The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

قصف عنيف على مدينة غزة وإسرائيل توجه تحذيرا أخيرا لإخلائها

afp_tickers

أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي تحذيرا أخيرا لسكان مدينة غزة لمغادرتها باتجاه الجنوب الأربعاء مع استعداد الجيش لإحكام الطوق حولها، في وقت تدرس حركة حماس خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين في القطاع المحاصر والمدمر.

وفيما تتعرض المدينة الرئيسية في القطاع لقصف عنيف على ما أكد نازحون، قال كاتس في بيان وعلى منصة اكس “هذه هي الفرصة الأخيرة لسكان غزة الراغبين في ذلك للتحرك جنوبا وترك عناصر حماس معزولين داخل المدينة … من يبقى في غزة سيُعتبر من الإرهابيين وداعمي الإرهاب”.

وأضاف كاتس أن الجيش سيطر على معبر نتساريم في وسط القطاع والذي يمتد من الشرق إلى الساحل الغربي، ومن ثم فصل مناطق الشمال عن الجنوب. وقال إن كل من يغادر مدينة غزة إلى الجنوب سيضطر إلى المرور عبر نقاط تفتيش عسكرية إسرائيلية. 

جاء ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش إغلاق آخر طريق متبقٍ أمام سكان جنوب غزة للوصول إلى الشمال. 

وعقبت حركة حماس على ذلك بقولها في بيان إن  تصريحات كاتس “تمثل تجسيدا صارخا للغطرسة والاستخفاف بالمجتمع الدولي وبمبادئ القانون الدولي والإنساني، وتمهيدا لتصعيد جرائم الحرب التي يرتكبها جيشه بحق مئات الآلاف من سكان المدينة الأبرياء، من نساء وأطفال وشيوخ”.

وفي مدينة غزة، تحدث رباح الحلبي، البالغ  60 عاما والذي يعيش في خيمة داخل مستشفى الشفاء، عن دوي انفجارات متواصلة. 

وقال لوكالة فرانس برس عبر الهاتف: “لن أغادر لأن الوضع في مدينة غزة لا يختلف عن الوضع في الجنوب… جميع المناطق خطرة، والقصف في كل مكان، والنزوح رعب وذل”. 

وأضاف “ننتظر الموت، أو ربما الفرج من الله، وأن تُعلن الهدنة”. 

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من جانبها أن العمليات العسكرية المكثفة في مدينة غزة أجبرتها على تعليق أنشطتها فيها. وقالت إن “عشرات الآلاف (الذين ما زالوا فيها)… يواجهون ظروفا إنسانية مروعة”. 

جاء ذلك بعد أيام من إعلان منظمة أطباء بلا حدود الخيرية أنها اضطرت إلى تعليق عملها بسبب القصف الإسرائيلي. وما زالت وكالات الأمم المتحدة وبعض منظمات الإغاثة تعمل في المدينة.

– موقفان في حماس –

في غضون ذلك، تواصل حركة حماس دراسة خطة ترامب الذي أمهلها “ثلاثة أو أربعة أيام” للقبول بها وتوعدها بمصير قاتم في حال رفضها.

تنص الخطة التي قال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو إنه يؤيدها، على وقف فوري للحرب في قطاع غزة فور موافقة طرفي الحرب، على أن يلي ذلك الإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في القطاع وعن مئات المعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل.

وتنص الخطة المؤلفة من عشرين بندا أيضا على نزع سلاح حركة حماس وخروج مقاتليها من القطاع الى دول أخرى، وأن تتولى إدارة غزة لجنة فلسطينية من التكنوقراط والخبراء الدوليين، بإشراف مجلس يترأسه ترامب نفسه ويضم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير. 

وذكر مصدر قريب من حماس أن الحركة تسعى لتعديل بعض البنود، بينها بند نزع السلاح وإبعاد كوادر من حماس والفصائل من القطاع.

وأشار الى أن “المشاورات مكثّفة على مدار الساعة داخل قيادة الحركة في فلسطين والخارج، … ومع الوسطاء”، موضحا أن أربعة لقاءات عقدت الاثنين في الدوحة مع الوسطاء القطريين والمصريين “في حضور مسؤولين أتراك”.

وذكر أن حماس “أبلغت الوسطاء بضرورة توفير ضمانات دولية للانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة ولعدم خرق إسرائيل وقف إطلاق النار عبر عمليات  اغتيال داخل وخارج غزة”. 

وأفاد مصدر ثان قريب من المفاوضات في الدوحة فرانس برس عن وجود “رأيين في حماس: الأول يؤيد الموافقة غير المشروطة على الخطة، ووقف إطلاق النار على أن يتولى الوسطاء ضمان تنفيذ إسرائيل للخطة” والطرف الثاني “لديه تحفظات كبيرة عن بنود مهمة منها رفض عملية نزع السلاح وإبعاد أي مواطن الى الخارج”.

– وقف إطلاق النار “مهما كان الثمن” – 

وبموجب الخطة التي رحّبت بها عدة دول عربية وإسلامية وغربية، تنسحب إسرائيل تدريجيا من القطاع، إلا أنها تحتفظ “بحزام أمني”. على أن يتم تشكيل “قوة استقرار دولية موقتة” ونشرها في القطاع.

ميدانيا، قال الدفاع المدني في غزة إن الضربات الإسرائيلية أسفرت الأربعاء عن مقتل ما لا يقل عن 46 شخصا في مختلف انحاء القطاع، بينهم 36 في مدينة غزة.

وعن تعرض مدرسة تعج بالنازحين لغارة أكد الدفاع المدني إنها قتلت ثمانية أشخاص، قال الجيش إنه استهدف “إرهابيا من حماس” وإن “خطوات اتخذت من أجل التخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين قدر الإمكان”.

وتحول القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة وصعوبة دخول صحافيين من الخارج الى القطاع، دون تمكّن فرانس برس من التحقّق بشكل مستقلّ من الأرقام والتفاصيل التي يعلنها الدفاع المدني أو الجيش الإسرائيلي.

وقال فضل الجدبة (26 عاما) الذي يقيم في خيمة في منطقة السرايا بحي الرمال في غرب مدينة غزة، إنه لن يغادر المدينة حتى لو أغلق الجيش طريق الكورنيش (شارع الرشيد) … الدبابات تسيطر على حي تل الهوى، ولا أستبعد أن تتوغّل في حي الرمال”.

 وتابع الجدبة “لكن ماذا سيفعلون؟ هل سيقتلون مئات الآلاف من الناس؟… نريد وقف إطلاق النار بأي ثمن، لأننا محبطون ومتعبون، ولا نجد أحدا في العالم يقف معنا”. 

بدأت الحرب إثر هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 تسبّب بمقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لفرانس برس استنادا لأرقام رسمية إسرائيلية.

وقتل في الحملة العسكرية الإسرائيلية العنيفة المتواصلة على قطاع غزة ردّا على الهجوم، 66148 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب أرقام وزارة الصحة في حكومة حماس التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

بور-لمى/ص ك/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية