أو أحمد سعدات.
ومع ذلك، من المستبعد أن يعرقل ذلك تنفيذ الاتفاق. وقال مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس إن المحادثات مستمرة مع وسطاء إسرائيليين بشأن قائمة المحتجزين الذين سيُفرج عنهم.
وستفرج إسرائيل عن 1700 فلسطيني محتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 و22 قاصرا فلسطينيا، بالإضافة إلى جثث 360 مقاتلا. وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية بيدروسيان إن السجناء سيُطلق سراحهم بمجرد وصول الرهائن الأحياء إلى الأراضي الإسرائيلية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه بمجرد إعادة الرهائن، سيدمر الجيش الإسرائيلي الأنفاق تحت الأرض في غزة التي حفرتها حماس.
وتحدث الفلسطينيون العائدون إلى شمال غزة عن دمار واسع النطاق. وحذر عمال الإنقاذ من احتمال وجود ذخائر وقنابل غير منفجرة في المنطقة.
وقدر أمجد الشوا رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة والتي تنسق الجهود مع منظمات الإغاثة، الحاجة إلى 300 آلاف خيمة لإيواء 1.5 مليون نازح من سكان غزة مؤقتا.
وقال رامي محمد علي (37 عاما) عبر الهاتف بعد أن قطع مسافة 15 كيلومترا سيرا على الأقدام مع ابنه من دير البلح إلى مدينة غزة “ما قدرنا نستوعب حجم الدمار اللي شفناه”.
وأضاف واصفا رؤية الأشلاء المتناثرة على الطرقات “يعني صحيح إحنا فرحانين برجعتنا لغزة لكن في ذات الوقت مشاعرنا فيها مرار بسبب الدمار”.
(إعداد شيرين عبد العزيز ومحمد علي فرج ومحمد أيسم للنشرة العربية – تحرير علي خفاجي)