قتلى وجرحى في هجوم روسي كبير على كييف
أسفر هجوم روسي كبير على مناطق سكنية في أنحاء كييف خلال الليل، عن مقتل ستة أشخاص على الأقل في مبنى واحد، بحسب ما أفادت السلطات الأوكرانية، بينما أعلنت موسكو أنّها دمّرت أكثر من 200 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق أراضيها.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنّ “روسيا تواصل ترهيب المدن الأوكرانية… والأهداف الرئيسية لروسيا الليلة الماضية كانت مناطق سكنية في كييف ومنشآت طاقة”.
من جانبها، أكدت موسكو أنّها استهدفت “منشآت تابعة للمجمع العسكري الصناعي والطاقة”.
وتواصل روسيا التي يتفوّق جيشها على القوات الأوكرانية من حيث الإمكانات والتجهيزات العسكرية، هجومها الذي بدأته عام 2022، وتستمر في التقدم في شرق أوكرانيا لا سيما في منطقة دونيتسك حيث تركزت معظم المعارك في الآونة الأخيرة.
وتكثف موسكو قصفها للبنية التحتية المدنية والطاقة وشبكة السكك الحديد في أوكرانيا منذ أسابيع، مع انخفاض درجات الحرارة مع اقتراب فصل الشتاء.
ووفق سلاح الجو الأوكراني، فقد أطلقت روسيا 430 مسيّرة و19 صاروخا على أنحاء البلاد، تمّ إسقاط 405 مسيّرات و14 صاروخا منها.
وأشار إلى أنّ “الهدف الرئيسي هو مدينة كييف”.
وبحسب الحكومة الأوكرانية، يعدّ هذا الهجوم واحدا من أسوأ الهجمات على العاصمة الأوكرانية، من حيث عدد “الصواريخ المستخدمة” من قبل روسيا.
– “اشتعلت النيران في شعري” –
وأعلنت وزارة الداخلية أنّه تمّ العثور على جثة ضحية جديدة في مبنى سكني، ما يرفع حصيلة الضحايا إلى ستة قتلى وأكثر من 30 جريحا.
وقالت ماريا كالتشينكو لوكالة فرانس برس بينما كانت واقفة أمام مبنى بواجهة مدمّرة ومتفحّمة، حيث تحطّمت معظم النوافذ بسبب قوة الانفجار، “اشتعلت النيران في شعري”.
وقال رئيس الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية تيمور تكاتشينكو “يقصف الروس مبانيَ سكنية. هناك العديد من المباني المرتفعة التي تضررت في كل أنحاء كييف، وفي كل منطقة منها”.
وذكرت شرطة كييف أن عدد المباني التي تضررت ليلا يناهز الثلاثين.
– “ليلة صعبة” –
في الأثناء، أعلنت أذربيجان أنها استدعت السفير الروسي في باكو للاحتجاج “بشدة” على تضرر سفارتها في كييف .
وقالت وزارة الخارجية في بيان إنه “خلال اللقاء تم تقديم احتجاج شديد اللهجة بخصوص سقوط أحد صواريخ إسكندر على أراضي سفارة جمهورية أذربيجان”، موضحة أن الانفجار أدى إلى تدمير جزء من محيط السفارة وإلحاق أضرار بالمباني والسيارات والمجمع الدبلوماسي.
من جانبه، رأى وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يحاول أن يجعل الشتاء قاسيا قدر الإمكان على أوكرانيا، وتدمير الروح المعنوية وكسر إرادة المقاومة لدى الأوكرانيين. لكنه لا ينجح في ذلك”.
وقال مسؤول أوكراني مشترطا الكشف عن هويته، إنّ “الروس بدأوا في استخدام الكثير من الصواريخ البالستية، وهو أمر ملحوظ للغاية”.
وأضاف أنّ الجيش الروسي “يجمع” إطلاق الصواريخ مع “موجات من المسيّرات. وهذا ليس من السهل إسقاطه. لكننا سنتعلّم”.
وسمع مراسلو وكالة فرانس برس دوي انفجارات قوية في وسط المدينة، وشاهدوا تفعيل أنظمة الدفاع الجوي ضد ضربات المسيّرات والصواريخ.
وقال أوليكساندر ماركوشين، رئيس بلدية إربين الواقعة في منطقة كييف، على فيسبوك إنها “ليلة صعبة… طائرات مسيّرة وصواريخ في سماء المدينة”.
وفي مدينة تشورنومورسك القريبة من أوديسا في الجنوب، قُتل شخصان على الأقل وأصيب سبعة بجروح في هجوم روسي بالمسيّرات استهدف سوقا، وفق ما أعلنت السلطات الجمعة.
– مسيّرات أوكرانية –
من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية على تلغرام “خلال الليلة الماضية، اعترضت أنظمة الدفاع الجوي ودمّرت 216 مسيّرة أوكرانية من بينها 66 فوق منطقة كراسنودار و59 فوق البحر الأسود.
وفي نوفوروسيسك الواقعة على ضفاف البحر الأسود ذكرت السلطات المحلية أن الهجمات بالطائرات الأوكرانية المسيّرة أصابت محطة لتكرير النفط بأضرار.
وجاء في بيان لخلية الأزمة في المنطقة أن تساقط حطام الطائرات المسيّرة أدى إلى اشتعال النيران في تلك المحطة قبل السيطرة عليها.
وفي نوفوروسيسك أيضا، أصيب مبنى سكني وتحطمّت نوافذه وأصيب فيه شخص بجروح، وفقا للمصدر نفسه.
وفي مرفأ المدينة، أصيبت سفينة مدنية بأضرار، ما أسفر عن إصابة ثلاثة من طاقمها بجروح، بحسب البيان.
ودائما ما تتسبب هجمات المسيّرات الأوكرانية بإلحاق ضرر بقطاعَي النفط والغاز وخطوط الأنابيب المستخدمة لنقل الهيدروكربونات، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الوقود.
والجمعة، قال رئيس وكالة “روساتوم” النووية الروسية إن تشغيل محطة نوفوفورونيج للطاقة النووية في جنوب غرب روسيا تعطّل لفترة وجيزة الخميس بعد سقوط حطام من طائرات مسيّرة أوكرانية عليها.
وما زالت مفاوضات السلام متعثرة بين البلدين بعد تأجيل لقاء كان مقررا في بودابست بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.
بور/الح-خلص-ناش/ب ق